كتاب “باكستان” للمفكر والدبلوماسي الكازاخستاني بخيت رستموف

صدر مؤخرًا عن المفكر والدبلوماسي الكازاخستاني بخيت رستموف كتابه الجديد بعنوان “باكستان”، وهو عمل بحثي وتوثيقي يعد من بين القلائل في كازاخستان وآسيا الوسطى والفضاء الأوراسي ممن تناولوا بالدراسة الجادة والعميقة التوجهات الاستراتيجية لدولة باكستان، ودورها الحيوي في معادلات التكامل الإقليمي والجيوسياسي في آسيا الوسطى.
رؤية تحليلية جديدة لبلد محوري
يمثل هذا الكتاب محاولة فريدة لفهم باكستان ليس فقط من زاوية بلد جنوبي آسيوي يمتلك تاريخًا عريقًا وتحديات معقدة، بل باعتبارها شريكًا استراتيجيًا لدول آسيا الوسطى، وخاصة كازاخستان، في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة.
يضيء بخيت رستموف على موقع باكستان الجيوسياسي الحساس، حيث تشكل بوابة بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وتمتلك شبكة علاقات واسعة مع دول الخليج، والصين، وإيران، وروسيا. كما تبرز في تحليله أهمية “الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC)” الذي يلعب دورًا استراتيجيًا في الربط بين الصين والمحيط الهندي عبر الأراضي الباكستانية.
توثيق زيارة رسمية رفيعة المستوى
الكتاب يوثق زيارة رسمية قام بها وفد كازاخستاني رفيع إلى باكستان، ترأسه المؤلف نفسه، وضم نخبة من الأكاديميين (أساتذة ودكاترة جامعات)، وصحفيين، وكتّاب، وموظفين حكوميين. وقد حظي الوفد باستقبال رسمي حافل من قبل وزراء ونواب وزراء، جنرالات من القوات المسلحة، ومحافظي الأقاليم الكبرى، مما يعكس عمق الاحترام المتبادل بين الدولتين.
نظرة على الواقع الباكستاني
ينقل بخيت رستموف في كتابه مشاهد حيّة من قلب باكستان، ويبرز مدى التطور الذي تشهده البلاد رغم التحديات. يكتب عن البنية التحتية، والنهضة العمرانية، وتقدم الجامعات، ومؤسسات البحث العلمي، ويؤكد أن باكستان، ورغم التوترات السياسية والاقتصادية، تبقى من أكثر الدول تقدمًا في جنوب آسيا. كما يشيد بالإرادة الشعبية والقيادية القوية التي تستشرف مستقبلًا مشرقًا بثقة وثبات.
ثقافة مشتركة وآفاق تعاون
جانب مهم من الكتاب هو التركيز على الجوانب الثقافية والإنسانية المشتركة بين الشعبين الكازاخستاني والباكستاني، ويبرز فرص التبادل الأكاديمي، والتعاون الثقافي، وتوسيع العلاقات في مجالات التعليم، والأدب، والتراث الإسلامي، الذي يمثل جسرًا روحيًا وتاريخيًا بين البلدين.
أهمية الكتاب في المشهد الأوراسي
يمثل “باكستان” لبخيت رستموف إضافة نوعية للمكتبة الكازاخستانية والأوراسية، لأنه لا يكتفي بالوصف أو الانطباع، بل يقدم قراءة استراتيجية لموقع باكستان في الخارطة الجيوسياسية الجديدة لآسيا. كما يتماشى مع جهود كازاخستان لتعزيز الحوار الإقليمي والانفتاح على شركاء جدد خارج المدار السوفيتي السابق.
عن المؤلف
بخيت رستموف ليس كاتبًا فقط، بل هو دبلوماسي ومفكر من الطراز الأول، لعب أدوارًا مهمة في تعزيز التواصل الثقافي والدولي بين كازاخستان ودول آسيا والعالم العربي. كما أسس منذ خمس سنوات مسابقة آسيا الأدبية الدولية، التي صارت من أبرز المحافل لتكريم الأصوات الجديدة في الأدب المعاصر، وهي مبادرة تنم عن إيمانه بالحوار الثقافي كقوة ناعمة لتعزيز التفاهم والسلام.
خاتمة
يمثل كتاب “باكستان” لبخيت رستموف مرجعًا ضروريًا لكل مهتم بالعلاقات الكازاخستانية-الباكستانية، وبالتحولات الإقليمية في جنوب ووسط آسيا. إنه عمل يجمع بين التوثيق الدبلوماسي والرؤية المستقبلية، ويعكس طموحًا لبناء فضاء أوراسي قائم على الشراكة والانفتاح والتكامل.