لماذا بيكاسو، ولم الآن؟
دكتورة نداء عادل تكتب من. القاهرة حول كتاب بيكاسو (الممكن في فضاء المستحيل) لعبد الرازق عكاشة

لطالما احتل بيكاسو مكانة مهمة في مرحلة ما بعد الحداثة الفنية، وكان اسمه أينما ذكر، أمام صغير أو كبير معروفا؛ لكن المهتمين وحدهممن يعرفون دور هذا “المشاكس” في الحركة التشكيلية العالمية.
ولأن عالمنا العربي لطالما افتقر إلى الدراسات المقارنة المبنية على المعرفة التاريخية في الفن التشكيلي والاطلاع العالمي على معاني الخطوطوالألوان في الحقب الزمنية المختلفة، يأتي لنا هذا الكتاب كمشعل نور وسط عتمة الجهل، بدراسات عميقة لتفاصيل لوحات بيكاسو، وعملهالتفكيكي لأعمال الآخرين فضلا عن خطوطه وألوانه ومراحل غوصه النفسي إلى أعماقه أولا وفي أحوال السابقين ثانيا.
يقرأ لنا الفنان عبد الرازق عكاشة في هذا الكتاب لينير بصيرة العاشقين ويضيء طرق الحالمين، ويضعنا أمام معرفة جديدة غابت عن عالمناالعربي.
وعلى الرغم من دراسته العميقة التاريخية، ومقارنته للوحات، لا ينسى عكاشة أن يفتح أعيننا على التراث المصري القديم، وأثره في الفنالعالمي، ويعيدنا مرة أخرى إلى حضارة الإنسان الأولى التي رفدت الكون بالمعرفة، كما يسلط الضوء على وجوه الفيوم وأثرها في الفنانينالذين غيروا مسار الفن التشكيلي عبر العصور.
نحن هنا لسنا أمام مناقشة للرسم والنقل، بل نحن في هذا الكتاب ندخل جوهر المناقشة العالمية لحقيقة بيكاسو، الطفل المتربع على عرشالتكعيبية، الروح المنطلقة في بحور السابقين المفككة لكل عناوين النور والظل والفراغ والامتلاء.
يحملنا عكاشة إلى عاصمة النور الفني باريس، يدخلنا المتاحف، والمعارض، ويضعنا دوما أمام السؤال الذي نبدأ منه وإليه ننتهي، ماالحقيقة التي نعرفها؟ وما الوهم الذي ترسخ فينا حقيقة؟
د. نداء عادل