في أجواء مفعمة بالحوار الثقافي والرؤية المستقبلية، اجتمع اليوم في متحف دارنا مؤسس المتحف، الفنان والناقد والروائي عبد الرازق عكاشة، مع ثلاثة من أبرز الأكاديميين في قسم اللغة العربية، كلية فاروق، جامعة كاليكوت – كيرالا، الهند، وهم: الدكتور عباس ك. بي، والدكتور عبد الجليل م.، والدكتور محمد عابد يو. بي، بالإضافة إلى الشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد، منسق الملتقى الأفروآسيوي الأدبي الأول.
جاء اللقاء ليشكل نواة لجنة تأسيسية تخطط للدورة الثانية من الملتقى، في إطار مشروع ثقافي ضخم يسعى إلى تعزيز الحضور الثقافي لممثلي الأدب والفنون من قارتي أفريقيا وآسيا. وقد تقرر أن تبدأ الدعوة لدورة 2025 اعتبارًا من أكتوبر المقبل، على أن يُعقد الملتقى سنويًا في 18 أبريل، ويستمر على مدار ثلاثة أيام تتوزع فيها فعاليات فكرية وإبداعية متنوعة.
دمج الآداب والفنون: رؤية جديدة
تناول الحوار أهمية دمج الآداب والفنون في مشهد ثقافي معاصر، يكسر الحواجز التقليدية بين أشكال الإبداع المختلفة. وقد أشار الحاضرون إلى أن تعقيدات الواقع الإنساني اليوم تتطلب من المبدع أن يمتلك أدوات متعددة للتعبير عن الذات والمجتمع، وهو ما يجعل من التلاقي بين الكلمة واللون والفنون الأخرى حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى.
تميز اللقاء بتبادل بعض الإهداءات الرمزية، حيث أهدى أشرف أبو اليزيد نسخة من ألبوم للأطفال مستلهم من الشاعر التتري عبد الله طوقاي، إلى مكتبة متحف دارنا، تعزيزًا لرسالة تلاقي الإبداع بين الأجيال والثقافات. كما قدم الفنان عبد الرازق عكاشة لوحة فنية جديدة تجمع بين الشعر والفن البصري، ضمن سلسلته الفنية حول “القطار”، هديةً لضيوفه القادمين من الهند.
مشاريع الترجمة والتعاون الثقافي
استعرض أشرف أبو اليزيد أحدث مشاريعه في الترجمة، حيث تحدث عن كتابه “عروس البحيرة والمشط الذهبي” للشاعر التتري، الذي أنجز ترجمته إلى العربية والإنجليزية. ويعد هذا العمل ثالث كتاب يقدمه للقراء العرب والعالميين في إطار جهوده لتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
وفي ختام اللقاء، طرح مؤسس متحف دارنا فكرة إنشاء بروتوكول تعاون ثقافي بين المتحف وجامعة كاليكوت، يشمل تبادل الأفكار والمشروعات الإبداعية، بما يرسخ مفهوم العمل الثقافي المشترك القائم على التبادل والحوار والانفتاح.
ودعا أشرف أبو اليزيد الأمين العام لمؤتمر الصحفيين الأفارقة على ضيوف مصر المشاركة بمقالاتهم في مجلة المؤتمر التي تصدر شهريا في نيجيريا، برئاسة تحرير الإعلامي مايكل أديبوبوي.
نحو مستقبل ثقافي أفروآسيوي واعد
يؤسس هذا اللقاء، بما حمله من أفكار ورؤى، لانطلاقة قوية للملتقى الأفروآسيوي الأدبي في دورته الثانية، الذي يأمل منظموه أن يتحول إلى منصة سنوية دائمة، تحتفي بالتنوع الثقافي وتفتح آفاق التعاون بين المبدعين والباحثين والنقاد في القارتين.
