
في مبادرة فريدة من نوعها، تستضيف أوزبكستان حاليًا نخبة من الأدباء والشعراء والمترجمين من مختلف أنحاء العالم، ضمن برنامج إقامة أدبية وفنية مستقل يُعرف باسم “طريق إلى العالم“، والذي أطلقه متطوعون محليون بدعم من المجتمع الثقافي.
مشاركون من أربع قارات
ويشارك في النسخة الربيعية من البرنامج هذا العام أكثر من عشرة مبدعين من بلدان شتى، من بينها بلغاريا، السعودية، تركيا، أستراليا، فيتنام، رومانيا، سلوفاكيا، فنلندا، قرغيزستان، وكازاخستان. ومن بين الأسماء البارزة الحاضرة: ماريا فيليبوڤا، محمد الدميني، محسينه أردا، إيرينا كوبالد، كيو بي هاو، وبويان أنجيلوف.
أنشطة ثقافية في مدن تاريخية
يتضمن البرنامج أمسيات شعرية وورشًا إبداعية، إلى جانب جولات ثقافية لزيارة أبرز المعالم التاريخية في ولايات سمرقند، بخارى، خوارزم، جيزاك، طشقند، نمنغان، أنديجان، وفرغانة. كما يوفّر مساحة لمناقشة مشاريع التعاون الأدبي والفني بين أوزبكستان والعالم.
مبادرة تطوعية بلا تمويل رسمي
ما يميز هذا المشروع أنه يتم تنفيذه دون أي تمويل حكومي، معتمدًا كليًا على جهود المتطوعين ودعم المجتمع المحلي. ويقيم المشاركون في بيوت أدباء وفنانين أوزبك، في تجربة تعكس روح الكرم والتبادل الثقافي الأصيل.
يقول الشاعر والمترجم أعظم عابد، مؤسس البرنامج:
“في كل بلد أزوره يُسأل عن وجود مهرجانات أدبية دولية في أوزبكستان. للأسف، لم تكن هناك مبادرات مماثلة، ولهذا بدأنا هذا البرنامج قبل سبع سنوات بمساعدة الأصدقاء والعائلة. نؤمن أن الأدب والفن قادران على بناء جسور صداقة تصل إلى العالم.”
رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية
مؤخرًا، وجّه المشاركون الدوليون في البرنامج، إلى جانب شبكة “شعراء الكوكب”، رسالة مفتوحة إلى رئيس جمهورية أوزبكستان دعوا فيها إلى دعم المبادرات الثقافية المستقلة، وتوفير بيئة حرة للإبداع، والتخفيف من العوائق المالية التي تعيق الانفتاح الثقافي، بما يعزز الحضور الأوزبكي في الساحة الدولية.
جسر للتبادل الثقافي ودعم للترجمة
يسعى البرنامج أيضًا إلى دعم مشاركة الأدباء الأوزبك في الفعاليات العالمية، كما يشجع على ترجمة الأدب الأوزبكي إلى اللغات العالمية. ويطمح القائمون عليه إلى إدراج إحدى المدن الأوزبكية في قائمة “مدن الأدب” المعتمدة من منظمة اليونسكو.
ثمار إبداعية تُنشر عالميًا
من ثمار البرنامج ظهور أعمال إبداعية جديدة، من بينها نصوص أوزبكية تُرجمت إلى لغات أجنبية، ومقالات نُشرت في وسائل إعلام عالمية حول الثقافة الأوزبكية. الكاتبة البلغارية ماريا فيليبوڤا، وهي من أولى المشاركات في البرنامج، ألّفت كتابًا عن أوزبكستان بعنوان “العمود الرابع“، وقد نُشر بالروسية في موسكو، فيما لا يزال إصدار النسخة الأوزبكية قيد الإعداد.
من اليابان إلى قبرص
منذ انطلاقه في عام 2018، استقطب البرنامج نحو مئة شاعر وكاتب وفنان ومترجم من أكثر من عشرين دولة. وفي نسخته الخريفية لعام 2024، شارك مبدعون يمثلون ثقافات تمتد من اليابان شرقًا إلى قبرص غربًا.