
في الثلاثين من مارس من هذا العام، نحتفل بالذكرى الـ125 لميلاد شخصية تحظى بتقدير عشاق المعاجم: أمينة المكتبة، اللغوية والمعجمية الإسبانية ماريا مولينير. المرأة التي أذهلت مثقفي بلادها عندما نشرت، في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، معجمًا للغة الإسبانية من تأليفها الخاص، دون أي مساعدين أو متعاونين، على طاولة منزلها، في الساعات القليلة التي كانت تتركها لها وظيفتها كأمينة مكتبة. معجمٌ لم يتردد كثيرون في وصفه بأنه الأفضل على الإطلاق.
ولا توجد مناسبة أفضل من هذه لنوصي بحماس بقراءة السيرة الذاتية “حارسة الكلمات: حياة ماريا مولينير”، وهي رواية للشباب كتبها أليخاندرو بيدريغوسا بأسلوب أدبي متقن، ونشرتها دار كالاندراكا، مصحوبة برسومات رقيقة من توقيع فيرجينيا ب. أوتش.
لم تكن حياة ماريا مولينير ممهدة بالورود، إذ واجهت مختلف أنواع المصاعب، بما في ذلك التمييز بسبب كونها امرأة. فقد كانت مرشحة لأن تصبح أول امرأة عضو في الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، لكن البعض لم يرَها جديرة بهذا الشرف.
نكتب هذه الكلمات وأمامنا المجلدان الشهيرين لمعجم مولينير (طبعة غريدوس، 1991). لم يكتب أحدٌ معجمًا للغتنا بهذه العملية، واللطف، والتنوير. شكرًا لكِ على هذه الهدية الثمينة، سيدة مولينير!
وفي الختام، نترككم مع رأي أحد أعظم أدباء العصر، الحائز على نوبل للآداب:
“لقد قامت ماريا مولينير -بأبسط تعبير ممكن- بإنجازٍ لا يكاد يكون له مثيل: فقد كتبت وحدها، في منزلها، بيدها، المعجم الأكثر اكتمالًا، والأكثر نفعًا، والأذكى، والأمتع للغة الإسبانية. إنه يُعرف باسم (معجم الاستخدام للغة الإسبانية)، ويضم مجلدين يصل مجموع صفحاتهما إلى نحو 3000 صفحة، ويزن ثلاثة كيلوغرامات، أي أنه يزيد عن ضعف حجم معجم الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، وهو -في رأيي- أكثر من ضعف جودته.”
— غابرييل غارسيا ماركيز، 1981