إذا قيل لي : ستموت هنا في المساء فماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ ؟ ـ أنظرُ في ساعة اليد / أشربُ كأسَ عصيرٍ ، وأَقضم تُفَّاحَةً ، وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها ، ثم أنظر في ساعة اليدِ / ما زال ثمَّة وقتٌ لأحلق ذقني وأَغطس في الماء / أهجس : “لا بُدَّ من زينة للكتابة / فليكن الثوبُ أزرق”/ أجْلِسُ حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي لا أرى أَثر اللون في الكلمات ، بياضٌ ، بياضٌ ، بياضٌ… أُعِدُّ غدائي الأخير أَصبُّ النبيذ بكأسين : لي ولمَنْ سوف يأتي بلا موعد ، ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ / لكنّ صوت شخيري سيُوقظني … ثُمَّ أَنظرُ في ساعة اليد: ما زال ثَمّةَ وَقْتٌ لأقْرأ / أَقرأ فصلاً لدانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ وأرى كيف تذهب مني حياتي إلى الآخرين ، ولا أتساءل عَمَّنْ سيملأُ نُقْصَانَها ـ هكذا ؟ ـ هكذا ثم ماذا ؟ ـ أمشّط شَعْري ، وأرمي القصيدة… هذي القصيدة في سلة المهملات وألبسُ أحدث قمصان إيطاليا ، وأُشَيّع نفسي بحاشِيَةٍ من كَمَنْجات إسبانيا ثُمَّ أمشي إلى المقبرةْ !