أدبشخصيات

-سأجلب لك زهرة يا أحمد | للشاعر إنزو باكا ،إيطاليا

فلسطين | قصيدة كل يوم

-سأجلب لك زهرة يا أحمد

إنزو باكا – إيطاليا

ترجمه إلى الإنجليزية الشاعرة والمترجمة القديرة ك. بجينو

 

ترجمها من الانجليزية: رائد الجشي – السعودية

سأجلب لك الزهور يا أحمد

سأخذ الزهور إلى التل

حيث وضعت روحك

وتركت قلبك يستريح بين الحجارة

زهرة على قمة الانتهاك

حيث كان مقلاع الشباب

في زمن الانتفاضة

يقسم الريح بقص الهواء

سأحضر لك أجمل زهرة في الحقل

حمراء زاهية  أو بيضاء أو زهرة قطيفة

قبل الشجاعة كنا نطيِّر طائرات الحرير

والتحدي الوحيد هو العلو

وكانت السماء العالية

هي هدفك الدائم

في الهواء كان صوت الربابة المؤلم

ترنيمة حزينة على ملاحظات التهشم

تضع علامات الدموع على المصير

الذي سبق أوانه

سأجلب لك زهرة يا صديقي

مع بتلات الندم

أنا الذي اخترت السلام بدلا من الحجر

وصوت العندليب بدلا من السيف

ورائحة جوهر “ميرال” العذبة

على الحياة في سماء الخليل

موجة أخوية من أمل مطلق

يرقد أحمد وهو ملاكُ المساء

يرقد بين الحجارة على مرتفعات الموت

حالما بربيع آخر

 

 

 القدس أرض كل أب

 

القدس في اليوم التالي

الذي كان قبلها أيضا

لا أعرف لماذا أبكي

وأنا الغريب المسافر من أرض بعيدة،

أبكي الكوفية والكيباه وكل حجاب في المشرق

بكل جسد ملفوف بقطعة قماش من الكتان

لي مرعى من قش آخر و سبت آخر

ومع ذلك أشعر بالأمان في تدفق دمي

طين السجون ينبض حيا

وثمة خشب معلق بين أكوام الكريستال.

حائط المبكى شاهد على كل المراثي

بين الأشلاء وثنايا البراءة

الحائط شاهد على ألف سنة وألف أخرى من الراقدين والمستوطنين –

يزداد ثقل الكتلة على من كانوا هناك من قبلهم

ولكن بعد أو ربما قبل الحرق.

كانت الماعز والخراف تتنقل بحرية بين أشجار الزيتون

كما كانوا أيام مراعي داود وسليمان.

لا سلب ولضروع للحليب المشترك.

(ثم جاء العرافون على جاري العادة ).

بسفن الهاربين في الدعوة المسيانية

وأصبح موطن المشردين إعصارًا

وقام آخرون بفرض قائمة للعشاء على الجميع.

ثم جاء غوريون وموشيه ديان وعرفات.

لا أعرف لماذا أراقب المدينة وأستمع إليها

من أغنية إلى أغنية، ومن حجر إلى حجر فلسطيني

وأستمع إلى الكنائس والمساجد وعقوبة الآباء-

لا أعرف منذ متى ومتى سينهارون مثل اللغات

تحت وطأة الكتابة المفروضة.

ما تزال حديقتي النباتية بالقرب من فرن “جَمال “

الحديقة: مغرفة من الرمل الحر والمياه الصحية.

وأنا أبكي عند كل شاهد قبر وكل حجر

ولكن هذه الجملة تواصل تمزيق صدري

(أغلق صانع القبعات السوق مبكرًا

لا يكاد يميز بين المحلات التجارية والنفط ونخل الرافية والستائر

كان يصنع جلودًا وأوعية من الحناء والمراهم

ويبعثها إلى بابل الجديدة، دون استرجاع

لم يعد أحد يسمع صوت الرباب الهادئ.)

أترى كانت القدس معروفة وقتها بمدينة السلام؟

ولكنها أصبحت قُبلة

في ظل الأسلاك الشائكة

تنعش الفم

من عطش إلى عطش.

إنزو باكا

شاعر إيطالي معاصر عاشق للفنون الجميلة والأدب والتاريخ، ورسام ، ومؤلف نصوص مسرحية. نال العديد من الجوائز في المسابقات الأدبية الوطنية والدولية وحصل على العديد من الجوائز منها: وسام رئيس الجمهورية الإيطالية، وميدالية مجلس شيوخ الجمهورية كما تم تكريمه بوسام “الشرف الثقافي العالي للشعر” في المهرجان الدولي لبلدية ليتينو 2019 وجائزة ( سكينزانو مدينة الموسيقى ) بسبب مزايا نصوصه الأدبية عالية. ترجمت نصوصه إلى الإنجليزية الشاعرة كلاوديا بجينو.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى