
رسمتُكِ بالتين وزهر الليمون والعوسج
رسمتُكِ ببوح العود والصندل
والمنتور المنثور بخوراً.
رسمتُكِ مِسكاً، قمحاً نورانياً يرتشفه السُهاد، ودُنى الطفولة فيك المُتطايرات غبطةً.
أراكِ تتسلّلين والضُحى الوهّاج، تخترقين القلب، بـ غُمرة انبلاج.
* * *
رسمتُك بغصون الزيتون حرّةً
تطوفين وتطوفين
ومن العاصمة المُقدّسة
إلى المسجد الأقصى تطوفين،
تُصلّين، وتنتفضين.
رسمتُك بأجنحة ملائكة تُحلِّقين وتِهتفين:
أنا هنا، أرضي القدسية، أنا،
ومشرقي اليمني عنّابي المخملي أنا
وجوف وهادي نديُّ العود أنا،
وأديم الرُّضب ثري الرُّطب، أنا.
ومراسي سجود المُتعبّد، أنا.
والزيتون نديُّ العود تنادي نجدي
حضن انتظاري.
* * *
رَسمتُكِ امرأة، من زمن أثيري، تختزنين الرؤى، بفرح أهازيجنا الشعبية، ورقصاتنا الفولكلوريّة، وانشغالاتنا المسائية، وهُياماتنا الأزليّة.
فـ هلِّمي يا قيثارة الزمان توهّجي
ومن توق الروح ترائب نضالي، انتفضي،
خلوداً يمتشق مِداد ألوان انبعاثي.
إسري من دمي المشرقي آسري،
وحلِّقي
حلّقي.. نسراً عربياً.
يعلو.. ويعلو..
ويمتدُّ وتمتدُّ..
ألف قُبلة وقِبلة
تُسابقني قهقهات الحصاد.
وتعودين دوماً ما تعودين
إلى حيفا ويافا تعودين
إلى النصيرات وجباليا وبيت لحم
تعودين
نبعاً قدسياً، تعودين،
روحاً عربية، تنبعثين.
* * *
رسَمَتُكِ بالتين وزهر الليمون والعنبر،
بـ زبد الطيب والانبعاث الى جنّة القدر،
يتلحّف تُرابك.

أستاذة جامعيًة ، ناقدة وكاتبة لبنانية
سجّل يا فجر التأريخ، سجِّل:
أنا
عربية
وهّاجة القمر
* * *