

مع احتفال العالم بيوم الكتاب، الأربعاء 23 أبريل 2025 انطلق الملتقى الأفرو-آسيوي الأدبي الأول، الذي استضافه متحف دارنا على ضفاف النيل. كانت الدورة الأولى من الملتقى فرصة للتواصل مع ثقافة الهند النوعية من خلال موضوع الترجمة وتحدياتها، التي خصص لها النقاش في الجلسة الأولى . أما الجلسة الثانية من الملتقى، فخصصت للاحفال بالترجمة الماليالامية لمختارات أشرف أبو اليزيد الشعرية والتي حملت عنوان “ذاكرة الصمت”، بترجمة الأكاديمية الدكتورة سبينة ك.. وهذا هو الإصدار الثاني من أعمال الشاعر بهذه اللغة، إذ سبق أن تُرجمت روايته “حديقة خلفية” إلى الماليالامية، في إصدار أنجزه الأكاديميان د. عبد المجيد ود. منصور أمين من جامعتي كاليكوت وكلية M.E.S في ممباد.
تُعد اللغة الماليالامية لسان حال أكثر من 40 مليون ناطق، وهي اللغة الرسمية في ولاية كيرالا، ويتحدث بها كذلك أبناء جزر لكشديب، وأعداد كبيرة من الجالية الهندية في دول الخليج، وماليزيا، وسنغافورة، والولايات المتحدة، وأستراليا. وقد زار الكاتب المصري أشرف أبو اليزيد ولاية كيرالا عدة مرات، حيث شهد تدشين ترجمة روايته هناك، كما حضر مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان “شعرية السرد في روايات أشرف أبو اليزيد” أعدّتها الباحثة والمترجمة سبينة ك.، بإشراف الأستاذ الدكتور محيي الدين كوتي أ. ب.، رئيس قسم اللغة العربية الأسبق بجامعة كاليكوت.
كلمة الباحثة المترجمة الدكتورة سبينة ألقاها بالنيابة عنها من قبل زوجها، الباحث والمشارك في الجلسة الأولى، الدكتور عباس ك. بي، تقديرًا لعلاقتها الوثيقة بإبداع الشاعر وأعماله:
أيها الحضور الكريم، السيدات والسادة، مساء الشعر والمحبة، مساء اللقاء العابر للغات والحدود.
في هذه اللحظة الممتلئة بنبض الحروف ودفء المعاني، أقف أمامكم وأنا أحمل بين يديّ زهرة نادرة، نبتت من تربة الشعر العربي، وسُقيت بروح المليالم. ترجمتي هذه لخمسين قصيدة من أعمال الشاعر الكبير أشرف أبو اليزيد ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي رحلة عبر أرواح القصائد، من “مطر” إلى “حديقة رغبات”، ومن “سفر” إلى “تحت سماء كسماء العنكبوت”، ومن “سجن” إلى “ذاكرة الصمت”.
هي قصائد تمشي فوق صراط الموت، وتعود لتضيء ليل الروح. هي مفاتيح لعوالم داخلية، تشفر الحب، وتوقظ الطفل النائم في أعماقنا، وتواجه عتمة العالم بنور الحرف.
لقد حاولت، بكل حب وتواضع، أن أكون صدى لصوت الشاعر أشرف أبو اليزيد، وأن أجعل من لغتنا المليالمية جسراً حقيقياً لعبور هذا الجمال إلى القارئ الهندي، في كيرالا، حيث الشعر أيضاً يُحتفى به كما في بساتين الشرق.
هذه الترجمة لم تكن تجربتي الأولى مع الشعر العربي. فقد تشرفت من قبل بترجمة أعمال الشاعرة الكبيرة سعاد محمد الصباح، ومنها ديوان برقيات عاجلة إلى بلدي، وديوان قصائد الحب، إلى لغتنا المليالمية. وفي كل مرة، كنت أكتشف أن الشعر العربي ليس فقط فنًّا، بل رسالة، وأن الترجمة ليست نقلاً، بل إعادة ولادة في لغة أخرى
أشكر الشاعر أشرف أبو اليزيد على ثقته، وعلى شعره الذي منحني فرصة الاكتشاف والانبهار. وأشكر كل من آمن بهذا المشروع وسانده.
فلنُبقِ هذا الجسر مفتوحًا، بين العربية و اللغة المليالمية الهندية، بين القصيدة والروح، بين الشرق والشرق. ولتبقَ الكلمة حرة، ومُحلِّقة. شكرًا لكم”
صدر هذا الديوان الشعري الجديد عن “دار الناشر” المصرية، ضمن سلسلة إبداعات طريق الحرير، وهي السلسلة التي أصدرت أيضًا دراسة “شعرية السرد في روايات أشرف أبو اليزيد”، وعددًا من الأعمال الأدبية العالمية، من بينها ترجمة ديوان الشاعر الهندي هيمانت ديفاتي، بالإضافة إلى سلسلة أنطولوجيا طريق الحرير التي ضمّت خمسة أجزاء ملحمية. وشارك الشاعر مجدي أبو الخير مؤسس دار الناشر في الاحتفالية بصدور الديوان الجديد في لغته.
واستعرض المؤلف أغلفة ونسخ الأعمال المترجمة ومنها مختاراته الشعرية تحت عنوان شارع في القاهرة ووشوشة البحر بالإسبانية بترجمة الدكتورة نادية جمال الدين، وصدرا عن دار “كاسا دي بويزيا – جامعة كوستاريكا”. ومختاراته بالتركية بعنوان نهر الحمائم الجريحة (Yaralı Güvercinler Irmağı) عن دار “آرتشوب” في إسطنبول سنة 2012، بترجمة الشاعر متين فندقجي. وفي عام 2013، صدرت مختاراته الشعرية بالفارسية بعنوان ذاكرة الفراشات، بترجمة الدكتورة نسرين شكيبي ممتاز عن دار “أفراز” في طهران. أما بالإنجليزية، فصدر ديوان ذاكرة الصمت (The Memory of Silence) عن دار “بويتريوالا” في مومباي سنة 2016. كما صدرت ترجمات أخرى بعنوان شارع في القاهرة بالسندية (ترجمة نصير اعجاز، دار دارين، ألمانيا 2020)، وبالألمانية عن الدار نفسها، وبالروسية مرتين؛ الأولى في باكو والثانية في موسكو (ترجمة الدار اخادوف)، كذلك تُرجمت إلى الأردية (شبير سومرو)، والأذربيجانية (تيرانه محمد، القاهرة 2023)، والصربية (د. آنا ستيليا).
أما في مجال الرواية، فقد تُرجمت روايته الطريق إلى شماوس إلى اللغة الكورية بعنوان (Shamawes-ro-ui Gil)، وصدر عن دار نشر في سيول عام 2008 بترجمة البروفسورة كيم سوك يونغ. كما تُرجمت روايته حديقة خلفية إلى اللغة الملايالامية، وصدر عنها طبعة في كاليكوت، الهند، عام 2017 بترجمة الروائي أنيل كومار. وصدرت الرواية نفسها بالإنجليزية عن دار “روايات دارين” في ألمانيا عام 2020 بترجمة محمد الوافي. وفي عام 2024، صدرت النسخة الإنجليزية من رواية الطريق إلى شماوس عن دار “الناشر” بالقاهرة، وفي سلسلة كانون بألمانيا.