عوسج ٌ في بخور مريم
شعر، نوار الشاطر، سورية
أور -سالم
قُتِل الطريقُ
لم يعد ينفعُ
المكياجُ السياسي
عملياتِ التجميل
كلها فشلت.
الحقيقةُ
تورمت
صديداً أسودَ
امتلأت
سقطَ نقابُها الأبيض
اليوم بصرُنا حديد
لكن !
الأيادي جدُّ قصيرة
يبوس
بيعت في سوق النخاسةِ
كجاريةٍ
وهي التي ولدت
حرةً
ولم تكن في يوم بغيّة !
إيلياء
بساطُها صلاةُ الأنبياء
مساؤها بوابةُ السماء
حقولُها عطورُ متمردةٌ
تفوحُ منها روائحُ الحرية
نهرُ صوتها أجنحةٌ
لمآذنِ السلام
وأجراسِ المحبة
القدسُ
سنابلُ الدموع،
ضفائرُ الشمس
في رمادِ الحلم
دائمةُ البتوليّة
أنتِ،
الخيانةُ جسدُهم العاري
إلا من ثوب شرفٍ ممزق!
الترومبيتُ عزفَ
ألحانَهُ الدسمة
على مائدةِ العشاءِ الأخير
المسجدُ الأقصى يبكي
كنيسةُ القيامةِ تتأوّه
الحزنُ سيولٌ عارمةٌ
في بيوتِ فلسطين
الحجارةُ تتوعدُ
صهاينةَ يهوذا
في بساتينِ الزيتون
يشربون النصرَ
يغنون المزاميرَ
هَلِّلُويَا
لِيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِملكهم
طُوفُوا حَوْلَهَا ،عُدُّوا أَبْرَاجَهَا
ضَعْوا قُلُوبَكُمْ عَلَى مَتَارِسِهَا
سِلاه
الإِسلامُ نام على جفونِنا
المقابرُ ابتلعت ِالشهامة
الصمتُ توابيتٌ حيّة
العروبةُ مصلوبةٌ في أرضٍ
مهزومةِ الشجاعة
فمتى يعلنُ قيامتَهُ
صلاح الدين؟؟!!
هذي ليست أحلامٌ ياسمينية
تنسجُها مخيلةٌ طفوليةٌ
ففلسطينُ للإنسانية قضيةٌ
ليست مواسمَ شِعرية
إنما هي فصولُنا المالحة
فيا كلَّ الجراحِ ثوري
فاتَ أوانُ النواح !
إنقشي الحريةَ الحمراء
اقتحمي كلَّ الأبواب
نوار الشاطر، كاتبة وشاعرة وصحفية سورية، تحمل إجازة في علم الأحياء (تخصص أحياء دقيقة) من جامعة دمشق، حيث أشرفت على الجوانب التطبيقية في كلية العلوم، كما عملت في مجال التحاليل الطبية. تولّت مهام تحريرية في عدة مجلات منها أقلام عربية والحياة المسرحية، وكتبت في صحف ومواقع عربية. أدارت “نادي القراءة” للأطفال بالمركز الثقافي في كفرسوسة، وكتبت في أدب الطفل بمجلة واز المغربية. شغلت مناصب ثقافية وإعلامية دولية، منها سفيرة للبيت الثقافي الهندي في السعودية، وممثلة للمركز الدولي لعلوم الأهرام في مصر. لها ثلاث مجموعات شعرية، أبرزها كوكب دري الذي نال تقديرًا صوفيًا. شاركت في أنثولوجيات عربية وإنجليزية عديدة ضمن سلسلة “طريق الحرير”، وكتب عن تجربتها الأدبية نقاد عرب بارزون. كُرّمت من جهات أكاديمية وثقافية سورية وعربية، ويتميّز شعرها بروح صوفية وإنسانية عميقة.
