موتٌ مقدس، شعر، الدكتورة خديجة السعيدي، المغرب
فلسطين، قصيدة كل يوم

موتٌ مقدس
شعر، الدكتورة خديجة السعيدي، المغرب
شوقا إلى الحسنى مضى الرفقاء
في كفهم أسل الإباء ظماءُ
فُتِحتْ لهم، قيل ادخلوها سجدا
ودثاركم “ياسين” و”الإسراءُ”
في الخطوة الأولى على نهج السنا
صلى السحاب وسبّحتْ أنداء
كالمعجزات تدفقوا وبطيبهم
تسقي الأماني الظامئاتِ دماءُ
وهناك في الافاق ان آنستهم
فتحوا القلوب النازفات وضاؤوا
يدرون أن رحيلهم خبر على
عجل يذاع، فتنزف الأمداءُ
وبأن سيدةً تدثرها المنى
كي يصحبَ النبأَ النديَّ رواءُ
أمٌّ من الفولاذ لكن قد تشي
بأنينها فوق المدى الأصداءُ
قد خبأت في عمقها قمرَ الرؤى
ليُبثّ في أفق الفؤاد ضياءُ
حتما فكل أبٍ بغزة “عامرّ”
وبكل أمّ عندنا “خنساءُ”
فلترجعوا الحلم الذي قد هدهدتْ
ما مات حلمٌ هدْهتْه سماء
فلترجعوه ولو خيالا طائفا
أو في قماش، جسمه أشلاءُ
وسيدخل الزيتون لحظة ضمه
من أي أبواب الخلود يشاء
والزعتر القدسي يزهر في المدى
فجذوره سيعيلها الشهداءُ
وسيشرح الصمت المقدس للصدى
لغة الشهيد وتعظم الآلاءُ
نصرٌ مبينٌ او شهادةُ عاشق
يُعلى لإحدى الحسنيين لواء
فابعثْ هنا الموت المقدس ثم كن
أنت الخلود لتَفخمَ الأشياءُ
وتكونَ أول من تقرب للندى
بدم أريق وتشهدُ الأسماءُ
واشحذ بيان العاشقين إذا هم
سرجوا الرؤى وتَجهّزَ الشعراءُ
كم غادروا من نزف أقلامٍ وكم
راحوا الى أقصى المجاز وجاؤوا
كي يمسكوا المعنى المسافرَ في الأسى
او هل تفيك قصيدةٌ عصماءُ؟
يا قلبكم.. هل يستباح الصمت في
ضوضائكم وتُقطّفُ الأصداءُ؟
يا قلبكم لما أذعتم جرحهم
للعالمين فصفّق الأعداءُ
ولففتم الصمتَ المميت هدية
وبروحهم قد ذُيل الإهداءُ
يا صوت من شهد المدى صولاتهم
نحن الموات وأنتم الأحياءُ
الدكتورة خديجة السعيدي، شاعرة وكاتبة مغربية من مدينة فاس، وتشغل منصب متصرفة تربوية في مجال الإدارة التربوية. حاصلة على دكتوراه في الأدب والنقد، وتكتب الشعر الفصيح العمودي، وشعر التفعيلة، والسرد، والنقد الأدبي. من أعمالها المطبوعة ديوان “شهقتان” بتقديم الشاعر محمد علي الرباوي (فاس، 2018)، وسيرة روائية بعنوان “أسجال من نهر الحياة” (تازة، 2019)، وديوان “ورد من دم عربي” بمشاركة عشرين شاعرة عربية (القاهرة، 2020)، وكتاب نقدي بعنوان “المرأة الرمز في شعر أحمد مفدي” (فاس، 2021)، وديوان “همس من حديث الغيم” (فاس، 2023). ومن الأعمال قيد الطبع ديوان شعري بعنوان “تلك القوافي”. حصلت على جائزة القصة القصيرة من مجلة شجون عربية اللبنانية، وجائزة كوتوبيا للنشر عن ديوان “ورد من دم عربي”، وجائزة القوافي الذهبية من الشارقة عام 2022. هي عضو إداري بملتقى الإيسيسكو للشاعرات، وشاركت في العديد من لجان التحكيم على الصعيدين الوطني والعربي، كما نشرت العديد من القصائد والمقالات في مجلات ومنابر محكمة، وشاركت في ملتقيات ولقاءات إذاعية وتلفزية وندوات علمية واحتفاليات شعرية وثقافية داخل المغرب وخارجه