
ضريبة الحظ
شعر، رضوان العجرودي، تونس
محظوظون أننا لسنا هناك
نحن لا نملك قنوات تتحمل هذا السيل الدافق من الفجائع والدموع.
من الطبيعي أن يخلق أهل الحرب بعيون أوسع للفرح والاختناق والبكاء.
بحبال صوتية أمتن تتحمل ترددات صوت أقوى
حتى تخرج ذبذبات صرخاتهم من تحت الركام.
لذلك اول ما يفعله العدو دائما، أنه يطمر خزانات الدمع
يهاجم بالغازات الحارقة الحبال الصوتية
ويرسل رصاصه نحو أفئدة الأمهات وجباه الأباء.
*
محظوظون أننا لسنا هناك
تولد في مستشفى تابع للأمم المتحدة.
تكبر في مخيم مؤقت للاجئين تابع للأمم المتحدة،
داخل خيمة للأمم المتحدة.
يطعمونك حليبا مجففا توزعه الأمم المتحدة.
تتلقى تعليمك في مدرسة للأمم المتحدة،
التي تضع اسمك بعد سنوات على قائمة العاطلين التابعين للأمم المتحدة.
تظل أمميا داخلها،
حتى يمرروا خبر موتك في التلفاز
فتموت وحدك
وعليك أثار أمم متحدة.
**
لم نكن هناك
نحن بالكاد هنا
نجونا من أمراض وراثية وعدوى وعضة كلب.
فلا وقت لدينا لتصفح دفتر اختيارات الموت.
كما أننا لا نستريح لعرض صورنا شبه عراة في متاحف العالم.
وفساتين عليها علم بلادنا تتبختر في حفل
حيث صوت فرقعة الشمبانيا يعوض صوت الرصاص
*
نحن أيضا لا نريدهم مكاننا رأفة بهم
فقط رؤية السياسيين يذكرون معاناتنا في حملاتهم الانتخابية
كفيل بتصنيفنا كأسرى حرب.
هم فقط لديهم طلب أخير
مقابل كل قتيل أصمتوا دقيقة
نريد سماع أسماء القتلى القادمين تتلى في السماوات