
ارفـــــعـــــــــــني قليــــــــــلا يا فـــــــــــــــــجرُ
شعر، عمر أبو الهيجاء، الأردن / فلسطين
ارفعني قليلاً يا فجرُ
لأقرأ على مهل فلسفةَ المَعارك
كي أرى بَياضَ الأشياء في الرأس
وأرى أمامَ كهولة المنازل
حرباً
تأكلُ الكائناتْ
و أرى ما أرى في كتاب القتل
أيتُّها المنازلُ/
أعريني وجهي
لأبصرَ ما تَركتهُ الهزائمُ
على تراجيديا الجسد من نواح.
ارفعني قليلاً يا فجرُ
لأرى سماسرةَ الوقت
يُلوحونُ حَاملينَ ذاكرةً عَرجاء
إلى نهار معطوب
أمامَ صرخة أم عائدة من المقبرة
أمٌ لم تزل ممسكةً بمفاتيح البحر
تُربى الحَنينَ
في ضحكة طفل
وتطوّ صحف الغياب
تخطُ على ورق الحقيقة
سيرةُ الردم على فراش النكبة
وتتمتمُ للموتى النيام.
ارفعني قليلاً يا فجرُ
إلى دمع الفقراء
لوجه الريح حين تلامس
خواطر الشجر في مساحة الأمل
ارفعني قليلاً
لأرى البلادَ حين
تَلبَسُني على جناحي فراشة
في اعتقال الأضواء على الجدار
فأبكي على إيقاع أُمّ جرجتها
أنفاس الناي… وتبتهل
وأرى أسئلة تنوح عليَّ
قلبي طافحٌ بالغيم
ولا مطر..
لا حجةَ للوقت في الوقت
كُلنا على قلق
أحلام محترقة في المرايا
بلادٌ تسوقُ على زند الشمس مائد الحرب
و أغبرةُ تاريخ مُعلب في بريد الفراغ
ونصوصُ عاصفة باردة
في حشود الجند على الكلام.
ارفعني قليلا يا فجرُ
لأشم
لغة قلبي ودمي
تاركا قميصي
على شجر الرؤيا
ها أنا أعبرُ كموال
على الفم المالح
وأُطلُّ على الشهداء
أشيّعُ تاريخا مصابا بالزكام
وأقرأ على مهل
سُقوطَ
الأقنعةْ.
• شاعر أردني/ فلسطيني
عمر أبو الهيجاء شاعر وإعلامي أردني من أصول فلسطينية، وُلد في مدينة إربد شمال الأردن. حصل على دبلوم في المحاسبة عام 1982، لكنه انحاز مبكرًا إلى الإبداع الأدبي والعمل الثقافي، فكان من أبرز الأصوات الشعرية في الأردن، ومن الوجوه الإعلامية المعروفة في المشهد الثقافي العربي.
تولى رئاسة القسم الثقافي في جريدة “الدستور” الأردنية لسنوات، ولا يزال يعمل فيها حتى اليوم، مواكبًا الحركة الثقافية والشعرية المحلية والعربية، ومساهمًا في تسليط الضوء على المواهب الجديدة والقضايا الثقافية الراهنة. وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ونقابة الصحفيين الأردنيين، كما انتمى إلى فرقة “مسرح الفن” في إربد، وكان من بين الأعضاء المؤسسين لاتحاد كُتاب الإنترنت العرب، وشارك في تحرير مجلة “فنون” التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية. كما يُعد من أعضاء اتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
صدر له عدد كبير من الدواوين الشعرية التي تركت بصمتها في المشهد الشعري الأردني والعربي، من بينها: خيول الدم (1989)، أصابع التراب (1992)، معاقل الضوء (1995) التي أعيد إصدارها بطبعة ثانية عام 2020، أقل مما أقول (1997)، قنص متواصل (2000) التي صدرت بطبعتها الثانية ضمن منشورات مكتبة الأسرة الأردنية عام 2019، يدك المعنى ويداي السؤال (2001) والتي أعيد نشرها أيضًا ضمن مشروع مكتبة الأسرة الأردنية في طبعتها الثانية عام 2016، بالإضافة إلى دواوين شجر اصطفاه الطير (2004)، أمشي ويتبعني الكلام (مختارات شعرية، 2007)، بلاغة الضحى (2012)، ويجرحني الناي (2016)، وأقبل التراب (2018)، سرد لعائلة التراب (2021)، وله ديوان قيد النشر بعنوان على مرأى الحالمين من المنتظر صدوره عن منشورات المتوسط في إيطاليا.
حاز على جائزة الشاعر الأردني الراحل خالد محادين عام 2019 عن ديوانه وأقبل التراب، وهي جائزة تُمنح من قبل إدارة مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين. وقد بثّ التلفزيون الأردني فيلماً وثائقياً عن تجربته الشعرية عام 2004 بعنوان “على غير عادته قال الشاعر: نعم”، ضمن فقرة “بوح الذاكرة”، وكتب عدد من النقّاد والباحثين دراسات متعددة عن تجربته الشعرية، كما تُرجمت العديد من قصائده إلى لغات أجنبية مختلفة. وصدر عنه كتاب نقدي بعنوان عمر أبو الهيجاء.. العارف بالشعر، أعدّه وقدّمه الشاعر المصري أحمد اللاوندي، وكتب الناقد السوري صبحي حديدي كلمة الغلاف.
شارك في العديد من لجان التحكيم للأعمال الشعرية التي ترعاها وزارة الثقافة الأردنية، وشارك في مهرجانات شعرية محلية وعربية ودولية، ممثلاً الأردن ومقدّمًا تجربته الشعرية الغنية والمتنوعة. وهو مندوب لمجلة “الشارقة الثقافية” في الأردن، ويعمل مراسلًا لمجلة “القوافي” الصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة، كما عمل سابقًا مراسلًا لمجلة “الناشر الأسبوعي” التي تصدرها هيئة الشارقة للكتاب، إضافة إلى عمله الحالي مراسلًا لمنصة “الميدل إيست أونلاين”.
للتواصل معه:
البريد الإلكتروني: ohaija@yahoo.com
رقم الهاتف: 0781074426