
نشرت موخرا الكاتبة اريج بوادقجي نصها الجديد لمن ستكون الهدية وقام بتامين اللوحات التشكيلية الفنان حسين الرباعي.
وعن العنوان كعتبة أولى وكمصافحة أولية للقصة المكتوبة فإن الكاتبة تعمق منذ التفاعل الاول والاولي مع القارئ الحيرة والتساؤل شكلا ومضمونا شكلا عبر النقطة الاستفهامية ومضمونيا هناك سؤال يتطلب إجابة وإن تحصلنا على الاجابة فستكون من قبيل التعجب فالجواب تعجبي رغم أنه عادة ما يزيل الحيرة والتساؤل والشكوك فالكاتبة قصدت التعجب المرافق للاجابة التي ستزيل رباط الحيرة والبحث والتساؤل.
والسؤال يحمل معه مفتاحين أولهما الهدية والتي يتفاعل معها الطفل تفاعلا إيجابيا منذ الصغركدفع مادي ومعنوي لفعل جميل أنجزه أو عطاء تحصل عليه بعد جهد درحياتي ماوما هي الهدية؟ كسؤال فرعي- تابع والكلمة الثانية كمفتاح مستتر سنتعرف عليه في القصة؟ من هو الصاحب الذي سيفوز بالهدية ؟ وهكذا تتتالى الاسئلة منذ العنوان ليجتهد الطفل القارئ في قراءة هذه القصة للنهل منها معرفة ولغة وتمتعا بالرسوم المعبرة وفاكا أسرار السؤال المحير التعجبي أما عن ثنائية الزمان والمكان والتي يشتغل عليها الكاتب نظرا لتأثيرها في القارئ وغالبا ما تشده ويميل إلى الأزمنة الغابرة والأمكنة ذات الطابع العجائبي والغرائبي وللابتعاد عن قرية بعينها وعن زمن محدد كانت القرية البعيدة والواقعة على حافة جبلية مرتفعة وكان الخريف الذي حددته الكاتبة دون تحديد زمن فضفاض الذي تعودنا قراءته كالقول ” في الزمن الغابر” أو “ذات زمن ” أو غيرهما من الكلمات اختارت لغة الفصول على لغة الديناصورات أو زمن الكهوف أو القصور المشيدة والغابات الكثيفة وهذا ما يجعل الطفل القارئ يتخيل ذلك المكان الجبلي الجميل بمعمله وصاحبه الكريم وبقية الشخصيات الفاعلة في الأحداث ومسارها وأول الرسائل التي اشتغل عليها نص الكاتبةأريج بوادقجي أن يقدم المتساكن الشريف والمتأصل لقريته أو جهته هدية أو مصلحة ما يحتاجونها مدعما بذلك روح العطاء والتضامن والتآزر فكانت هدية العم ميسور صاحب المعمل الكبير أقلام رصاص ملونة ومزينة بأجمل الأشكال والدرس من هذه الرسالة التهافت والتزاحم ومن تبعات هذه الممارسات أن ياخذ المرء أكثر من احتياجاته حارما آخرين من الاستفادة من هذه الهدية القيمة كما ترتب عن التزاحم ان تكسرت عدة اقلام ولم تعد تصلح كهدية ولن يستفيد منها الغير الذي لم يشهد احتفالية الهدية القيمة التي أهداها صاحب المعمل العم ميسور وهذا ما وقع فعلا طفل يلتحق بالعرض مهمته الاولى كانت انجاز فرضه المدرسي لا التمتع بهدية مجانية ويحتاج قلما مهما كان جديدا او مكسرا المهم ينجز واجبه المدرسي. امام هذا الحرص وحب العلم والتعلم أهداه صاحب المعمل قلما جديدا وكانت رسالة الشكر المتبادل بين العم ميسور والتلميذ المجتهد صادقة علق عليها صاحب المعمل قائلا” آه يا بني انك الوحيد الذي عرف قيمة هذه الاقلام وشكرني بصدق”.
وقد استثمر صاحب المعمل في هذا الطفل وكان اختيارا مقصودا من طرف الكاتبة ضمن الاختيارات التي اشتغلت عليها الكاتبة كان في الأول اختيار الهدية الأقلام ثم كان جمهور بلدته هو اختياره الثاني ثم الثالث مع هذا الطفل بأن اقترح عليه إعادة تصنيع الأقلام وتوزيعها من جديد على من يستحق وهذه كلمة ضمن المفاتيح الهامة التي يجب الانتباه لها والحديث عنها فالجمع الذي استفاد من الهدية ربما لا يستحق بجد هذه الاقلام فقط يكفي أنها مجانا لنتدافع ونتزاحم لاظفر بالشئ المدفوع مجانا وعندما أخذ المارة وزوار السوق أكثر من قلم فإن الطفولة التي استقدمها الطفل المجتهد بنداءاته الصادقة المعبرة أخذ كل واحد منهم قلما واحدا فقط فتبادل كل من الطفل المثابرو العم ميسور الدروس والرسائل فلإن اعترف الطفل بأن هذه التجربة مع صاحب المعمل علمته العطاء وذاق حلاوته وتعلم صاحب المعمل كيف سيكون العطاء مستقبلا ولمن تكون الهدية فالاختيار عملية سابقة تساهم في نجاح أي فعل أو ممارسة وهذا من أهم الدروس فيمكن للصغيرأن نتعلم منه إذا مكناه من الفرص المتاحة الممكنة والتي يمكنه استثمارها لحل العديد من المشاكل والمصاعب وعلى أن نثمن ما يقوم به حتى لو كان ضئيلا.
كانت الفكرة بسيطة وذات عمق مضموني شاكست طموحات وآفاق الطفل وفرصه كفاعل في ومع محيطه الخاص والعام كما صاحب المتن لغة راعت المستوى الحس حركي للطفل القارى ومستواه المعرفي والمعلوماتي.