
كتب : خالد سليمان – تونس

تنطلق الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية بمدينة قابس يوم السبت الموافق 31 مايو، وتتواصل فعالياته حتى 3 يونيو، وسط أجواء ثقافية وفنية مميزة تحتفي بالسينما كأداة للتوعية والتغيير البيئي.
تقع مدينة قابس، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، جنوب تونس وتُعدّ من أجمل الواحات البحرية في منطقة المتوسط، لكنها تعاني منذ عقود من تلوث بيئي حاد ناتج عن النشاط الصناعي، خاصة المجمع الكيميائي، الذي أثّر سلبًا على مختلف أوجه الحياة فيها، من صحة السكان إلى النشاط السياحي.
ويعتبر هذا المهرجان من أبرز المبادرات النضالية في المدينة، حيث يسعى لتسليط الضوء على قضايا البيئة محليًا وعالميًا، من خلال السينما التي تُعَدّ وسيلة فعالة لإيصال الرسائل البيئية وتحريك الضمائر.

وحيدة الدريدي، الفنانة التونسية المعروفة والرئيسة الشرفية للمهرجان، قدّمت تفاصيل الدورة السادسة، بعد أن ترأست لجنة تحكيم الدورة السابقة، فيما عرض فؤاد كريم، مدير ومؤسس المهرجان، أهم المحاور والمشاركات والداعمين.
الأردن ضيف شرف
تحلّ المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف على هذه الدورة، تقديرًا لريادتها في السينما البيئية ومشاركاتها الفاعلة في قضايا المناخ والثقافة المستدامة.
كما سيتم خلال المهرجان تكريم الفنانة المصرية القديرة عايدة فهمي، إلى جانب فعاليات متعددة تشمل ورشة لكتابة السيناريو، جلسات تفكير ونقاش، و”ماستر كلاس” لمشاركة الخبرات والمعارف مع أبرز المختصين.
18 فيلمًا ومشاركة إيرانية
تشهد المسابقة الرسمية للمهرجان مشاركة 18 فيلمًا من عدة دول عربية وأجنبية، مع حضور إيراني مميز، يعكس البعد الدولي والاهتمام العالمي بالسينما البيئية.
وتتكوّن لجنة التحكيم من:
د. خالد أبوزيد (تونس) – رئيسًا
الأستاذة عبير عيسى (الأردن)
المخرج برنارد دورو (فرنسا)
الأستاذ مصطفى الشوكي (العراق)
تكريم ياسر جراد: وفاء لمن ناضل من أجل البيئة
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، يزمع المهرجان تكريم اسم الفنان الراحل ياسر جراد، ابن ولاية قابس والمدافع الشرس عن قضايا البيئة فيها، والذي وافته المنية منذ أشهر قليلة. وجاء هذا التكريم بناءً على اقتراح كاتب السطور “ممثلا لطريق الحرير”.. على الهيئة المديرة للمهرجان التي أبدت تقبلا وحفاوة ، تقديرًا لجهود الفنان الراحل المميز وإيمانه بقضية المهرجان المركزية.
المهرجان ليس فقط تظاهرة سينمائية، بل رسالة مقاومة وصوت للبيئة، يطمح إلى استقطاب السياح والمبدعين وصانعي القرار إلى ولاية قابس، لتعزيز الحراك البيئي وتسويق ثرواتها الطبيعية والثقافية.