
أعلنت أسرة الشاعر والفيلسوف والمنظّر الأدبي الروسي الراحل قنسطنطين ألكساندروفيتش كيدروف عن إعداد كتاب تذكاري يحتفي بحياته، وإنجازاته الأدبية، وتأثيره العميق على أجيال من الكتّاب والفنانين والمفكرين. وتدعو الأسرة الأصدقاء والزملاء والطلاب والمعجبين من جميع أنحاء العالم إلى المساهمة بنصوص، قصائد، ذكريات، تأملات، وصور فوتوغرافية لهذا المجلد الخاص المكرّس لإرث رجل ترك بصمة لا تُمحى في الأدب الروسي والعالمي.
لقد كان قنسطنطين كيدروف (1942–2025) شاعرًا مرموقًا، وكاتب مقالات غزير الإنتاج، ومحررًا بارزًا، وشخصية ثقافية مؤثرة. تخرّج في معهد مكسيم غوركي للأدب، وسرعان ما أصبح صوتًا أساسيًا في الخطاب الشعري أواخر العهد السوفيتي وفي فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومن خلال رؤيته الكونية العميقة وعمقه الفلسفي وغناه بالاستعارات العلمية، طوّر ما أطلق عليه اسم “شعر الكون”، وهي مدرسة شعرية تحتفي بالترابط اللامحدود بين الفنون والعلوم والتأمل الروحي.
لم يكن إسهامه في النظرية الأدبية أقل أهمية من شعره؛ فقد كان كيدروف شخصية محورية في إحياء التقاليد الميتافيزيقية والطليعية الروسية، وكان أحد مؤسسي حركة “ما وراء الاستعارة” (الميتا-استعاريّة) في ثمانينيات القرن العشرين. وغالبًا ما استكشفت أعماله حدود اللغة والوعي والكون، مما جعله مصدر إلهام رئيسيًا لكثير من الشعراء التجريبيين والمفكرين.
بصفته محررًا ومشاركًا في تأسيس المجلة الأدبية “خيط أريادني”، حرص كيدروف على رعاية الأصوات الجديدة، مع الحفاظ على مساحة للحوار الشعري الفلسفي العميق. درّس في عدد من المؤسسات، وأشرف على العديد من الطلاب، وألقى محاضرات على نطاق واسع حول تقاطعات الفن والعلم والميتافيزيقا. وقد نال العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته الأدبية في روسيا وخارجها.
وإلى جانب أعماله المكتوبة، عُرف كيدروف أيضًا بأمسياته الشعرية الأدائية التي كثيرًا ما رافقتها الموسيقى والفن الرقمي والتأملات الفلسفية. وكان حضوره آسِرًا، وكلماته تحمل صدى يتجاوز الأجيال.
واليوم، وفي إطار الحفاظ على إرثه الواسع والرؤيوي والاحتفاء به، تدعو أسرته كل من عرفه، أو عمل معه، أو تعلم منه، أو استلهم من شعره وأفكاره إلى إرسال مساهماتهم للكتاب التذكاري.
“أعزاؤنا القرّاء! نحن بصدد إعداد كتاب للذكريات عن قنسطنطين ألكساندروفيتش!
ندعو الأصدقاء، الرفاق، الزملاء، والطلاب للمشاركة —
كل من لديه ما يرويه أو يشاركه.
الرجاء إرسال نصوصكم وصوركم إلى: fly-111@mail.ru“
تشمل المساهمات الممكنة:
-
حكايات شخصية أو ذكريات
-
مقالات نقدية أو تأملات أدبية
-
صور فوتوغرافية غير منشورة
-
رسائل أو مراسلات مع كيدروف
-
قصائد أو أعمال فنية مستوحاة من حياته أو شعره
إنها فرصة ثمينة للمجتمع الأدبي والفني العالمي للتعبير عن الامتنان والإعجاب والارتباط المستمر بشاعر سعى إلى توحيد البشرية مع الكون من خلال اللغة.
لنجتمع معًا لإبداع تحية خالدة لـ قنسطنطين كيدروف، الذي لا تزال صوته الشعري يتردد في عقول وقلوب من لامسهم شعره.