تزهر تيسا أو “الرقصة النهرية” – ظاهرة ربيعية
بقلم: راديسلافا بوكشان، صربيا

نهر الحب تيسا هو اتحاد نهري “تيسا السوداء” و”تيسا البيضاء”، ويُعد من أقدم الأنهار في العالم. ينبع من جبال الكاربات (في أوكرانيا) ويجري عبر خمس دول حتى يصبّ في نهر الدانوب.
ظاهرة “إزهار تيسا” أو “رقصة تيسا” هي ظاهرة طبيعية تحدث في نهر تيسا في أوائل يونيو من كل عام، وتتمثل في الخروج الجماعي لحشرات مائية تُعرف باسم الذباب النهري طويل الذيل (Palingenia longicauda)، بأعداد هائلة إلى سطح الماء. هذه الحشرات التي قد يبلغ طولها 12 سم تُشكّل مشهدًا فريدًا فوق سطح النهر، يشبه الإزهار أو رقصة ساحرة.
في كل عام، ترتفع ملايين هذه الحشرات فوق سطح الماء، تطير وتتزاوج ثم تموت، وكل هذا يحدث خلال بضع ساعات فقط. ويُعدّ هذا المشهد من أكثر الظواهر الطبيعية إبهارًا في الأنهار الأوروبية.
يقضي هذا النوع من الحشرات معظم حياته – حوالي ثلاث سنوات – في هيئة يرقة تعيش في طين قاع النهر. وبعدما تخرج من الطين وتتحول إلى حشرة كاملة، لا يكون أمام الذكر سوى ساعات قليلة ليجد أنثى ويتزاوج معها قبل أن يموت.
ينزلق الذكر على سطح النهر محاولًا الإمساك بإحدى الإناث على السطح. وبعد التزاوج، تطير الإناث لمسافة عدة كيلومترات عكس التيار لتضع البيوض أثناء الطيران. هذه البيوض تغوص نحو القاع، وبعد 45 يومًا تتحول إلى يرقات، تُشكّل مستعمرات كثيفة في الطين.
وبعد مرور ثلاث سنوات، تخرج هذه اليرقات إلى السطح لتتحول إلى حشرات بالغة. وبمجرد نضوجها، يكون لديها حوالي ثلاث ساعات فقط قبل أن تموت. وبنهاية اليوم، تُغطى سطح تيسا بجثث الذباب النهري، وهو ما تستفيد منه طيور المنطقة الجائعة.
“تيسا – حب الطبيعة”
في منطقة البانات شمال صربيا، يعبر جزء من هذا النهر… ثم ينضم إلى نهر الدانوب…