أحداثأدبإعلامشخصيات

طهران: إحياء ذكرى شاعرة أنهت الحرب حياتها

بحضور جمعية الصحفيين الآسيويين (AJA) ومؤتمر الصحفيين الأفارقة (CAJ) والجمعية العالمية للشعراء (WPS).

أقيم مساء الجمعة، في منتدى الفنانين الإيرانيين، حفل تأبيني للشاعرة الإيرانية الشابة بارنيا عباسي، التي فقدت حياتها مع أسرتها في هجوم  لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

نُظم الحفل من قبل مجلة عصر روشن، بالتعاون مع أعضاء من جمعية الصحفيين الآسيويين   (AJA)ومؤتمر الصحفيين الأفارقة (CAJ) والجمعية العالمية للشعراء (WPS).

الشاعر بهرامي، كاتب التقرير، يؤبن الشاعرة الراحلة

في بداية الأمسية، التي أُقيمت خلال ندوة “عصر روشن” تحت عنوان “أثر الحرب على الأدب العالمي، تحدّث محمد طباطبائي عن تاريخ الرسائل في الحروب الحديثة، مركزًا على رسائل الحب التي كتبها الجنود ورسائل الفدائيين الذين أُعدموا خلال الحرب العالمية الثانية.

كما تحدّث فاضل جمشيدي، المغني في الأوركسترا الوطنية وأوركسترا السيمفوني، عن التأثيرات المتبادلة بين الموسيقى والمجتمع في الظروف الحرجة، بما في ذلك أوقات الحروب.

أما الشاعر والناقد حميد رضا شکارسري، فقد قدّم شرحًا للفروقات بين القصائد التي كُتبت أثناء الحرب العراقية الإيرانية وتلك المرتبطة بالحرب الإسرائيلية، مؤكّدًا أن شعر هذه المرحلة لم يتخذ طابع الشعارات، بل استند بشكل أعمق إلى المشاعر والعواطف.

بعد ذلك، قرأت أفسانه حسنيه الترجمة الفارسية لرسالة ديميتريس كرانيوتيس، الشاعر اليوناني ورئيس الجمعية العالمية للشعراء، إلى اللقاء.

وقد ورد في هذه الرسالة، التي حملت عنوان “الحرب في الشعر والأدب:
من خلال الشعر والأدب، لا يتحول ميدان القتال إلى ساحة صراع فحسب، بل إلى مرآة تعكس أعمق صراعات الروح البشرية. الشعر والأدب يضمنان أنه حتى في أحلك اللحظات، لا تُنسى قصة الإنسان.”

وكان الجزء الأبرز من لقاء مجلة عصر روشن الثقافية والفنية، مكرّسًا لإحياء ذكرى الشاعرة بارنيا عباسي (24 عامًا)، التي استُشهدت مع والديها وشقيقها البالغ من العمر 15 عامًا، في منزلهم بحي ستار خان في طهران، في الليلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي على إيران.

لي سانغ لي

قرأت ابنة خالتها كلمة باسم أفراد العائلة، كما ألقى خطيب بارنيا عباسي، وزميلها في الجامعة، كلمة مؤثرة عن عالمها المضيء ومشاعره تجاه الفاجعة. وقد أثرت كلماته في أجواء الحفل، حين قال إن بارنيا كانت تحب الحياة، ولكنها ذهبت في مصير مرير.

وفي هذه الفقرة من الأمسية، عُرضت رسالة مصوّرة من الصحفي الكوري المعروف لي سانغ كي، مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين (AJA)، وقد تولّى الشاعر عليرضا بهرامي، عضو الاتحاد في إيران، ترجمتها إلى الفارسية.

قال لي سانغ كي في رسالته من سيول:

“إن اسم بارنيا عباسي بات خالدًا كشعرٍ لا يموت، ولم يكن موتها عبثًا. إن رحيل بارنيا والعديد من الأرواح الإيرانية الجميلة خلال 12 يومًا من الحرب ليس مجرد مأساة، بل تذكيرٌ صارخ بمدى سهولة نسياننا لقيمة الحياة واعتيادنا على العنف. لكننا سنبقي ذكراهم حيّة، وسنتحدث باسمهم عن الحقيقة والسلام، بلغة الشعر والتضامن.”

كما استمع الحضور إلى رسالة صوتية من الشاعر المصري أشرف أبو اليزيد – الأمين العام لمؤتمر الصحفيين الأفارقة (CAJ) والرئيس السابق لاتحاد الصحفيين الآسيويين (AJA) ، 2016 – 2024  ،  قام بهرامي بقراءة ترجمتها الفارسية، وجاء فيها، تحت عنوان (بارنيا عباسي – شاعرة الحلم الذي قُصف):

“أيّها الأصدقاء، أيّها الشعراء في طهران، نقف اليوم أمام غياب موجع، لا تصفه الكلمات ولا تواسيه القصائد… كانت بارنيا عباسي على بعد عشرة أيام فقط من إطفاء شمعتها الرابعة والعشرين، ومعها حلمها أن تصبح صوتًا شعريًا يسمعه العالم. كانت تدرّس اللغة الإنجليزية، وتكتب القصائد بصمتٍ يشبه أنفاس الفجر. نُشرت لها نصوص قبل شهور قليلة، وكأنّها كانت تُمسك بخيط الضوء في هذا العالم الثقيل. ولكن سقط صاروخ الغدرفماتت قبل طلوع النهار، ووأدت دولة الاحتلال الصهيوني أحلام فتاة في عمر الربيع، فلنترحّم جميعا على بارنيا، ونحمّل قلوبنا أمانة أن نظل نكتب، كي لا يُقصف الشعر مرّتين. فالشعر لا يموت، وكذلك الشعراء والشاعرات. وأتمنى أن يمدني صديقي علي رضا باهرامي بمجموعة من قصائدها لأنشرها باللغة العربية، تمجيدا  لذكراها. المجدُ للحياة في وجه الحرب.”

أشرف أبو اليزيد

وفي الختام، ألقى عدد من الشعراء من أجيال مختلفة في إيران قصائدهم، وعبّروا عن وفائهم لبارنيا عباسي وسائر شهداء الثقافة والفن الذين قُتلوا خلال العدوان الإسرائيلي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى