
في عدد يوليو المميز من مجلة مؤتمر الصحفيين الأفارقة CAJ الدولية، ينسج المحررون بساطا فكريا حيّا من الأصوات، تمتدّ عبر القارات، وتتنوع بين الفنون والأجيال واللغات، حيث يُستدعى القارئ إلى التأمل، والمشاركة، والحلم.
في قصة الغلاف، يجري أشرف أبو اليزيد حوارًا حصريًا مع الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون، مؤسس مهرجان ميديين الدولي للشعر، وهو المؤمن بأن الشاعر هو سياسي الضمير، لا يسكت في وجه الحرب، بل يردّ عليها بالكلمة.
ومن كولومبيا إلى جاوة، تفتح نيا أس. أميرة من إندونيسيا نافذة على الشيخ مولانا مالك إبراهيم ومملكة سُميدانغ لارانغ، كاشفة جسور الروح والتاريخ بين آسيا الوسطى وجنوب شرقها.
في فضاء السينما والأدب، يصحبنا مجددا أشرف أبو اليزيد في رحلته الإبداعية بين ٣٧ بلدًا، ويكشف حديثه إلى داليا وِفقي كيف تحولت أسفاره إلى شهادات إنسانية، مجسدًا دور الفن في تجاوز حدود اللغة والدين، خاصة خلال مشاركته بلجنة تحكيم مهرجان قازان السينمائي الدولي (المنر الذهبي).
ومن مصر، تتأمل المخرجة فاطمة الزهراء حسن في ذاكرتها التلفزيونية، حيث يتقاطع الأدب بالشاشة في مذكرات تؤرّخ لزمن الثقافة في الإعلام.

ويضيء خالد سليمان أثر الحكاية العربية على المسرح الألماني المعاصر، مستعرضًا كتاب المخرج العراقي عوني كرومي، الذي يكشف خيوط التواصل السردي بين الشرق والغرب.
أما من الحقول المفتوحة في الشرقية، فيكتب أحمد سعيد طنطاوي تأملًا رقيقًا عن العيد والغربة والوحدة، حيث يتحول ملعب كرة إلى ساحة صلاة جامعة.
ومن لبنان، تصحبنا د. إيمان بقاعي إلى قلب الهوية الشركسية، حيث الموسيقى والرقص فلسفة وجود، وبقاء، وتعبير.
وتغوص د. آنا ستيلْيا من صربيا في عالم الفن التشكيلي الإماراتي، عبر أحد أيقوناته.
وفي باكستان، يتجدد حضور البطل الأسطوري هوشو شيدي، الذي واجه الغزو البريطاني عام 1843 هاتفًا: “مرسون مرسون، پر سنڌ نھ ڏیسون” – “نموت ولا نسلّم سند”، كما كتب نصير إعجاز.
وفي نيجيريا، مسرد من أسيني يوسف سَلامي عن مأساة صامتة: أزمة وفيات الأمهات أثناء الولادة في بلد يعاني من نقص الرعاية الصحية.
لكن رغم التحديات، ينبثق الأمل: الطالبان النيجيريان كلينتون إيكيشوكوو وأوغوسا أبو يفوزان بجائزة إيرباص العالمية للابتكار.
وفي تركيا، يفتتح “حيّ أذربيجان” في كهرمان مرعش، في خطوة تعزز الأخوّة التاريخية بين أنقرة وباكو.
أما في الملف النووي الإيراني، فرغم اقتراب طهران من تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، يشير خبراء إلى أن الخطوات النهائية نحو التسلّح لم تُنجز بعد، ما يترك الملف مفتوحًا على الحذر والتوتر.
عددٌ يفيض بالفكر والروح، يدعونا لعبور الجغرافيا، واستحضار الذاكرة، والاحتفاء بقوة الحكاية.