حوار واسع حول القيم الروحية في الجمعية العامة العالمية

تشهد الجمعية العامة العالمية في دورتها الحالية تنظيم مائدة مستديرة دولية بعنوان “التقاليد كمورد للمستقبل”، تجمع خبراء من عشرات الدول لمناقشة سُبل الحفاظ على التراث الثقافي المحلي من خلال نقل الرموز الثقافية والرموز الجغرافية للمناطق.
ويأتي هذا اللقاء ضمن أحد المحاور الأساسية للجمعية، وهو “الوحدة الروحية والثقافية وخدمة القيم”، حيث تُقام عدة فعاليات متخصصة، من بينها هذه المائدة المستديرة التي تحتفي بالموروث الثقافي الشعبي، وتناقش كيف يمكن جعله مصدرًا لإلهام المستقبل.
يشارك في هذا الحوار قادة في تنمية الأقاليم، وممثلون عن منظمات غير حكومية، وحرفيون في الفنون الشعبية والزخرفية، ونشطاء من مجتمعات حضرية وريفية، يمثلون تسع دول حول العالم.
الرسالة الأساسية لهذا اللقاء هي: كيف ننظم تفاعل المواطنين النشطين اجتماعيًا مع المبدعين والفنانين لصالح تنمية الأقاليم؟ يتضمن الحوار مناقشات حول إحياء الأماكن من خلال الحرف الشعبية، والشراكات بين المجتمعات المحلية، ونظم تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في حفظ التراث الثقافي وتطويره.
يضم جدول الخبراء رؤساء مناطق وممثلين عن منظمات بحثية وثقافية وحرفية. وقد أكد مشاركتهم بالفعل كل من:
-
أنار إيزدن، رئيس اتحاد المنظمات غير الحكومية في منطقة كيزيلوردا (كازاخستان)
-
آصف شيخ، خبير التطريز والنسيج الهندي ومؤسس جمعية تصميم الحرف (الهند)
-
كارولينا غاسبار، مديرة المركز الثقافي المكسيكي الروسي (المكسيك)
-
ممثلون عن المجلس العالمي للحرف اليدوية (الإمارات)
-
سيرغي ليسين، رئيس منطقة فاتشا بمقاطعة نيجني نوفغورود (روسيا)
-
إلميرا ساموخينا، رئيسة مكتب تمثيل شعوب العالم في منطقة سفيردلوفسك (روسيا)
كما يُتوقع حضور خبراء من البرتغال وطاجيكستان وتركمانستان. وقد وُجّهت دعوة للمخرج السينمائي العالمي إمير كوستوريكا، مؤسس مدينة كوستندورف الصغيرة (صربيا)، للمشاركة في الحوار.
سيُتاح لممثلي المجتمعات الإبداعية تقديم مشاريعهم ومنتجاتهم وتجاربهم. من بين هذه المبادرات تبرز الحملة الإبداعية الدولية “حزام السلام” كنموذج لتبادل الخبرات.
وفي يوليو 2024، أطلقت الجمعية العالمية للشعوب، ومركز التقنيات الاجتماعية “التعامل مع المعنى”، وإدارة منطقة فاتشا، الحملة الدولية “حزام السلام”، والتي تهدف إلى تقديم رموز ثقافية لمناطق مختلفة، وفهم دلالاتها وتوسيع آفاق التفاعل الثقافي.
يتكوّن “حزام السلام” من حلقات رمزية، صُنعت كل منها بتقنيات يدوية أصلية تعبّر عن ثقافة وتقاليد منطقة معينة، وقد تم حتى الآن تقديم أكثر من 50 حلقة منه، مع معلومات عن صانعيها والمعاني الثقافية التي تجسّدها.
كما سيتعرف المشاركون خلال اللقاء على تقنيات التواصل القائمة على الثقة، التي تسهم – مثل “حزام السلام” – في تحقيق التفاهمات القائمة على القيم المشتركة.
تقول منسقتا اللقاء، غالينا تسيشوك، رئيسة برنامج “المدينة السعيدة” لتطوير المناطق في مركز “التعامل مع المعنى”، وإيلينا ديدينكو، خبيرة تسويق المشاريع ورئيسة برنامج “قادة التراث”:
“إن تحديد الرمز الثقافي لمنطقة معينة، وفهم عناصره، هو جزء مهم من عملية التنمية الإقليمية. وفهم هذه الرموز يُكسب الإنسان، وخاصة الشباب، نقطة ارتكاز، وشعورًا بالانتماء إلى التاريخ والتقاليد، وحبًا للوطن. فالأرض تصبح مصدر إلهام لا ينضب لتحقيق الذات وتطوير المهارات.”