

في هذه المنحوتات، كل ساق مشروخة، كل ضلع مكشوف، كل رأس يرزح تحت ثقلٍ مستحيل، ليس إلا سيرة حياةٍ سودانية تمشي حافيةً فوق شظايا الحرب والنزوح.
أجساد من حديد مهشم، لكنها واقفة.
واقفة كأنها تعاند الانهيار.
امرأة بثوبٍ من علب الحليب الفارغة تمشي ورأسها علبة دهان صدئة.
طفل داخل برواز مائل، تحته كلب أصغر من أن ينبح على العالم.
شيخ متكئ على عكاز يجرّ صندوقًا أثقل من ماضيه.
ورجل يجلس على مكعبٍ إسمنتي كأنه قبر، لكن قدميه متدليتان تنتظران شيئًا ما ….. أو لا شيء.
لا شيء هنا مزيف.
لا جمال مصطنع.
كل منحوتة تئنّ بصمت، لكننا نسمعها.

هو فقط يضع الحرب على المنصة، يجرّدها من شعاراتها، ويسمّيها بأسمائنا نحن …. الذين هربنا، ومتنا، وانتظرنا، ولم نُفهم بعد.
هذا فنّ لا يُعلّق على الجدران.
هذا فنّ يعلّق في الحلق.
كمال هاشم
كيغالي. يوليو 2025