جاليري

الشجاعة اللونية في زمن (الهرتلة) البصرية، التعبيرية التجريدية أو المجردة

مقال الجمعة |سيرج لابيجور | بقلم الفنان عبد الرازق عكاشة، باريس

 لا يشكك أحد في أننا نعيش زمنا من الهرتلة البصرية ,تواكب هرتلة أحاديثنا الفارغة عن فيروسيات التيك توك وغيره
ان العالم يعيش فتنة الخوف، وخوف الفتن، بشكل رهيب
اكثر من خوف الجهل اللعين في حد ذاته
حين اشاهد أعمال سيرج تسرح مخيلتي تجاة قصيدة الحبيب بودلير باسم (صلوات اعتراف الفنان)
1840
تأمل اولا النص والعنصر الزمني الصدفة العجيبة عند بودلير هو يشير لنهاية الخريف
كان ذلك قبل ما يقرب من مائة وخمسين عاما يقول بودلير
*كم هي مؤثِّرة أواخر أيام الخريف!
آه،آه
مؤثرة حتى الوجع
فثمة مشاعر لذيذة، غموضها لا ينفي حدَّتها،
ولاحدَّ أقتطع من أحدِّ اللانهاية.
، فأيلا من لذة عظيمة
أن يغوص المرءُ بنظره في
اتساع السماء.
البحر!
فما هذه الوحدة، والسكون،
ومقاومة الزرقة
(الأزرق )
لاتقارن
*في الأفق يتهادى شراعٌ صغير،
كأنه يحاكي في صغره وعزلته وجودي
كياني
ويُسمعني النغم المملل
للأمواج المضطربة،
التي تقفز للعالم من جسدي
، تلك هي الأشياء كلها،
أفكِّر عبرها
فالانا تنهار مسرعة في لحمة الحلم،
*طاقةُ اللذة ضيقًا وألمًا إيجابيًّا.
ولا يصدر عن أعصابي المشدودة
غير ارتعاشات صاخبة ومؤلمة.
والآن يرهقني عمقُ السماء؛
أتقزم أمام صفاء النجوم
وأمام البحر،
وجمود المشهد..،
. آه هل يجب التألم دائمًا،
أو الهروب من الجمال؟
أيتها الطبيعة الساحرة، عديمة الرحمة،
الغريمة المنتصرة أبدًا،
دعيني كُفِّي من ابتلاء في رغباتي
وكبريائي!
فدراسة الجمال هي مبارزة
تاخذ الفنَّانَ على الصراخ
من الذعر قبل أن يستسلم.،
بودلير شاعر فرنسي حر مبدع عظيم
في هذه المقاطع من قصيدة صلوات الفنان.
يتحدث الشاعر عن تلك الأيام الماضية، أم عن اليوم الذي نعيش فيه، سيدي القارئ
والفنان وحضرة الفنانه او القارئة
السؤال هنا تأتي الإجابة هل أعمال
سيرج لابيجور الذي ولد في تالنس
(بالقرب من مدينة بردو ) عام 1932.هي نص يأخذنا بعيد عن الوجع
ام التعمق والتأمل في تضاريسه سرج يلون ام يوجّه ضربات ولكمات لونية ذات اثر نفسي عميق
سرج عاش فترة طويلة مع المرض والوجع
أجبره على الوقوف صامتا متأملا في الكون
كثيرا اختيار طريق الفنان الملاكم صاحب اللطمات الساحرة المؤثرة
لقد عرف عنه كيف يصنع القوة اللونية في ضربات فرشاة الحادة الواضحة،
حين ينسج الحالة الإبداعية
خطوة خطوة
في ضربات أشبة بالموج العالي الذي لايتوقف إلا عند نهاية شاطي اللوحة لحظات التوقف هي لحظات امتلاء وتشبع العمل بالحرية اللونية الكامله
جمال أعماله تاتي في الربط المقارنات بين الظلام والحركة بشكلا لونيا مبهر،
مستخدما أسلوبه التعبيري المباشرالطازج والحي
ورغبة مسكونة بحلم التجريد ثم التجريد شديد التعبيريّة
مكرسا حياته كلها للبحث والتجديد في الفن . حتى ان انقطع فترة بسبب المرض العضال الصعب
في طفولته
هذا ما جعله يخزن ويخزن ويختزل حتي لحظات الانفجار حين دخل أعوام مابعد
الثمانية عشر
مابعد المراهقة فذهب للدراسة
، في كلية الفنون القسم الحر ، مع أستاذ الرسم “العبقري” هنري شارناي في الجامعه بردو
في ذلك الوقت ،وكانت فرصة كبري في حياته كفنان. وتعلم الثقافة وعلم الاجتماع مؤمنا بمثل ياباني مهم
(من يتعلم الثقافة الكتابه يصبح فنان مهم صاحب وجه نظر مختلفة )
الثقافة ثم الثقافة
هنا نفتح الف قوس وقوس،
ليس مهما ان تكون فنانا عبقريا فقط،
المهم ان تكون فنانا مثقفا تعيش وتحيا حتى بعد الموت
وان كنت فنانا متوسطا،
فالثقافة ترفع شأن المبدع اي كان مجاله،
. من هنا عرف فنان اليوم قوة في الرسم التي هي صدي ثقافة اجتماعية واسعة لفكر التحرر والتجرد
والزهد واللجوء إلي عمق الأشياء
ثقافة تجذبنا على الفور لأعماله المتميزة . وتجعلنا نتساءل من هذا وماذا يصنع هذا المدهش المجنون
على مسطح الكانفز،. (القماش)
ان مطالعة أعماله الشجاعة. تأثرنا في جماليات الخط.
القوي الغارق في اللون.
والمشبع بجماليات الحركة الديناميكية المباشرة ،
، مع حيوية المظهر العام
لدائرة النظر التي تلف مسطح العمل برشاقة،
وفي شكل مخترق كل التصاميم والخلفية السوداء.
التي تحيط به احيانا
، ان اللون يبتلع الظلام ،
ويزيد من عزمه. بشكل طبيعي
، مع تلك الجرأة في الألوان.
المواد المضافة تصنع طبقة اخري في السمك والملمس اللوني وحساسية الصورة البصرية والذهنية
،تلك الألوان المحيطة بالضوء. إنها ترنيمة الحب،
إنتصار للحياة ،
طاقة نحو التجديد الرغبة المستمرة في ان نعيش الحياة ، على الرغم من تقلباتها. فلا يوجد يأس في عمومها، الفنان سيرج
رسام بلغ ٩٠عاما ،
*سيرج لابيجور طفل الحرب الناضج *****
ان سيرج واحد من الرسامين الانطباعيين الاميل الي التعبيرين والتجردين
الكبار في عصرنا.، ومع ذلك بدأ الرسم بالصدفة. “في عام 1940 سنوات الحرب العالمية الثانية ،
كما يقول هو لقد مرضت بشدة ،
مثل العديد من أطفال الحروب الآخرين في ذلك الوقت. الصعب على العالم
كنت في الدرجة الثانية من المرض ،قريب الخطر ومخلفا في فضاء الرحيل
وضعتني هذه الحالة
على هامش المرضي اصحاب الكوراث
في المستشفي
. في ذلك الوقت ، لم يكن هناك علاج ، العلاج الوحيد لي كان التامل (الفن )
،أحببت الرسم ، حيث أتيحت لي الفرصة لاقوم بالرسم خلال ساعات قليلة من الحرية التي خصصت لي خارج غرفة المستشفى .
يتذكر سيرجي لابيجوريه ،
في حديثي معه في المقهى (لا راجيا ) الواقعة بحوار برج ايقل منذ عدة أعوام
ويقول
“هنا كنت اغذي مخيلتي”بمناظر الجالسين
علي كراسي المرض
وملتحفين الأغطية البيضاء
عرفت معني اللون الابيض واهمية .
هنا كانت البداية، لمسيرة مهنية طويلة. بالنسبة لي سيد عكاشة
، كانت اللوحة دائمًا مهنة. في كل مكان يقدم نفسه انا الفنان سيرج مصدقا ومؤمنا ايمان كامل ان هذا عمله فقط
كان يسعد ببيع اعمالة كي يعيش قائلا نعم عليك أن تكسب رزقك. “من فنك
لكنه شي مؤلم وعملك يغادر منزلك
كان رائعا وانا ابيع اعمالي بالمعارض الأولى. في وقت مبكر جدًا ، عندما كان عمره 25 عامًا فقط ، عرض في اماكن مهمه جدا وسافر الي لندن لمدة عشر سنوات ، ذهب للعمل في إنجلترا، ثم تحولت أعماله للعرض في متاحف نيويورك و لندن و جنيف.
باريس
عبدالرازق عكاشة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى