بعد موسكو… الأنظار تتجه إلى ريو دي جانيرو عام 2026

موسكو – شهدت العاصمة الروسية على ضفاف نهر موسكفا أيام 20 و21 و22 سبتمبر 2025 حدثًا ثقافيًا استثنائيًا تمثل في انعقاد المؤتمر العالمي الثاني للكتّاب، بتنظيم من المنظمة العالمية للكتّاب (WOW) وبدعم من الجمعية العالمية للشعوب. جمع هذا المنتدى الدولي نخبة من الأدباء والكتّاب والمفكرين من مختلف القارات، للتأكيد على أن الأدب يظل جسرًا إنسانيًا عابرًا للحدود والأجيال. وقد تقرر أن يكون اللقاء القادم في عام 2026 في ريو دي جانيرو، البرازيل.
الأدب بوابة للحوار الإنساني
شارك في المؤتمر ممثلون من أكثر من ستين دولة من أفريقيا، آسيا، أوروبا، الأميركيتين، ومن دول عربية عدة، حيث ناقشوا موضوعات محورية تحت شعار: “نحن أبناء كوكب واحد”. وجاءت المحاور الرئيسة لتؤكد على:
-
دور الأدب في تعزيز السلم والتفاهم بين الشعوب.
-
أهمية الترجمة كجسر للتواصل الثقافي وإثراء الأدب العالمي.
-
مكانة الكتابة الإبداعية في زمن التحولات التكنولوجية.
-
دعم المواهب الشابة وتشجيع الأجيال الصاعدة.
قضايا ملحة: الأدب والذكاء الاصطناعي
أبرز النقاشات تمحورت حول تحديات العصر، وفي مقدمتها استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبداع الأدبي. حيث أشار العديد من المشاركين إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة مساعدة، لكنها لا تستطيع أن تحل محل الروح الإنسانية، ولا أن تنقل صدق التجربة والعاطفة التي تميز الأدب الحقيقي.
شخصيات وأصوات من العالم
من بين المكرّمين والمشاركين، برزت شخصيات ثقافية وأكاديمية من أفريقيا، مثل البروفيسور يوجين إيبودي من الكاميرون، الذي دعا إلى “تعبئة التنوع في تفكيرنا وطرقنا في التعبير”، مؤكدًا أن الأدب قادر على أن يفتح مسارات جديدة لفهم الآخر. كما شارك كتّاب من المغرب وساحل العاج وبلدان عربية أخرى، إلى جانب أصوات من أميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا.
تكريم وإشادة
خلال حفل الختام، تم تكريم عدد من الشعراء والكتّاب بميداليات وشهادات تقدير نظير إسهاماتهم في خدمة الأدب العالمي، والتزامهم برسالة الثقافة الإنسانية الجامعة. كما تم التأكيد على ضرورة صياغة بيان إنساني موحّد يعبّر عن روح مشروع المنظمة: “من الكلمة إلى الفعل”.
نحو ريو 2026
اتفق المجتمعون على أن يحمل المؤتمر المقبل في البرازيل زخم موسكو، وأن يواصل تعزيز جسور التواصل الأدبي والثقافي بين الأمم. فالأدب – كما أجمع المشاركون – يظل رسالة إنسانية عابرة للغات والحدود، وقادرًا على مواجهة أزمنة التوتر والانقسام بروح الإبداع والجمال.