
حلَّ الشاعر والروائي المصري أشرف أبو اليزيد ضيفًا على برنامج (بيت القصيد)، الذي قدَّمته على شاشة قناة النيل الثقافية بالتليفزيون المصري الإعلامية د. سوزان فضالي، وأعدَّه الشاعر محمد رمضان، ونسَّقه الإعلامي محمد أبو الليل، وأخرجه الفنان إيهاب جمال.
في تقديمها لضيفها، عرضت الإعلامية سيرة موجزة لأشرف أبو اليزيد ولقلمه المسافر، فهو روائي وشاعر، كاتب في أدب الرحلات وأدب الطفل، ومترجم. معظم كتاباته مرَّت بتواريخ وأزمنة مختلفة منذ عام 1989، تنوعت بين الشعر، والرواية، والترجمات، والكتابة للطفل، وأدب الرحلات، والدراسات النقدية في مجالات الفن التشكيلي، والمقال الصحفي، إلى جانب ترجمة أعماله إلى لغات عدة، ورحلاته حول العالم، التي كان يرصدها بعين راصدة وعدسة مكبرة.
عمل أشرف في الصحافة الثقافية منذ 1990. حصل على جائزة مانهي في الآداب عام 2014 (كوريا الجنوبية)، وجائزة الصحافة العربية في الثقافة عام 2015 (الإمارات). وتولى رئاسة جمعية الصحفيين الآسيويين (2016 – 2024)، ويشغل حاليًا منصب الأمين العام لمؤتمر الصحفيين الأفارقة.
عمل كرئيس تحرير “آسيا إن” العربية؛ شبكة أخبار المستقبل، وهو الآن رئيس تحرير (طريق الحرير اليوم)، ورئيس تحرير سلسلة إبداعات طريق الحرير. وهو عضو اتحاد الكتاب في مصر، وله أكثر من 44 إصدارًا بين الرواية والشعر والترجمة والدراسات وكتب الأطفال. تُرجمت بعض أعماله إلى الكورية، والفارسية، والتركية، والإسبانية، والألمانية، والإنجليزية، والسندية، والأردية، والأذربيجانية، والصربية، والماليالامية الهندية.
توِّج بالميدالية الذهبية في مهرجان الأدب الأوراسي عام 2021، ونال هذا العام لقب شاعر أفريقيا في مهرجان طريق الحرير الدولي الذي استضافته دبي.
بدايات مع الصحافة والأدب
تحدث ضيف البرنامج عن شغفه المبكر بالصحافة؛ ففي صباه كان مولعًا بالمراسلة، وكانت خطاباته للأصدقاء في مصر وخارجها أشبه بمجلة تصدر في نسخة واحدة.
أصدر عام 1983 مجلة (شباب 2000) ضمن تيار مجلات الماستر الثقافي، وهي مطبوعات خارج التيار الرسمي وخارج العاصمة، مثل تجربة مجلة سنابل للشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، لكنها جميعًا أسهمت في تقديم أصوات باتت من رموز الأدب المصري المعاصر.
في الشعر والترجمة
صدرت لأشرف أبو اليزيد عدة مجموعات شعرية: وشوشة البحر (القاهرة، 1989)، الأصداف (القاهرة، 1996)، ذاكرة الصمت (بيروت، 2000)، فوق صراط الموت (القاهرة، 2001)، ذاكرة الفراشات ((القاهرة، 2005)، وقصائد (دار الناشر، 2024) كما نشر ترجماته الأدبية في الشعر والفنون عن الإنجليزية في الدوريات المتخصصة. وأصدرت مجلة الشعراء في رام الله (2002) ترجمته للقصائد الكاملة للشاعرة اليونانية سافو. وقد تضمن البرنامج بث تسجيل مصور لقصيدته (شارع في القاهرة) التي شارك بها في إحدى دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
موسكو … موسكو
في استعراضه لرحلته الأخيرة إلى موسكو، قال أبو اليزيد إنها كانت زيارته الأولى للعاصمة الروسية، رغم أنه زار روسيا عشر مرات، لكن محطاته السابقة كانت عابرة في طريقه إلى قازان، عاصمة تتارستان، التي يعتبرها مدينته الأثيرة: “أنا أحب قازان وهي تحبني، وفي زيارتي الأخيرة كنت عضو لجنة تحكيم مهرجان قازان السينمائي الدولي.”
في موسكو، شرح عن الحدثين الاستثنائيين اللذين حضرهما: World Public Assembly والمؤتمر العالمي الثاني للكتاب الذي تنظمه منظمة كتاب العالم (WOW). (الجزء الحواري والمصور عن رحلة موسكو من الدقيقة 19:50 إلى الدقيقة 27:00)
مهرجان أوراسيا ومنظمة كتاب العالم
تحدث في البداية عن مهرجان أوراسيا الأدبي وفوزه بميداليته الذهبية عام 2021، وكيف تحولت الجائزة فيما بعد إلى جوائز منظمة كتاب العالم (WOW)، حيث جرى العرف أن تقام الدورة التالية في بلد الفائز. وهكذا انتقلت من إسطنبول إلى القاهرة، ثم إلى أبوجا، والآن في موسكو حيث جرى الاحتفاء بالدكتورة ألكسندرا أوتشيروفا.
وأشار إلى أن الجوائز هذا العام أُعلنت بأكثر من لغة، وأن هناك اقتراحًا باستضافة الدورة المقبلة في البرازيل أو الصين أو إندونيسيا، نظرًا لفوز شعراء من هذه البلدان. كما لفت إلى اهتمام د. أوتشيروفا بدور الإعلام، وسعيهما معًا للبحث عن “صحافيي المستقبل“ الذين يحلمون ويخططون للتنمية والسلام.
وأضاف أن عام 2023 شهد، عبر شاشة التلفزيون المصري، إعلان الشاعرة والفنانة مارجريتا آل عن تأسيس منظمة كتاب العالم بعد توقيع مذكرة التأسيس، لتنشأ رسميًا في موسكو العام التالي، وتعقد أول مؤتمر لها في أبوجا، ثم مؤتمرها الثاني هذا العام في موسكو. وقد عرض البرنامج لقطات من فعاليات المنظمة التي استضافت أدباء من 63 دولة، إلى جانب مشاهد من World Public Assembly بمشاركة أربعة آلاف شخص، ولقطات من دورة مهرجان أوراسيا بالقاهرة.
بين السيرة الذاتية وأدب الطفل
في ختام البرنامج، تحدث الضيف عن اهتمامه بأدب السيرة الذاتية، عبر تحقيقه لمذكرات الشيخ مصطفى عبد الرازق في كتابين: مذكرات مسافر (الإمارات، 2004)، والشيخ مصطفى عبد الرازق مسافرًا ومقيمًا (مصر، 2005). كما أشار إلى كتابه عن بيرم التونسي عبث الشباب (مكتبة الإسكندرية)، الذي وثَّق فيه أعداد مجلة الشباب الساخرة التي أصدرها التونسي في منفاه.
أما في أدب الطفل، فذكر مؤلفاته: حكاية فنان عمره خمسة آلاف عام (2005)، قطتي تؤلف كتابًا (2021)، وأبي رسام خرائط (2025). وقال إن العلم هو القاسم المشترك في مخاطبة الناشئة، وأن الكتابة للأطفال أصعب من الكتابة للكبار، إذ تتطلب عناية فائقة باللغة والفكر.
تجارب في الترجمة والشعر
استعرض بعض التجارب الشعرية المترجمة:
- ترجمت الشاعرة الإيرانية نسرين شكيبي ممتاز ثلاثة دواوين إلى الفارسية عن النص العربي مباشرة.
- ترجم الشاعر التركي متين فندقجي قصائد من العربية، وله تراجم سابقة مع أشعار أدونيس ومحمود درويش.
- اعتمدت الترجمة الإسبانية التي أنجزتها د. نادية جمال الدين على العربية، وصدرت دواوينها المترجمة في كوستاريكا.
أما باقي الترجمات فانتقلت عن النص الإنجليزي الذي صدر أولًا في الهند، قبل أن يُترجم إلى السندية، والأردية، والماليالامية، والروسية، والألمانية، والصربية، والأذرية. وإلى جانب الشعر، تُرجمت رواياته إلى الكورية والإنجليزية والماليالامية. وأكد أن المعايشة هي جوهر الترجمة الشعرية، مشيرًا إلى أن إقامته في كوريا وحواراته مع شعرائها أسهمت في ترجمته ثلاثة أعمال شعرية إلى العربية.
المثقف العضوي وأدب الرحلة
تحدث عن دور الأديب كمثقف عضوي لا يكتفي بالإبداع، مستشهدًا بـأنطولوجيا طريق الحرير التي جمعت شعراء العالم في ثيمات موحدة: آسيا تغني، أمواج المتوسط، ومصريون قدماء.. شعراء معاصرون حيث كتب شعراء من دول مختلفة عن الحضارة المصرية وشخصياتها التاريخية. أما العدد الأحدث، Nano Poems for Africa، فجمع أكثر من 150 شاعرًا من 50 دولة لصوت واحد من أجل القارة السمراء.
وأوضح أن هذه الأدوار كانت سببًا في اختياره لمناصب ثقافية وإعلامية، تقديرًا لجهوده في توحيد الإبداع من المحيط الهادئ إلى الأطلسي، ولأنشطته في التعريف بأدب أوراسيا، وتأليفه موسوعة طريق الحرير (مكتبة الإسكندرية)، ودوره في نشر أعمال شعراء وكتّاب القارة.
وفي الختام، عاد الحديث إلى أدب الرحلة، حيث عبَّر الشاعر عن سعادته بلقب “ابن فضلان المعاصر“ الذي أطلق عليه في تتارستان، مؤكدًا أن رحلاته جاءت بلا تخطيط مسبق:
“كنت أحلم بأن أبقى حالما بجانب نهر النيل، فصرت أنا نهرا على سفر، أسافر إلى أنهار العالم.”