
عانقتني بالأمس أمي
فمددتُ ذراعي
ولامستُ حبيبي في رحم أمه
لا حاجة للغرابة
فجميعنا هنا
مقطوفون من شجرة واحدة
ونأخذ وضعية جنين أبدية
نعم، تختلف الأرحام
لكن الجنين واحد
والوضعية -كما حكينا- أبدية
كم عناقًا أحتاج
كي أتمكن من النومِ في رَحِم ٱخَر!
هذه مسألة لن يحلها سوى
إله ضليع
في حِسبة الفقد
قابلتُ شاعرًا في نومة الأرحام
يكتب قصائد عن حبيبة ميتة
وعن رحم ٱمن بالولادة العكسية
وعن إله لقّنه الكلمات
بالحبل السري
رٱني وسلّم عليّ..
الشاعر، وليس الإله
وميّزني من بين ألف جنين شِعري
فقط لأنه كتب الشعر مثلي
بالمقلوب
ونام مثلي في رحم أمه
بالمقلوب
وكلم إله اللغة بالمقلوب..
من الموت صوب الولادة
مني صوبك أنتَ
والأهم من كل ذلك أنه
علّمَني كيف أحوّل
القصائد إلى أحضان سحرية
الٱن..
وكل قصيدة صار بإمكانها
أن تحل محل العناق الضائع..
لا تطلبي مني أيتها الأم
تغيير وضعيتي
كي ألج الدنيا بفمي وذراعي
لأن هذه حياة لا يناسبها
سوى الموت بالمقلوب.



