
تفكر في فنادق الدرجة الأولى
حين وقفت أمامها بحذاء معفر
دون أن تعطي موعدا
لأي صديق بها
ومن ثم تنغرز في مقاعدها الوثيرة
مشيرا بكلتا يديك
كأي رجل مهم
تستعيد سجونا لم تدخلها
كما كنت تظن
أيام انخراطك في حلقات التدخين
وفائض القيمة، والترقب، واجتماعات
الخلية الحزبية، وحالة الجزر التي
تعيشها الجماهير…….إلخ
لم تتكسر عظامك
من هراوات الشرطة في المظاهرات
أو الوقوف طوال الليل
على أطراف أصابعك
بسبب الماء البارد
الذي سيتسرب إلى زنزانتك شتاء
إنها الغرفة التي لا تحبها الحياة
هشمت عظامك..،
الآن يتبقى منك
قليل من الذكريات
الساكنة كجسد مشوه في حجرك
لماذا استدرجتها إلى هذا الفخ الرطب؟!
كان لا بد أن تتركها
ترعى الشمس في حقول أصحابها..،
إنه الجوع إذن!
في غرفة لم تقم علاقة ودية معها
حتى الأسماء والتواريخ المحفورة
فوق الحائط
لا تعني شيئا
سوى أن مجهولا
أراد أن يترك ما يدل عليه..،
أنت مستفيد لا شك
فالأمر يعني أنك موجود هنا
وربما تكون في مكان آخر
مقطع من قصيدة “لا شيء يستوجب الخروج من العزلة” للشاعر عزمي عبد الوهاب في ديوان “بعد خروج الملاك مباشرة” الصادر عن دار ميريت للنشر، نشره على صفحته بمناسبة أمسية تنعقد الخميس المقبل في مقر جريدة الدستور.
مقطع من قصيدة “لا شيء يستوجب الخروج من العزلة” للشاعر عزمي عبد الوهاب في ديوان “بعد خروج الملاك مباشرة” الصادر عن دار ميريت للنشر، نشره على صفحته بمناسبة أمسية تنعقد الخميس المقبل في مقر جريدة الدستور.

