أحداثأدب

اجتماع طارئ… عالم الفضاء سفر ومعارف

بقلم: طارق العمراوي، تونس

صدر للكاتبة رزن المصطفى قصتها  “اجتماع طارئ” وأمنت رسوماتها الفنانة التشكيلية لانا المالح وقد اختارت الكاتبة أن تحمل معها الأطفال في جولة إلى عوالم الكواكب والمجرات إذ الطفل مستعد دائما بعد الصفحة الأولى لرحلة تأخذ بمخيلته فاسحة المجال لخياله الرحب أن يسافر إلى أبعد ما يمكنه أن يتخيله الكاتب  وتوسع القصة  من أفقه  وآفاقه وتفتح له أبوابا مغلقة في واقعه المعيشي اليومي.

وهاهي الكاتبة تحقق له أول الحلم ولتمده بعد ذلك بمفاتيح لفهم هذا العالم الخاص  لكن في جو تعود عليه مثل الحديث والسؤال وغيرهما . وها هي بين دفتي القصة وعيون القراء الأطفال  يقع فك الحروف ومعانيها ويجمع بينهم لتتم القراءة والفهم ويسافر وقتها الطفل بخياله وقلبه وعقله إلى هناك بدون صاروخ ولا لباس خاص  يرتديه الفضائي ليلتحق بإحدى المركبات التي وضعها في ذلك الفضاء أو لتفقد أجهزته أو محاولاتهم اكتشاف كوكب جديد   وقد تعرف عليهم في حصص علوم الأرض والحياة .

لكن الطفل يحتاج إلى فهم الحركة هناك في البعيد لكن عبر أسلوب قصصي  يستمع لحديث الكواكب يفهم عالمهم وما هي القوانين التي تحكمه وهذا ما وفرته الكاتبة وقبل الولوج للحديث عن الاجتماع الطارئ والمهم وهذا ما يجب أن يكتشفه الطفل – القارئ  تبدأ سلسلة المد المعلوماتي المعرفي  والتعرف لكلمات من ذلك العالم كالمجموعة الشمسية والمدار المائل والمدارات السطحية والدوران حول الشمس ومكونات الكواكب وألوانها  كالحلقات الذهبية المتألقة بزحل” والمشتري بحجمه الضخم وغيومه المتلألئة” والبعد والقرب من بعضهم البعض  والمظلم منهم وهذا الشكل الدائري لبلوتو مثلا وهذا الفضاء له ” قواعده كما قال إيدا ” القواعد تقول الصخور فقط” وقد ذكرت الكاتبة بالنظام الشمسي والكواكب التي تدور في فلكها وهي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون والأرض وبلوتو .

وقد أتى المتن متحدثا عارضا بقية المكونات التي تؤثث هذا الفضاء الرحب مثل النيازك والمذنبات والكويكبات وحركة النيازك واصطدامهم بالأرض حتى ” يتحطمون كذيول مذنبات صخرية  مغبرة” وتواصل الكاتبة ذكر التنظيم وأهميته في كل شئ فقد قال سيخوت ” لكل منا طريقته للعيش في هذا الكون”  ومجموع الطرق تكون التنظيم في كليته وهذه أحد أهم الدروس التي سيتعلمها ويحاول تنزيل هذا التنظيم والترتيب بغرفته وبالبيت الذي يشترك فيه مع أخوته ووالديه ثم بالشارع والمدرسة فالحياة برحابة مساحاتها في الحراك الاجتماعي  ولتقريب الصورة للطفل مكنت الكاتبة  وأعطت لبلوتو عينين  بل ومتسعتين ليستطيع النظر وتقييم “الكواكب القزمة الأربعة ” وقادت بلوتو رحلة هدفها الأول بحثه عن  نفسه ومكانته بين الأقمار والكواكب وخلفها  الطفل القارئ المتابع المنتبه لبطله لتحضر بعد ذلك العين وتبعتها المشاعر الحارة والشعور بالسعادة والحب المتبادل وقال بلوتو لسيخوت” الأرض مثل الأم بالنسبة لي”  حتى الشمس  مصدر الحرارة والحركة والإشعاع تزيدها هذه المجموعة حيوية عندما اتفقوا ويتفقون في الأعالي هناك في المجرة . كما كانت الخاتمة مفتوحة وربما يكون في القريب إعلان آخر يقلب الموازين وبموجبه تتغير القوانين والأحكام بعد فترة الراحة التي طلبها بلوتو وحصل عليها راجيا أن تتواصل في المستقبل .

إن نص “اجتماع طارئ ” للكاتبة رزن المصطفى انفتح على عالم لطالما شد انتباه الطفل – القارئ  طالبا ترك مقعده في غرفته أو بالمكتبة العمومية ليحلق  في عوالم أخرى ومنها هذا العالم في انتظار تعميق ثقافته الفضائية والتي تحتاج  إلى معاجم وصور وفيديوهات تعانق خياله بكل ما هو محسوس  ليرى الحركة الواقعية للكواكب في المجرة وطبيعة دوران الكواكب وقوانينها التي وضعت لها بعد وضع قصته بإحدى رفوف مكتبته المنزلية . كل هذا لتتنوع مشارب الطفل وقراءاته المتنوعة والتي ستلامس عوالم الكهوف والسحرة والأميرات والفرسان بهدف صقل هذا الطفل وتحضيره للغد القريب والبعيد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى