أحداثأدبإعلامشخصيات

اللقاء الدولي الثاني عشر للنادائية من سانتا إيلينا

 «الاحتفاء بروح التنوّع»

اللقاء الدولي الثاني عشر للنادائية من سانتا إيلينا، يُقام تحت شعار «الاحتفاء بروح التنوّع»، بوصفه فضاءً ثقافيًا مفتوحًا يجمع بين الشعر والفكر والفنون، ويؤكد على قيم الاختلاف الخلّاق والحوار الإنساني.

يتخذ اللقاء طابعين متكاملين:

  • حضوريًا في عدد من الفضاءات الثقافية والفنية في سانتا إيلينا، من بينها: Bici Pizza، Alta Magia، Hospedaje Santa Elena، Biblioteca Santa Elena، Restaurante Casa Amarela، بما يعكس انفتاح الحدث على المجتمع المحلي وتداخله مع الحياة اليومية.

  • افتراضيًا عبر منصات ومؤسسات ثقافية مثل Corporación Otraparte وRevista Innombrable، بما يوسّع دائرة المشاركة ويمنح اللقاء بعدًا دوليًا.

يحمل التصميم بعدًا رمزيًا بصريًا، يوحي بالتأمل والذاكرة والبحث عن المعنى، متسقًا مع روح النادائية بوصفها حركة ثقافية تقوم على كسر القوالب الجاهزة، والاحتفاء بالصوت المختلف، والإنسان بوصفه مركز التجربة الإبداعية.

اللقاء، المقرّر في ديسمبر 2025، يؤكد استمرار النادائية كحالة فكرية وشعرية حيّة، تتجدّد عبر الأجيال، وتعيد طرح الأسئلة الكبرى حول الثقافة، والهوية، والحرية، والتنوّع.

من المشاركين والمشاركات:

باتريسيا أريثا، من فيليث، سانتاندير. كاتبة مسرحية، وشاعرة، وفاعلة ثقافية، وممثلة، وإحدى الركائز الأساسية للمسرح السياسي في كولومبيا. شاركت، إلى جانب سانتياغو غارسيا، في تأسيس بيت الثقافة — الذي أصبح لاحقًا مسرح لا كانديلاريا — عام 1966، كما أسهمت في تأسيس المؤسسة الكولومبية للمسرح عام 1969. وعلى مدى عقود، نسجت منصةً متكاملة تلتقي فيها الخَلْق الفني والذاكرة والجماعة بوصفها سياسة ثقافية بعيدة المدى.

تلقت تكوينها الأكاديمي في تاريخ الفن بالجامعة الوطنية في كولومبيا، وطوّرت لغةً فنية تتقاطع فيها الجسد والأرض والصراع وجبر الضرر الرمزي، واضعةً على خشبة المسرح النساء والمهجّرين والمجتمعات الأصلية وضحايا العنف بوصفهم أبطال بلدٍ يُصرّ على رواية ذاته.

من مؤلفاتها: الذاكرة والإبداع، بلاد النساء، قصائد المقاومة، كاميلو، شغف النساء ومسرح الذاكرة. وفي هذه الأعمال ترسم مسارًا نقديًا تتخذ فيه الكلمة وظيفة الوعي. ويبرز ضمن هذا المتن كتاب أوراق من ورق، تحلّق (2007)، الحائز على الجائزة الوطنية للشعر – فئة العمل غير المنشور (جائزة ماريا مرسيدس كارانثا)، وهو عمل فتح أيضًا الباب لعرض مسرحي يحمل الاسم ذاته. في هذا الكتاب، تكشف أريثا عن شعرية الاقتلاع والكرامة، كتابة تتغذّى من الندوب الجماعية، وتمتد بتقليد المسرح-الشعر إلى مساحة حميمة وفي الوقت ذاته متمرّدة.

كانت علاقتها بحركة النادائية تأسيسية؛ إذ شاركت في شبابها في هذا التيار، متبنّيةً روحه التفكيكية ولاامتثاله البنيوي ورهانه على تفجير القوالب الجامدة للثقافة الرسمية. هذا الـ«دي إن إيه» النادائي، بعيدًا عن أن يخبو، نفذ إلى كامل مسيرتها، وغدا العمود الفقري لأخلاقيتها الإبداعية: العصيان الجمالي بوصفه استراتيجية سياسية، والتمرّد صيغةً للتفكير في البلاد، والشعر منهجًا للفعل.

نالت اعترافًا دوليًا بعدة جوائز، منها جائزة الأمير كلاوس (2007) وجائزة غيلدر–كويغني الدولية للمسرح (2014)، كما تولّت في عام 2022 منصب وزيرة الثقافة، مؤكِّدةً رؤية ترى في الفن ليس زينةً، بل بنيةً للمستقبل.

إن حضورها في سانتا إيلينا حضورٌ مفصليّ: يُعيد تفعيل السلالات المتمرّدة للنادائية، ويصل بين المسرح والشعر والذاكرة وتنوّع المكان المعاصر، ويستشرف أفقًا تُفهم فيه الخَلْقُ الفنيّ بوصفه منصةً استراتيجية للتفكير في الجماعة والكرامة والبلاد.

أندريا كويلال تارابويس، امرأة من السكّان الأصليين من شعب الباستوس، من المحمية الأصلية لغران كومبال (نارينيو، كولومبيا).

محامية خريجة جامعة أنتيـوكيا، وطالبة اقتصاد في الجامعة الوطنية الكولومبية. تمشي أندريا بالكلمة كما يُزرَع الحنين والذاكرة؛ فعملها يكرّم صحوة لغة الباستو، والكلمة العذبة، والكلمة الجميلة التي تزهر بين هضاب وغربان بركانية غران كومبال.

إن حضورها في سانتا إيلينا يفتح باب الحوار بين الأقاليم، وبين الجبال الشقيقة، وبين الأصوات التي تقاوم بالكلمة وبالروح.

اللقاء الدولي الثاني عشر للنادائية من سانتا إيلينا
«الاحتفاء بروح التنوّع»

أندريس أرماندو كاليه مونيوث، المعروف باسم دويندي أنآركامو (Duende AnArCaMu)، شاعر وُلد في سانتا ريتا دي إيتوانغو في أبريل 1982.

مُيسِّر في التنشيط الاجتماعي-الثقافي عبر الإبداع الأدبي، يتمتّع بخبرة تزيد على عشرين عامًا في العمل مع الأطفال واليافعين والمجتمع عمومًا.

ناشط ثقافي، ووسيط للأحلام، ومروّج لبرنامج LEO (القراءة والكتابة والشفاهة)، ومُدرِّب ورش، وعضو ومؤسِّس مشارك في الجماعة الشعرية «كلمات جوّالة في الحي» (Citibundas Palabras)، ومؤسِّس مهرجان الشعر في الكومونة السادسة.

وقد أطلق عليه الطفل ماكسيميليانو، الذي رافقه في مدرسته، اسمًا يختصر جوهره: «الأستاذ السِّحر».

يجلب دويندي أنآركامو إلى سانتا إيلينا شعريةً تمشي حافية القدمين: كلمة ترافق، وتفتح الدروب، وتشعل الخيال الجماعي. أعماله تتنفّس المكان وتزرع آفاقًا ممكنة.

إن حضوره في جبال سانتا إيلينا يعزّز الجسر بين الإبداع والذاكرة والمكان، مؤكّدًا أن الكلمة أيضًا بذرة، وهي أيضًا جذر، وهي كذلك أرض حيّة.

خوان فيليبي بوسادا كاردونا (كولومبيا)، شاعر وعالم اجتماع وموسيقي وصانع آلات موسيقية (لوثييه) تخرّج في معهد SENA، وهو أيضًا تقنيّ في صناعة الآلات الموسيقية، وجوال شعبي، وحكّاء، ومبدع أدائي. يحمل دبلومًا في الذاكرة التاريخية وبيداغوجيا الذاكرة، ويُعرّف نفسه — بوعي وتواضع — بأنه «طالب أبدي في الشعر والفنون والكون والحياة».

ألّف مجموعتي الشعر «ستريبتيز الحرباء» و**«لا انتظامات الرمادي»** (دار أصوات جديدة، 2018 و2020)، إضافة إلى أعمال غير منشورة منها «يوم ذبحه» و**«بين الزهور والجماجم»**. تتحرّك تجربته الشعرية بين السرد الحميم، والنقد الاجتماعي، وحساسية إيقاعية تستمدّ طاقتها من الكلمة كما من الطبل.

منذ مراهقته، انخرط في عمليات محو الأمية، والدفاع عن حقوق الإنسان، والتكوين المجتمعي مع الأطفال واليافعين والشباب في ميديين ووادي أبورّا. ويواصل اليوم هذا المسار بوصفه مدرّبًا في الشعر والقراءة والكتابة عبر الفنون، جامعًا بين المكان والذاكرة والكلمة الحيّة.

يعمل موسيقيًّا ومخرجًا لأفلام وثائقية ذات طابع اجتماعي، كما يكرّس جهده لمشروعه الدائم «إيكو-ورشة ليار» (LIAR) — اللوثييريا، البحث، الفن والمقاومة — وهو مختبر إبداعي تلتقي فيه صناعة الآلات، والتجريب الصوتي، والخلق الشعري. وهو عضو شريك في مجلة بروميثيو، الجهة المنظِّمة لمهرجان ميديين الدولي للشعر ومشروع غوليفر، وعضو في جماعة الشعر أصوات جديدة.

عازف إيقاع في الفرقة الأفرو-أنتيلية Timbalero Band، وممارس للكابويرا في Oficina de Capoeira، وعضو في الفرقة الفنية مانغليه، تتنقّل ممارسته الإبداعية بين الموسيقى والجسد والكلمة بوصفها إقليمًا واحدًا متمرّدًا.

حاز عدة مرات جوائز دعوة الحوافز للفن والثقافة، ومنح LEO (2017، 2018، 2019)، إضافة إلى منحة التحفيز لعام 2020. نُشرت أعماله في مجلات وأنطولوجيات وكُتيّبات ومنصّات رقمية، وشارك شاعرًا مدعوًّا في مهرجانات وطنية ودولية في ميديين، هافانا وتولوكا.

يكتب خوان فيليبي بوسادا ويبدع من مقاومة حسّاسة: من ذاكرةٍ مشتعلة، وإيقاعٍ جامع، ومن حرفةٍ تُحوِّل الخشب إلى صوت. يتحاور عمله مع المدينة، ومع الأجساد، ومع الأراضي التي تطالب بالجبر والكرامة.

إن حضوره في سانتا إيلينا يفتح جسرًا بين الموسيقى والذاكرة والشعر: حيث تلتقي الجبال بالطبل، والكلمة، وحِرَفية الروح.

يأتي ليذكّرنا بأن الفن لا يُمارَس فحسب، بل ينبض، ويُرافق، ويَسند الأراضي التي تطلب أن تُسمَع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى