

لندن، 13 ديسمبر — في لحظة نادرة من التلاقي الدولي بين الشعر والسلام، مُنِح الشاعر الصيني تشاو شوي لقب شاعر العام من قبل منظمة السلام العالمي البريطانية “لنتحدث” (GPLT) في لندن. ويُعد هذا التكريم، الذي لا يُمنح سوى لأربعة شعراء فقط على مستوى العالم، محطة بارزة في المسيرة الأدبية لتشاو شوي، كما يمثل أول جائزة كبرى ينالها في المملكة المتحدة.
وقد جاء هذا التكريم تقديرًا للنسخة الإنجليزية من عمله الملحمي «ملحمة أوراسيا»، الصادرة عن دار Multicultural Press في أستراليا. وقد أُنجزت الترجمة بتعاون مشترك بين تشاو شوي وجورج والاس، وحررتها فو فو ثي نهو ماي، بينما نُشرت النسخة الأصلية بالصينية عن دار Beiyue Literature and Art Publishing عام 2018. وتُعد هذه الطبعة الإنجليزية «الكتاب الأم» الذي انطلقت منه ترجمات العمل إلى ثماني لغات أخرى، موسِّعةً رؤيته عبر الثقافات والقارات. وستصدر الطبعة العربية في مصر بترجمة الشاعر د. أشرف أبو اليزيد عن دار الناشر ضمن سلسلة إبداعات طريق الحرير.
وخلال حفل تسليم الجائزة، ألقى تشاو شوي كلمة عميقة التأمل، تلتها قراءة قصيدة مكرَّسة للسلام، تختزل الجوهر الفلسفي والإنساني لأعماله. وقد لقيت كلمته إنصاتًا واحترامًا بالغين من الجمهور الدولي:
كلمة تساو شوي بمناسبة الجائزة
أنا الشاعر الصيني تشاو شوي. نشرتُ 51 كتابًا، ويُعد سلام شعوب العالم أحد الموضوعات الأساسية في كتاباتي. ومن منظور جيني، فإن البشر ينحدرون من أصل واحد، ولا بد أن يتجهوا في النهاية إلى المصير نفسه. خرجنا من أفريقيا، ثم تركزنا في بلاد الرافدين، ومنها إلى كنعان ومصر واليونان غربًا، وإلى فارس والهند والصين شرقًا، ثم إلى أنحاء العالم كافة. يشرفني كثيرًا أن أتلقى جائزة الشعر السنوية من منظمة GPLT في المملكة المتحدة. وأود أن أقرأ هنا هذه القصيدة التي كتبتها من أجل السلام، والتي ستُدرج أيضًا في النسخة الإنجليزية من «ملحمة أوراسيا» مستقبلًا.
حمامة السلام الجائعة في نوفوسيبيرسك
تشاو شوي (الصين)تحلّق حمامة السلام نحوي
وتحيطني حمامة السلام
حمامة السلام في نوفوسيبيرسك تحوم في السماء
وأنا أشرع في رحلة حلمأسير على خطى الأسد فوق قمة برج بابل
من المحيط الهادئ في آسيا
إلى المحيط الأطلسي في أوروبالماذا أُحتجز في نوفوسيبيرسك تحت جبال الأورال؟
لماذا يريد نسل نوح الحرب؟
نسل سام في آسيا
ونسـل يافث في أوروبا
ونسـل حام في أفريقيالماذا الحرب في القدس، مدينة السلام؟
ولماذا يريد أحفاد فلاديمير الأول، أمير كييف، الحرب؟
ولماذا يتقاتل الروس والأوكرانيون والبيلاروس حتى الفناء؟تحلّق حمامة السلام نحوي
وتحيطني حمامة السلام
مددتُ يدي لأطعم حمامة السلام
لكن لم يبقَ في يدي خبزولا تزال حمامة السلام تحيط بي جائعة، تبحث عن طعام
أود حقًا أن أطعم كل حمامات السلام
لكن لم يبقَ في يدي خبزوبهذا التكريم، يؤكد شعر تساو شوي من جديد مكانته بوصفه جسرًا أخلاقيًا وتخيليًا بين الشرق والغرب، وبين الماضي والحاضر، وبين الذاكرة والأمل. فصوته، المتجذر في التاريخ والحساس بعمق لصراعات العصر، يعلو في لندن لا كشاعر أمة واحدة، بل كشاهد على الأصل المشترك للإنسانية، وعلى شوقها الذي لم يتحقق بعد إلى السلام.
حمامة السلام الجائعة في نوفوسيبيرسك


