
كتبت مؤخرا القاصة والمبدعة ريما زهير الكردي نصها “حياة على غير العادة”من منشورات كتب نون عن مؤسسة ناهد الشوا الثقافية لسنة2025 وأمنت رسوماتها الفنانة التشكيلية هالة طارق وهو نص يؤرخ للحظة حياتية مباشرة عاشها الطفل الفلسطيني وما زال يعايشها ويتعايش معها حاولا الثنائي الأولى بريشتها والثانية بقلمها ايقاف الزمن للحظات حتى يتم توثيق ما وقع كانت جملا حبلى بالمعاني والعبر والوجوديات والحالات فمزجت بين الحياة كمعطى وجودي طقسي و حياة الطفولة الفلسطينية في اخراج سردي نوعي مقاومة حياة أرادوها سودوية لكن تحولها “حياة “الى حياة ممكنة ها هي تلعب لعبة”الاختباء” رغم الجدار المنهار و لعبة “بيت بيوت” في الفضاء المفتوح و استحم الطفل و حيوانه الذي رافق الطفلين رافقهما في الحقيقة أيضا لأننا شاهدنا أطفال غزة يحملون قططهم و كتبهم و أما السقف المنهار فهو مشهد مقصود لتقريب الصورة الحقيقية لعيش الطفل الفلسطيني كي يعتبر الآخر ويفهم حقيقة المشهد و قد انتصرالاطفال على أصوات الطائرات بالضحكات كما أوصاهم والدهم لرفع معنوياتهم و مقاومة الموت بالحياة و بالقراءة و الدراسة فقد أعطت الكاتبة للطفولة مساحة للقراءة و المطالعة مذكرة الأطفال بالقصة العالمية ليلى و الذئب منتصرة هي الأخرى على الذئب و نامت الأخيرة آمنة رغم كل شيء تتواصل انتصارات الحياة وتحليق الطائرات الورقية اذ الفضاء يمكنه القبول باحتمالين طائرة اللعب و الحياة مقابل طائرة الموت و الدمار.

تتواصل مسيرة الحياة و البقاء بثالوث مقاوم ف”القمر ينير وجوهنا و الهواء ينعش صدورنا والموج يداعب أقدامنا” لكي نحيا حياتنا التي لا يريد العدو ان نحياها يجب علينا ان نعمر دورنا المهدمة و نسقي زهورنا و نزرع زيتوننا و بيدنا مفاتيح العودة و حقنا فيها مقابل حياة الخيام التي يراد لنا أن نحيى فيها مع ابتسامات الأم و الوالد حتى القط لم يسلم من العدوان و هذا ذيله و قد ضمد جرحه أحد الأطفال و من ضمن الكلمات المفاتيح التي توزعت على صفحات الكتاب و خارج سياق المكتوب كجمل و كلمات تراكم النص السردي بل كانت ضمن رسومات الفنانة “هالة طارق” و من بين هذه الكلمات “لن نرحل” على احدى جدران المدرسة و تحت سبورة القسم ” وصية هند” و” وصية يحيى” و “وصية حياة “معلقة على الأسلاك الشائكة مذكرة بالأطفال الشهداء الذين كانوا رفاق المقعد الدراسي وربما حياة ستفقد حياتها فمن الضروري أن تكتب وصيتها منذ الان و ستبقى هذه الكلمات متداولة و مقاومة للفناء و الاندثار و الدمار و التي ترتبط جدلا بالحياة فمهما فعلت بطائراتك و قنابلك و دبباتك باقون ما بقي الزغتر و الزيتون و ان بقي الذئب بمكره و خداعه فلن ينتصر و ستنام دائما و دوما ليلى آمنة و مطمئنة و رمزية الاحتفال أمام البحر هو متنفس طبيعي و بوابة الانفتاح على الآخر القادم ذات يوم ليعيد لهم الحياة إن أمكن أما ما قالته اللوحات التشكيلية للفنانة “هالة طارق” كان الطفل الفلسطيني المنطلق خلف حمامات السلام الحاملة لأغصان الزيتون حفاة لكن لا عراة بل بزنارهم الفلسطيني على شاكلة مثلث يذكرنا بالطائرة الورقية مقلدين الحمام راكضين خلفه لحياة أخرى ثم صفحتين لإحدى رموز طوفان الأقصى التي أفرزها الواقع و الأحداث و عدت رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية و التي تكون ألوان العلم الفلسطيني ثم احتل الزنار الفلسطيني أكثر من نصف مساحة صفحة العنوان و هو في حركة نشيطة كالواقع الفلسطيني حضر المفتاح في رمزيته التاريخية و حق العودة في أكثر من لوحة فنية فقد وضع مع الأسلاك الشائكة ثم علق على أشجار الزيتون و السبورة المحطمة و الجدران المتهاوية و برتقال يافا و التطريز الفلسطيني المقاوم للتهويد و غراسة الزيتون و الغارات بالطائرات الحربية و قدر الفلسطينيين العيش في المخيمات مع جدلية هامة حيكت عبر جدل الأجيال فكانت الحفيدة و الجدة و الجد و الأب و تعدد الأقفال مع الدمار الشامل كقفل مخبز الجد و القفل الكبير حول كأس شاي الزعتروقيل القفل على شاكلة ” المدرسة ستغلق أبوابها أسبوعا أو ثلاثة ربما” في تعبيرية مقصودة وهي توزيع الدمارفهو لا يشمل العمران فقط بل يتعداه للتجهيل وضرب التعليم والتعلم فرغم حياة الدمار و الخراب تتواصل ضحكات الأطفال و القط و العصافير و الفراشات و حتى الأسماك
وفي الأخير كانت للكاتبة كلمة مذكرة بعدد القتلى والجرحى منذ 2023بتاريخ1-8-2024
ان قصة ” حياة على غير العادة ” كان نصا توثيقيا للحظات عايشناها من هنا فكنا هناك حولته الكاتبة الى نص ابداعي يتمتع القارئ بالجمل المترامية هناك وهناك مقاومة الغطرسة والدمار بضحكات الطفولة الحالمة والمحبة للحياة رغم كل شئ