أدبشخصيات

قصائد من أجل غزة، شعر، حسين جلعاد، الأردن

فلسطين، قصيدة كل يوم

قصائد من أجل غزة

شعر، حسين جلعاد، الأردن

 

(1)

نذهب إلى الحرب

كما نذهب إلى الحب

بكامل أناقتنا

بالشغف

والهتاف

والرمّان.

وتنتظرنا الأمهات ليقبّلن أطراف الأصابع

ويضعن الحناء في الجيوب والشعر الطويل.

يقرأ الآباء سورة البقرة وآل عمران والأحزاب

ويجرجر الأطفال خلف النعش

صورة الأب

والكوفية

والحزام العسكري.

(2)

 

عليٌّ كان يحبّ الرسم والأوراق البيضاء

وأنا كنت أحب المشي

والصلاة في المسجد العمري.

في آخر الليل مرّتْ بنا طائرات اليhود

كنت في طرف المخيم أبحث عن ماء الوضوء

سحابة الغبار لامست السماء الثامنة

ركضت حافيا

الخيام تبخّرت

فقط حفرة عميقة تنفذ إلى سابع أرض

في المشرحة أعطوني كيسا فيه 18 كيلو لحما

– “هذا ابنك” قالوا لي.

(3)

 

الحرب مؤلمة

لكن العجز أكثر إيلاما

حين نرى ثياب الأمهات تحت الأنقاض.

عرفتُ أمي من إصبع الشاهد، اليد التي تسبّح الله تحت أشجار الزنزلخت. والإصبع ذاته يلوح لي إذا نسيت الصلاة وواجبات المدرسة. “أنت ظل أبيك” كانت تقول لي، “وأنت أبُ أمّك، يا بعد أبوي”.

حملتُ البيت وأنا ابن عشرة، وهي دالية العنب فوق البيت. “تعكّز عليّ إذا تعبتْ” تقول لي في مشاوير الزيتون والزيت. نطعم خمسة أطفال وجدة عجوزا مما تبعثر خلف الحصادين، ونسأل الله الستر والعافية.

” عندما أكبر سوف أذهب للخليج” أقول لها. تبتسم عيناها وتقرص خدي “إذا كبرْتَ سيأتي الخليجُ إليك”.

ثلاثون عاما والمفتاح بيد السجان. ” لا تقترب من السياج” تقول لي، ” لا تجعلني ثكلى مرتين، فقميص أبيك ما يزال يؤنس البيت”. صرت أصنع لها القهوة المرة بعد أن زاد السّكَّر وازرقت عيناها. تضحك وتقول “ارجع إلى عيالك يا سيد البيت”.

في السنة القادمة سنزور مكة والبيت العتيق. لكن المفتاح بيد ابن السجان. وها أنا أخلع قميصي الملطخ بالدم، لأستر ساعد أمي المرفوع كراية تحت حطام البيت.

(4)

السلام عليك يا غزة

أيتها الممتلئة نعمة

السلام على نسائك

ورجالك

السلام على أرضك

ونعال أطفالك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى