أحداث

الحوار الثقافي الصيني-العربي يزدهر في أروقة معرض بكين الدولي للكتاب

بكين 19 يونيو 2025 (شينخوا) شاركت الوفود العربية في الدورة الـ31 من معرض بكين الدولي للكتاب، التي افتُتحت الأربعاء الماضي، بمجموعة من الأنشطة المتنوعة الهادفة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.

وشهد اليوم الأول افتتاح الجناح الوطني لدولة الإمارات، الذي يتضمن برنامجا ثقافيا حافلا يشمل تنظيم 16 جلسة حوارية ثقافية طيلة أيام المعرض، إلى جانب عرض لوحات فنية وأنشطة الخط العربي، إضافة إلى سلسلة من الاجتماعات المشتركة الرامية إلى توطيد التعاون الثقافي بين الصين والإمارات.

وأكد علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، أهمية المشاركة الإماراتية المتكاملة في هذه الدورة، واعتبرها انعكاسا لرؤية ثقافية تضع الكتاب في صميم الحوار الحضاري. وأوضح أن العلاقات الثقافية بين الإمارات والصين شهدت تطورا لافتا خلال الأعوام الأخيرة، مدعومة بشراكات استراتيجية مع مؤسسات أكاديمية وإعلامية صينية.

كما أشار إلى الدور المحوري الذي يلعبه مركز أبوظبي للغة العربية في دعم حركة الترجمة بين الصينية والعربية، إلى جانب استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجالات النشر وتعليم اللغات، في خطوة تعكس التوجه الإماراتي نحو الابتكار في القطاع الثقافي. وشدد على أن الثقافة تتجاوز كونها وسيلة للتقارب الثنائي، لتصبح عنصرا فاعلا في بناء الثقة وخلق بيئة خصبة لعلاقات اقتصادية وتنموية أوسع. واعتبر أن التعاون الثقافي بين الصين والعالم العربي في إطار مبادرة “الحزام والطريق” لا يزال مليئا بالفرص التي يمكن اكتشافها عبر الترجمة وتبادل البعثات العلمية وتمكين الناشرين والمبدعين من عرض أعمالهم وأفكارهم.

ومن جانبه، أوضح راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، أن المشاركة الإماراتية في المعرض تمثل امتدادا لمسار طويل من التعاون الثقافي بين الصين والعالم العربي، لا سيما في قطاع النشر. وأشار إلى أن أكثر من 400 ناشر إماراتي يقيمون علاقات مهنية مع دور نشر صينية، خصوصا في مجال كتب الأطفال التي تتلقى رواجا كبيرا بفضل جودة الطباعة والتصميم التفاعلي الذي تشتهر به الصين.

وأضاف الكوس أن الناشرين الإماراتيين يرون أن الصين شريك مثالي، سواء في طباعة الكتب أو في شراء حقوق المؤلفات الصينية وترجمتها إلى العربية، في علاقة تبادلية بدأت تؤتي ثمارها ثقافيا وأدبيا.

ولفت إلى أن هذا التعاون يتجاوز الجوانب التجارية للنشر، ليكون تجسيدا حيا لجسور التواصل الثقافي بين الشعبين، داعيا إلى تعزيز جهود الترجمة، خاصة من العربية إلى الصينية، لسد الفجوة القائمة في هذا المجال، والتي تحتاج إلى دعم مؤسسي مستدام.

وشارك عبد العزيز، المدير العام لمكتبة “جسور” السعودية، للمرة الثانية في المعرض، وأشار إلى إنجاز ترجمة أربعة كتب من الصينية إلى العربية منذ مشاركته في العام السابق، وهي تغطي مجالات مثل التربية والتاريخ الصيني. وأكد على وجود مبادرات لترجمة مؤلفات سعودية إلى اللغة الصينية، مدفوعة بدعم سياساتي وثقافي كبير من السعودية، مما يفتح آفاقا واعدة لتطوير التعاون الثقافي بين البلدين.

واستضاف المعرض في دورته الجارية، المقامة بين يومي 18 و22 يونيو في المركز الوطني للمؤتمرات في بكين، نحو 220 ألف عنوان من الكتب من الصين ومختلف دول العالم، بمشاركة أكثر من 1700 جهة عارضة من 80 دولة ومنطقة.

والجدير بالذكر أن 16 مؤلفا ومترجما وناشرا أجنبيا من 12 دولة فازوا بـ”جائزة الصين للإسهام المتميز في مجال الكتاب”، وهي أعلى تكريم للأجانب في صناعة النشر الصينية، يوم الثلاثاء الماضي. وكان من بين الفائزين يحيى مختار من جامعة السويس في مصر، وسماح محمد من جامعة قرطاج في تونس، تقديرا لمساهماتهما في تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين الصين والدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى