

كتب مجدي أبو الخير
حلم يوسف الذي قدمته فرقة قصر ثقافة سيدي سالم بكفر الشيخ ضمن العروض المشاركة بمهرجان المسرح المصري بطوخ في دورته الثالثة (دورة الفنان أحمد زكي) والذي أسسه ويترأسه الفنان / سامح أبو العلا بدعم د. محمد عطية الفيومي وبإدارة مميزة للمهرجان للفنان سامح هاشم والذي يقام على مسرح نادي شباب طوخ برئاسة الحاج على ياسين.
وفي حلم يوسف لفرقة قصر ثقافة سيدي سالم بكفر الشيخ من كتابات بهيج إسماعيل وإخراج أحمد هاني بلتاجي – كان عرض الافتتاح هو “حلم يوسف” وفيه يمتزج الموروث الشعبي بالموروث الديني ليقد لنا “حلم يوسف” نجد مزج بين الحلم والواقع، بين الأسطورة القديمة والحياة الحديثة، الفكرة مضمونها واحد مع اختلاف الشكل فقط، لتناسب العصر، مسرحية تزدحم بالعديد من تيمات ومفردات التراث الشعبي وتتماس مع أسطورة إيزيس وأزوريس ، في الأسطورة الفرعونية ، وفى حلم يوسف، يوسف وفاطمة، إيزيس وأزوريس مرة أخرى – قراءة جديدة للأسطورة الفرعونية في الحاضر، وعتمان / ست المعاصر، وجه الشر في العصر الحديث، يمثل امتداد الصراع الدائم ما بين الخير والشر هذا النص يعود إلى كاتبه بهيج إسماعيل أحد كتاب الستينيات والسبعينيات، الذي رسم من خلالها يوسفه الخاص، مستعينا بقصة النبي يوسف عليه السلام؛ فتدور الأحداث كما المعتاد كصراع بين الخير والشر، الأول يتمثل في شاب بسيط وهو يوسف، يعمل في أرض عتمان، يحب فتاه بسيطة وهي فاطمة، تعمل في أرض الشيخ إمام، والشر يجسده عثمان الذي تلمع عيناه طمعا في فاطمة وطمعا في الإنجاب منها بعدما فشلت زوجاته الست السابقة، فيقتل يوسف ويتزوج فاطمة بالفعل؛ ولكن لا يتحقق أمله، بل تنزل عليه سنين عجاف جراء فعلته تلك، ولم يكتف بهذه فقط ، بل عندما رفضت فاطمه ان تلبي له ما يبتغيه من علاقة الأزواج قام باغتصابها، لأنه لم يمهل روحها تتعافي من فقد يوسف الذي لم تكن تعلم ما وقع له على يد عتمان وتعلقت روحها به ورغم توسلها أن يعطيها بعض الوقت إلا أنه تجرد من الإنسانية وأغرمها عنوة على العلاقة الزوجية لينهب منها اعز ما تملك، ليثأر لنفسه من أمها التي لم ينل منها مأربه قديما وماتت قبل أن يتملك منها عندما قتل أبو يوسف الذي أراد أن يتزوجها وأحبها حب العفاف الطاهر، لتتكرر القصة ذاتها، القاتل واحد والمقتول ابن القتيل القاتل واحد والمغتصبة بنت المرغمة على الزواج، عتمان “ست ” هذا العصر، لم تتحمل ولم تتردد فاطمة الذي سلبها أغلى ما تملك وقهرها وأعلن انه هو قاتل يوسف ليتثور وتنتقم وتقتله ، ليظهر لها يوسف مره اخري علي هيئة روح من البير الي قتل بجواره والقى بجثته فيه ،وكل هذه الأحداث هي مجرد حلم يأتي لفاطمة. في تناغم وتكامل بين كل عناصر العمل قدمت الفرقة عمل متكامل مدهش امتلك كل أعضاء الفريق أدواتهم وتقمص حقيقي ومميز للشخصيات من البطولة التي قدمها حمد هاني “عتمان” شهد هاشم “فاطمة” سيف عادل “يوسف” ولاء قطب “العرافة “حسام أحمد “الشيخ امام” عابد درويش “المكشوف عنه” هبه داوود “ام يوسف” وحتى الأدوار الثانوية من الفلاحات والفلاحين (عصام جمعه – يوسف صبحي – محمد هاني – كريم عوض – عمار محمد – هبة داوود – رحمه رشاد – روان أحمد – ايمان احمد – الاء سامي – فاطمة الكردي – إيمان أسامة) بما في ذلك الاستعراضات والديكور المكياج – واستخدام تكنيك تبطيئ الحركة في مشهد زواج غير مرغوب فيه والطفلة “جنا أيمن” التي ترقص على وقع الطبل بكرة رتيبة وثابته تخلو من الفرحة الحقيقية وتقدمها شكلها فقط أجاد الجميع وكان خير بداية للافتتاح .