

يُصادف هذا العام مرور خمسةٍ وعشرين عامًا على صداقتي الوطيدة مع الفنان والناقد الروائي المصري
السيد عكاشة، والتي بدأت بلقاءٍ في متحف طهران للفن المعاصر. عام ٢٠٠٠
في بينالي طهران الدولي
ومنذ ذلك اليوم، وبصفتي فنانة استاذة
وباحثة،
ومؤسس البينالي
تابعتُ بشغف مسيرة أعماله
وتطور فكره.
وما يظل حاضرًا في ذاكرتي، إلى جانب أصالته ونزاهته وكرمه،
و قوة فنه وأسلوبه الخاص
– تلك السمات. المهمه هي التي تميّزه وتمنحه الخصوصية والتفرد
–أعمال عكاشة جسرا نابضا
“تشكل أعمال عكاشة جسرًا نابضًا بين التراث والحداثة.
فهي تستقي من عمق جذور مصر القديمة،
وفي الوقت ذاته تتحاور مع أرقى أشكال التعبير الفني المعاصر.
في اوربا
وسواء اختار بساطة اللون الواحد
أو بهجة الألوان المتعددة،
فإن لوحاته تدهشك
بالدقة
في اختيار الموضوع،
وجماليات المرسوم
وبانسجام التكوين.
كل لوحة تحمل بصمة إتقان نادرة
، وفي الوقت نفسه
مصحوبة بالصدق والعفوية التعبيرية
تبدو اللوحه على صورته، بسيطة، مباشرة، لكنها إنسانية في جوهرها.
إن تأمل لوحاته في باريس يشبه الإصغاء إلى موسيقي نبض القاهرة،
والإحساس، تحت ضوء نهر السين، بارتعاشات النيل العريق.
لم تنبهه الصعاب عن طريقه،
بل زادته إصرارًا وصلابة، علي النجاح
فكانت كل محنة وقودًا لإبداعٍ جديد لدية
أكثر خصوبة،
وجدية
يضيف في كل عام حجرًا جديدًا إلى صرح الفن ليزداد عمقًا وإشراقًا.
تكشف أعمال عكاشة كيف يمكن للفن أن يظل متجذرًا في ثقافة بعينها،
وفي الوقت نفسه منفتحًا على العالم بأسره. ففي لوحاته التي تجسد تفاصيل الحياة،
يلتقي التاريخ المصري بالحيوية الباريسية المعاصرة، ومن هذا اللقاء تنبثق القوة الفريدة لفن عكاشة
بروفيسور شرارة صالحي