
عقد نادي الأدب بقصر ثقافة بنها، أمسية أدبية للاحتفاء بالتجربة الإبداعية للشاعر والروائي والمترجم أشرف أبو اليزيد. وشارك في الأمسية كل من: الشاعر طارق عمران، الشاعر محمد علي عزب، الروائي أحمد عامر، الروائي والناقد محمد أبو الدهب، والروائي فؤاد مرسي، وأدار الحوار الشاعر والفنان محمد عكاشة رئيس نادي الأدب بالقصر.
تخلل الأمسية عرض مختارات شعرية ومقتطفات من إصدارات الشاعر التي ترجمت إلى أكثر من عشر لغات. وأكد المشاركون أن “أشرف أبو اليزيد” يعد أحد أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة؛ إذ ولد بمدينة بنها بمحافظة القليوبية عام 1963، ودرس الأدب الإنجليزي، وعمل في مجال الترجمة والصحافة وإدارة تحرير مجلات عربية مرموقة ووكالات أنباء، إلى جانب كتاباته في أدب الرحلة بعد أن جاب 37 دولة. كما حصل على عدد من الجوائز المرموقة منها جائزة Manhae الكورية التي تحمل اسم المناضل مانهي رمز الحرية والسلام، كما نال جائزة الصحافة العربية.
وخلال مداخلته، أوضح الشاعر طارق عمران أن كتابات أبو اليزيد تمثل رحلة شعرية مزجت بين الفلسفة والوجع الإنساني، مستلهمة قضايا كبرى مثل الانتفاضة الفلسطينية. وأكد أن ديوانه الأول وشوشة البحر جمع قصائد مدهشة بالصور والرؤى الفلسفية، مشيرا إلى أن تجربته الأدبية تميزت بجمع الشعر والرواية والترجمة والنقد الفني، لتقديم نصوص غنية ومتعددة الأبعاد تستدعي التراث والتاريخ وتربطهما بالحاضر والمستقبل في رؤية مقاومة للقهر وداعية للحرية والتغيير.
أما الشاعر والناقد محمد علي عزب فتناول تجربة أبو اليزيد الشعرية، مشيرا إلى أنه مترجم مولع بالأساطير، وأن قصائده ارتبطت بالسرديات الكبرى كحكايات الفارس العربي وخيباته. وأضاف أنه تميز بالتعبير عن المألوف بطرق غير مألوفة وبالمفارقة الموقفية، معتمدا على شعرية الذات وتفكيك السرديات وترميز الكائنات. كما لفت إلى حضور سمة الترحال والسفر بقوة في أعماله وربطها بين البدايات والنهايات، إلى جانب ولعه بالجغرافيا والزمان والمكان، مبينا أن نصوصه تجمع بين الذاتي والكوني وتعيد صياغة الأساطير لتحل محل الواقع المعيش.
وأشار الروائي والناقد محمد أبو الدهب، إلى اهتمام أبو اليزيد بالقضايا الكبرى في قصائده مؤكدا أنه شاعر مهموم بالهم القومي، وأن نصوصه تعكس حنينا إلى زمن ووجوه غابت فتحولت إلى خوف وجودي من الموت والنهاية. وأضاف أن تشكيل صوره الشعرية جاء بانوراميا ومحملا بالشعر، مع حرية في البنية وتحولات أسلوبية جعلت نصوصه مفتوحة ومتحررة.
من جهته، أكد الكاتب والروائي أحمد عامر أن الفلسفة تمثل الخلفية الأساسية لشعر أبو اليزيد، حيث تتجلى فكرة التضارب والمشاعر المتشعبة التي تتدفق لتنتج قصائد غنية بالحيوية واللغة المتوهجة. واعتبر أن مشروعه الشعري متكامل يقدم رؤية جمالية تخص العالم كله، وهو ما تحقق من خلال تجاربه المتعددة في السفر والترحال، مشددا على أن شعره يقدم خطابا إنسانيا ذا طابع كوني.
كما أضاف الروائي فؤاد مرسي، أن تجربة أبو اليزيد لم تنفصل يوما عن الواقع، بل استفادت من رحلاته وثقافته الواسعة لبناء نصوص متفردة، رغم أنها لم تنل حظها الكافي من الدراسات النقدية داخل مصر، في الوقت الذي لاقت فيه احتفاء واسعا في بلدان عديدة حول العالم.
وفي ختام الأمسية، أجمع الحضور على أن أشرف أبو اليزيد يمثل تجربة أدبية ثرية تستحق المزيد من البحث والدراسة النقدية، وأن أعماله ستظل نموذجا بارزا للأجيال القادمة. وأهدى المؤلف بعض إصداراته إلى نادي الأدب في قصر ثقافة بنها، امتنانا لمسقط رأسه والمكان الذي شهد مولد موهبته الأدبية قبل أكثر من أربعة عقود.
ونشرت (طريق الحرير اليوم) دراستي كل من طارق عمران ومحمد علي عزب، اللتين ألقيتا في الأمسية
قراءة في مختارات الشاعر أشرف أبو اليزيد، بقلم: محمد علي عزب ـ شاعر وناقد
مختارات شعرية للفيلسوف الشاعر أشرف أبو اليزيد بقلم الشاعر والكاتب المسرحى والباحث طارق عمران