يصدر قريبًا عن دار المعارف كتاب بعنوان «الخروج إلى النور – العلوم الحديثة تكشف أسرار مصر القديمة»، للكاتب د. أحمد سمير سعد بالتزامن مع الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير، أحد أهم الأحداث الثقافية والعلمية التي طال انتظارها منذ نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدانه الشهير إلى موقع المتحف في الرماية.
يقدّم الكتاب رؤية فريدة تمزج بين العلوم الطبيعية والحضارة المصرية القديمة، في محاولة لاستكشاف العلاقة بين منجزات العلم الحديث وما تركه المصريون القدماء من أسرار ومعارف. يضم الكتاب مقدمة وأربعة فصول تجمع بين السرد التاريخي والتحليل العلمي في أسلوب ممتع وسلس، حيث تتداخل فيه حكايات الماضي مع معجزات التكنولوجيا الحديثة.
يتناول المؤلف كيف أصبح الذكاء الصناعي قادرًا على قراءة النقوش الفرعونية وترجمتها، والمساعدة في ترميم النصوص المفقودة واستنتاج ما أخفاه الزمن، ليصبح شريكًا أساسيًا في الكشوف الأثرية المستقبلية. كما يستعرض دور التقنيات التصويرية بالأشعة وتحليل الحمض النووي القديم (DNA) في إعادة إحياء حكايات المومياوات وإلقاء الضوء على تفاصيل حياتها وظروف عصرها.
ومن المحاور اللافتة أيضًا في الكتاب ما تكشفه التقنيات اللاإتلافية من حجرات مجهولة داخل الهرم الأكبر، بما ينبئ عن اكتشافات أثرية كبرى قادمة، ما يجعل الكتاب مرجعًا علميًا وثقافيًا يجمع بين الدهشة والمعرفة.
يحمل هذا العمل روحًا خاصة، إذ يجمع بين شغف المؤلف بالعلم والفلسفة وحبه العميق للحضارة المصرية، مؤكدًا أن العلم الحديث، بكل أدواته المتطورة، يسهم في بعث حضارة المصريين القدماء من جديد، فيخرجها إلى النور مرة أخرى لتتحدث عن عبقريتها وإنجازها الخالد.
بهذا الإصدار، يضيف الكاتب أحمد سمير سعد إسهامًا نوعيًا إلى المكتبة العربية، مقدّمًا عملاً يجمع بين الدقة العلمية وسحر الحكاية التاريخية، ليكون جسرًا بين الماضي العريق والعلم الحديث، واحتفاءً دائمًا بالحضارة المصرية التي لا تزال تبوح بأسرارها.
