أحداثأدبشخصيات

العدد الجديد من مجلة “القصة”: رحلة في آفاق الإبداع النقدي والقصصي

القاهرة، في 2 نوفمبر 2025 – أعلن نادي القصة، برئاسة الدكتور خالد أبو الليل، عن صدور العدد الجديد (العدد 138 – ديسمبر 2024 / يناير 2025) من مجلته العريقة “القصة”.
​يأتي هذا العدد ليؤكد الدور المحوري للمجلة في المشهد الثقافي العربي، مقدماً محتوى متنوعاً يجمع بين الدراسات النقدية المتعمقة والأعمال القصصية المتميزة، ويواصل مسيرة المجلة في احتضان التجريب والبحث عن حداثة السرد.
​أبرز محتويات العدد 138 هو محور التجريب في القصص: يتناول العدد دراسات نقدية معمقة حول آليات التشكيل اللغوي والسردي في القصة القصيرة، وكيف يواجه الأدباء العرب تحديات الكتابة الحديثة.
​قراءات ومراجعات نقدية: يضم العدد قراءات نقدية لأعمال روائية مهمة، مثل تحليل رواية “جريمة أسما الحب”، ومناقشات حول تطور أدب الرحلات وعلاقته بالأبعاد الاجتماعية والنفسية.
​مقالات فكرية وأدبية: يستعرض العدد قضايا فكرية جديدة، بما في ذلك العلاقة بين الأدب والعلوم (أدب والكيمياء)، ودور الأدب في تناول القضايا المصيرية كالحرية والعبودية.
​إبداعات قصصية: يقدم العدد باقة من القصص الجديدة لكتّاب مخضرمين وشباب، مما يمثل منبراً حيوياً لاكتشاف الأصوات الأدبية الصاعدة.
​وبهذه المناسبة، أكد الأستاذ فؤاد مرسي، رئيس التحرير، أن “مجلة القصة تظل منارة للإبداع، ملتزمة بتقديم محتوى يثري المكتبة العربية ويفتح آفاقاً للحوار النقدي الجاد حول مستقبل السرد في المنطقة”.

مفتتح هذا العدد يبدأ بتناول التجريب في القص.  ففي مقالته عن التجريب في القص» يأخذنا القاص حاتم رضوان» في سياحة أدبية حول الكتابة التجريبية بوصفها ممارسة أدبية تتحدى الأعراف التقليدية للسرد من خلال كسر القوالب النمطية للغة والشكل والحبكة. وتعتمد على تقنيات مبتكرة مثل السرد غير الخطي والتشظي، وتيار الوعي، والتشكيل اللغوي، ودمج الوسائط المتعددة وهي ممارسة تهدف إلى زعزعة توقعات القارئ ودعوته للتفاعل مع النص بطرق جديدة، مما يوسع آفاق الأدب. مع تأكيده أن التجريب يعتبر مفهوما نسبيا يتغير مع الزمن، حيث يصبح الجديد تقليديا ، يوما ما، لتحل مكانه أشكال أحدث، في عملية مستمرة لإعادة تعريف إمكانات السرد القصصي.

حذاء أبي القاسم

تدور هذه القصة التراثية حول بغدادي بخيل يدعى أبو القاسم، يمتلك حذاءً قديمًا ومهترنا أصبح مضربا للمثل في البخل. تبدأ مصائبه عندما يخلط بين حذائه وحذاء جديد لقاض في الحمام، فيلبسه عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى اتهامه بالسرقة وحبسه وغرامته تتصاعد الأحداث في سلسلة من المفارقات الكوميدية حيث يتسبب هذا الحذاء الملعون في سلسلة لا تنتهي من الكوارث المالية لأبي القاسم، مما يدفعه في النهاية إلى أن يطلب من القاضي فصلا شرعيا بينه وبين حذائه ليتبرأ من مسئوليته عن أية مصيبة مستقبلية قد يتسبب بها. القصة هي نموذج للمبالغة الهزلية والسخرية من البخل تزيد الأمر سوءًا . مؤكدة أن اللعنة» ليست في الشيء نفسه بل في العلاقة المرضية معه. فأبي القاسم لم يعاقب بسبب الحذاء، بل بسبب بخله وطمعه الذي جعل الحذاء نقمة عليه.

تبنى القصة على بنية دائرية مفرغة، حيث تبدأ وتنتهي بالحذاء، لكنها تسير في حلقة مفرغة من المصائب. كل محاولة من أبي القاسم للتخلص من الحذاء تؤدي إلى كارثة جديدة، مما يعكس فكرة اللعنة التي لا مفر منها . هذا التكرار المأساوي الهزلي يخلق إيقاعا سرديًا يشبه الكابوس أو الحلم المزعج، حيث يحاول الشخص الهرب لكنه يعود إلى نقطة البداية.

القصة تقدم نموذجا تراجيديا هزليا عن الإنسان الذي يحاول الهروب من طبيعته (البخل هنا)، لكن محاولاته

لماذا أهمل الفلاسفة مناقشة موضوع العبودية.

يكشف المقال الذي ترجمه د. أحمد جمال عن مفارقة صارخة في دراسة تاريخ الفلسفة الحديثة المبكرة، حيث يتم تجاهل ظاهرة العبودية بشكل شبه كامل، على الرغم من دورها المحوري في تشكيل الملامح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعالم الحديث. فمن خلال إحصاءات دقيقة، يبين الكاتب أن أقل من 1% من الأبحاث المنشورة في أبرز الدوريات الفلسفية المتخصصة في تلك الحقبة كرست للعبودية، كما أنها غائبة تماما عن التصنيفات الأكاديمية والمقررات الدراسية التقليدية.

هذا الإغفال لا يشكل خطأ تاريخيا فحسب، بل هو ضرر إبستمولوجي ( معرفي) يحرمنا من فهم كامل لقضايا جوهرية مثل الحرية الإنسانية، القوة، والعلاقة بين الجسد والعقل التي كانت العبودية الإطار الذي نوقشت فيه.

يخلص الكاتب إلى أن استمرار هذا الصمت هو بمثابة رسالة ضمنية تقلل من أهمية هذه الجريمة التاريخية وتأثيرها ، داعيا إلى ضرورة مواجهة هذا الإرث الفلسفي المظلم ودمج نقاش العبودية في صلب دراسة تاريخ الفلسفة لفهمه حقا .

جدل الأدب والكيمياء

يرسم هذا المقال الذي كتبه القاص والكيميائي السيد علام رؤية أدبية شاعرية للكيمياء، متجاوزا التعريف الأكاديمي الجاف ليعيد صياغتها كـ «لغة الكون» وشعر المادة». يجادل الكاتب بأن الكيمياء ليست «كيميائيون» نجري تحويلات للمادة بشكل حدسي. حكرا على العلماء، بل هي نسيج الحياة اليومية؛ فطبخ بيضة، أو قيادة سيارة، أو استنشاق عطر هي جميعا تفاعلات كيميائية معقدة.

جريمة اسمها الحب

في دراسته عن رواية جريمة اسمها الحب» للكاتبة دعاء البطراوي يشكف الناقد د. عيد صالح عن رواية تمزج بين أدب الجريمة والرومانسية . تبدأ الرواية بجريمة قتل مدفوعة بالغيرة، لكنها تتحول إلى استكشاف عميق للنوازع البشرية والعذاب النفسي الذي يعانيه الجاني الذي يتجاوز العقاب القانوني من خلال حبكة مشوقة وشخصيات معقدة تبرز الرواية الصراع بين الخير والشر، مع تركيز خاص على دور المجتمع والعلاقات في تشكيل الأحداث. وحسب الناقد فقد نجحت الكاتبة في دمج العناصر الكلاسيكية لأدب الجريمة مع لغة شعرية ومشاعر رومانسية عميقة، مقدمة عملا يجمع بين التشويق والإثارة والعمق النفسي.

يدعو الكاتب إلى تأسيس حقل جديد أسماه «الأدب الكيميائي»، وهو حقل يجمع بين العلم والأدب، حيث تتحول العناصر إلى استعارات شعرية والتجارب إلى حكايات. فهو لا يريد إقحام الأدب على العلم، بل «إماطة اللثام عن الجمال الخفي الكامن في الجزيئات والتفاعلات الذي لا يقل روعة عن جمال القصيدة.

الخلاصة التي يقدمها المقال هي أن الفصل بين العلم والأدب مصطنع. فالكيمياء ليست مجرد معادلات باردة بل هي قصة من التحول والجمال والروابط الخفية التي يمكن سردها بلغة أدبية تمنحنا بعدا أعمق لفهم أنفسنا والعالم من حولنا، وتحويل النظرة للكيمياء من علم معقد إلى مصدر للإلهام والإبداع.

السوار الذهبي

في رسالة الإسكندرية، تقوم الناقدة د. نجلاء نصير بسياحة نقدية في مجموعة السوار الذهبي للكاتبة غادة سيد التي أعتبرتها نموذجا أدبيا متميزا لاستكشاف التفاعل بين الواقع الاجتماعي والصراع النفسي من خلال ۲۸ قصة تبرز المعاناة النفسية للشخصيات بخاصة النساء كنتيجة للضغوط الاجتماعية كالعنف الأسري والنفاق المجتمعي.

وتقدم المجموعة رؤية نسوية ناضجة ترفض تصوير المرأة كضحية فقط، وتؤكد على قدرتها على الوعي والتحرر واستعادة الهوية عبر التمسك بالأحلام والذات.

أبي رسام خرائط

تقدم رواية «أبي رسام خرائط للكاتب أشرف أبو اليزيد نموذجا متميزا لأدب الناشئة، حيث تدمج بين الخيال والمعرفة من خلال قصة الطفل «رشيد» ووالده رسام الخرائط. تتعامل الرواية مع مواضيع عميقة مثل الهوية والانتماء والوعي البيئي والجغرافي، مستخدمة الخريطة كرمز للاكتشاف والحماية.

للمعرفة والدعم. تميزت الرواية بأسلوبها السردي المشوق واللغة الشعرية، مع إبراز العلاقة الأسرية الإيجابية كمنبع

نالت الرواية إشادة من نقاد وكتاب عرب لدمجها بين المغامرة والتثقيف وتقديمها نموذجا يغذي الذائقة الجمالية والمعرفية للناشئة، مع معالجة قضايا معاصرة كالتنمر والتحولات المجتمعية.وفي هذا العدد نقدم تغطية للندوة التي أقامها بيت الحكمة لتدشين الرواية.

ثلاثة رجال في قارب

في مقاله يحدثنا صلاح البيلي» عن رواية «ثلاثة رجال في قارب للكاتب الإنجليزي جيروم، والتي ترجمها العالم والأديب د. أحمد مستجير، وتصور رحلة ثلاثة من الأصدقاء في نهر التيمز على مدى أسبوع. تجمع الرواية بين السرد الهزلي العميق والوصف الجغرافي والتاريخي الثري للمعالم على ضفاف النهر، مع تركيز خاص على التفاصيل الإنسانية والسخرية اللاذعة من الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.

ويشير الكاتب إلى أن الترجمة تميزت بسلاسة اللغة وعمق المحتوى مما يعكس شخصية مستجير المميزة
​العدد 138 من مجلة “القصة” متوفر الآن لدى منافذ البيع الرئيسية، ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول محتويات المجلة وأرشيفها عبر الإنترنت.
​للتواصل والاستفسارات الإعلامية:
​سكرتارية التحرير:
البريد الإلكتروني: storymagazine15@gmail.com
الموقع الإلكتروني: www.storybook.org.eg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى