القاهرة، 26 نوفمبر 2025 (شبكة الشعب) – يولي الدكتور ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمصر، اهتمامًا كبيرًا للتجربة الاقتصادية والتحديثية للصين منذ أكثر من 25 عامًا. وبفضل رعاية قادة البلدين وجهود شعبيهما، تتطور العلاقات الودية بين مصر والصين بشكل مستمر. ويشير حلمي إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يشهد ازدهارًا ملحوظًا، حيث ارتقى حجمه ومستواه إلى آفاق غير مسبوقة، مع توقعات بمزيد من النمو مستقبلاً. وأضاف: «تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تحافظ الصين على الانفتاح على مستوى عالٍ، وتبني نظامًا ابتكاريًا متميزًا، وتحقق التنمية المستدامة عالية الجودة في عدة قطاعات، لتكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به».
تعد الصين واحدة من أكثر الدول نشاطًا في الاستثمار في مصر وأسرعها نموًا، فيما كانت مصر من أوائل الدول الداعمة لمبادرة «الحزام والطريق». وفي إطار هذه المبادرة، تستمر التعاونات بين البلدين، بما في ذلك إنشاء منطقة التعاون التجاري في قناة السويس والمنطقة التجارية المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما يعزز عملية التصنيع في مصر، ويدعم التوظيف، ويرفع مستوى الصناعة، ليكون نموذجًا حيًا للتعاون المثمر بين البلدين.
وأوضح حلمي أن الصين اليوم أصبحت قوة عالمية في مجال التكنولوجيا، وتوسع انفتاحها في مجالات التكنولوجيا العالية، بما في ذلك الطاقة الجديدة، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي. وتسعى مصر أيضًا إلى تنفيذ خطط تطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وأضاف أن البلدين يمكنهما تعزيز التنسيق في القدرات الإنتاجية، وربط التكنولوجيا الصينية بالمزايا الجغرافية لمصر، من خلال المصانع الصينية في مصر ومنطقة قناة السويس الاقتصادية، لإنتاج منتجات تكنولوجية عالية التقدير وتصديرها إلى الأسواق الأفريقية والعالمية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يتمتع التعاون في مجالات التكنولوجيا الصناعية، والذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي بإمكانات كبيرة لتعزيز الاقتصاد المفتوح.
وأشار الدكتور ضياء حلمي إلى أن الصين تجسد الانفتاح على مستوى عالٍ من خلال تنظيم معارض مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي يخلق فرصًا للشركات العالمية لدخول السوق الصيني، ويشكل جسرًا مهمًا لتعميق التعاون والانفتاح. ومن خلال هذه المعارض، يمكن للمنتجات المصرية من الفواكه والخضروات الطازجة، والمنتجات الكيميائية، والجلود، والرخام، والنسيج، دخول السوق الصيني، وهو ما يوفر فرصًا مهمة لتنمية الشركات المصرية. وأضاف: «نظام تنظيم المعارض في الصين يتميز بالمهنية والدقة، وإدارة فعالة، وحركة زوار كثيفة، وتواصل تجاري عالي الكفاءة، وهو تجسيد حي للانفتاح الصيني على مستوى عالٍ».
وأكّد الدكتور ضياء حلمي أن المنتجات الصينية تكسب ثقة واسعة في السوق المصرية بفضل جودتها المتفوقة وتقنياتها المتقدمة. فقد توسعت الصين من تصنيع السلع الاستهلاكية والأجهزة المنزلية إلى العديد من مجالات التكنولوجيا والثقافة. وقال: «المستهلك المصري يقدّر التقدم التكنولوجي، والتصميم العصري، والجودة العالية للمنتجات الصينية. ومن المتوقع أن يزداد تأثير المنتجات الصينية في مصر والأسواق العربية».
وأضاف أن الصين تعمل على توسيع انفتاحها في المجال المالي، ويعد التدويل التدريجي للرنمينبي مثالًا مهمًا على ذلك، حيث له أثر إيجابي على الأسواق المالية العالمية. وأوضح أن الاعتماد على عملة واحدة في التجارة الدولية قد يضر بمصالح الدول ويخلق اختلالًا في الوضع التنافسي، مشيرًا إلى أن الرنمينبي سيصبح له دور أكبر في النظام المالي الدولي، بما يدعم تنوع العملات، ويخفف الضغوط على الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، ويساهم في تطوير نظام التجارة الدولية نحو مزيد من الإنصاف والانفتاح.
واختتم الدكتور ضياء حلمي بالقول: «إن التمسك بالانفتاح على مستوى عالٍ يمنح العالم طاقة قوية للازدهار». وأضاف أن الصين، كعضو مهم في الجنوب العالمي، تعمّق من خلال هذا الانفتاح التعاون والتضامن مع دول الجنوب، لتكون نموذجًا جديدًا للتعاون الاقتصادي الدولي، يساهم في كسر الصورة التقليدية للثروة في الشمال والفقر في الجنوب، ويطرح حلولًا جديدة للتحديات التي يفرضها النظام التجاري والمالي الحالي، ما يعزز البناء المشترك لمجتمع المصير البشري ويحقق التنمية والازدهار للجميع.
(المحرران: جا وينتينغ وو تشنغ ليانغ- شبكة الشعب – الترجمة طريق الحرير اليوم)
