الصورة من اللقاء الشعري في قرية تشوا، بضواحي هانوي، تجاوزت هذه القصائد الحدود الجغرافية، وامتدت إلى بلدان عديدة، موصِلةً بين شعراء يرغبون في رفع أصواتهم حبًّا للإنسانية.
في 14 ديسمبر، كرّمت مسابقة «الشعر والجذور» أربعين مؤلفًا متميّزًا، بمنح 3 جوائز من الفئة (أ)، و7 جوائز من الفئة (ب)، و16 جائزة من الفئة (ج)، إضافة إلى جوائز خاصة وجوائز إسهام.
أما جائزة المسيرة الأدبية فقد مُنحت لشعراء أجانب تقديرًا لإسهاماتهم في الشعر وتعزيز الصداقة بين الأمم، وهم: فرناندو ريندون (كولومبيا)؛ بروس ويغل (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ مراد سوداني (فلسطين)؛ هيلدا توانغيروي (أوغندا)؛ خوليو بافانيتي (إسبانيا)؛ ماريوس كيلارو (رومانيا)؛ إضافة إلى شعراء تايوانيين (الصين): تشونغ وي-فو، تشن مينغ-جين، تشن تشنغ-هسيونغ.
وبفضل جاذبيتها الكبيرة، استقطبت المسابقة عددًا واسعًا من الكتّاب الهواة، إلى جانب شعراء بارزين من فيتنام ومن مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكولومبيا وأوغندا وأوروغواي ورومانيا وغيرها من البلدان. وقد كتب المشاركون عن مساقط رؤوسهم، وأسلافهم، وأجدادهم، وآبائهم، وتاريخهم الوطني، وأوطانهم، وثقافاتهم، وحياتهم، وتطلعاتهم الإنسانية.
الصورة: الشاعر الفلسطيني مراد سوداني (يمينًا) خلال حفل توزيع الجوائز. (تصوير: خيو مينه/فيتنام+)
أُقيمت المسابقة للمرة الأولى عام 2007 تحت اسم «جمعية شعر قرية تشوا»، وهي جمعية شعرية خاصة تقع في قرية ذات تقليد عريق في حب الشعر وكتابته. وفي عام 2022، رُشّحت «جمعية شعر قرية تشوا» (وكانت تُعرف سابقًا بقرية هوانغ ديونغ، كوميونة سون كونغ، مقاطعة أونغ هوا) ضمن فئة «العمل» في جائزة بوي شوان فاي الخامسة عشرة – حبًّا في هانوي، التي تنظمها الصحيفة الرياضية والثقافية (وكالة أنباء فيتنام).
وهكذا، فإن ما بدأ حركة حبٍّ للشعر في قرية بضواحي هانوي، امتد اليوم إلى مختلف أنحاء العالم.
الصورة: الشاعر نغوين كوانغ ثيو، رئيس اتحاد كتّاب فيتنام، وكان أمين سرّ المسابقة. (تصوير: خيو مينه/فيتنام+)
وقال السيد نغو مانه كوانغ، رئيس جمعية شعر لانغ تشوا ومدير اللجنة المنظمة للمسابقة، بفخر إن كل من يكتب الشعر يمكن اعتباره «زارعًا». فهذه بذور لروح جميلة تُدعى الشعر. تُزرع هذه البذور في حقل الحياة، ليحصد الجميع ثمار التعاطف.
وخلال فترة المسابقة التي امتدت فصلًا دراسيًا كاملًا (من فبراير إلى أغسطس 2025)، تلقت اللجنة المنظمة أكثر من 1500 قصيدة من أكثر من 500 مؤلف من داخل البلاد وخارجها.
ويُذكر أن جميع القصائد المقدّمة نُشرت على الصفحة الشخصية في فيسبوك للشاعر نغوين كوانغ ثيو، رئيس اتحاد كتّاب فيتنام وأمين سرّ المسابقة، ليطّلع عليها القرّاء وأعضاء لجنة التحكيم. وقد أتاح ذلك فضاءً للتفاعل المباشر، مقرّبًا الشعر من جمهوره.
ويرى الشاعر نغوين كوانغ ثيو أن موضوع المسابقة مسّ الكتّاب بعمق، لأن لكل إنسان الحقّ والرغبة في التعبير عن حبه للأرض التي ربّته.
وقال: «إن كل ديوان شعري قُدّم إلى المسابقة هو صوت فريد، مفعم بالصور والمشاعر عن الأرض والناس الذين يحبهم الكاتب. وعلى الرغم من أن الأرض والناس المصوّرين في القصائد ينتمون إلى أماكن بعيدة، فإنها جميعًا تحمل جمال الحياة الأرضية وقدسيتها».
وضمّت لجنة التحكيم هذا العام أسماء أدبية مرموقة، من بينهم الشاعر نغوين فييت تشيين، والشاعرة دينه ثي نهو ثوي، والشاعر فام دونغ، والشاعر نغوين نغوك فو، والكاتب فام ليو فو.
كما أطلقت اللجنة المنظمة بهذه المناسبة مجموعة شعرية بعنوان «الزارع» (دار نشر اتحاد كتّاب فيتنام)، في مجلد يتجاوز 600 صفحة، يضم مختارات من أكثر من 500 عمل لأكثر من 250 مؤلفًا شاركوا في المسابقة من فيتنام وخارجها.