2. صورة جماعية للمشاركين في مخيم سراواك الدولي للفنون 2025 خلال حفل الختام.
شكّل مخيم سراواك الدولي للفنون (SIAC) 2025 منصة ثقافية عالمية جمعت 31 فنانًا من 14 دولة، مؤكّدًا قدرة الفن على بناء جسور إنسانية قائمة على الإبداع والتفاهم والصداقة. وأُقيمت الدورة الثانية من المخيم في مدينة كوتشينغ خلال الفترة من 11 إلى 15 ديسمبر، حيث تلاقت التجارب الفنية المتنوعة مع التراث المحلي في حوار بصري وإنساني ثري.
1. داتوك الدكتور عبد الرحمن جنايدي يؤدي مراسم قصّ الشريط إيذانًا بافتتاح الفعاليات.
افتتح المخيم نائب الوزير في دائرة رئيس الحكومة الماليزية، داتوك الدكتور عبد الرحمن جنايدي، الذي أكد أن حكومة الولاية ومفوضية مدينة كوتشينغ الشمالية (DBKU) تواصلان دعم الفنون والثقافة والتعليم الإبداعي بوصفها عناصر أساسية للابتكار والوحدة الاجتماعية والتنمية السياحية. وأعلن في كلمته عن تنظيم أول مهرجان فني لمدينة كوتشينغ العام المقبل، بالتزامن مع الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم المدينة، في خطوة تعزز حضورها الثقافي إقليميًا ودوليًا.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية فناني سراواك، سيباستيان جونغ، أن المخيم لم يكن مجرد فعالية فنية، بل مساحة للتبادل الثقافي العميق، حيث أنجز الفنانون أعمالهم في موقع الحدث، مستلهمين المدينة ومعالمها الثقافية، إلى جانب خبراتهم القادمة من بلدانهم الأصلية. وأسهم هذا التفاعل في إنتاج أعمال تعكس هوية سراواك وتجربة إنسانية مشتركة، مع إتاحة الفرصة للجمهور المحلي للتواصل المباشر مع الفن المعاصر.
وتجلّى تميز المخيم في تنوع تجاربه، من إشراك الطلبة في العملية الإبداعية، إلى ورش العمل والنقاشات المفتوحة التي عمّقت فهم المشاركين لثقافات بعضهم البعض. وقد أشار عدد من الفنانين إلى أن هذه التجربة منحتهم رؤية جديدة للعلاقة بين الفن والطبيعة والمجتمع.
قدّم الفنان من هونغ كونغ إيدي لوي عملًا كولاجيًا مستوحى من أشجار سراواك العتيقة والحِرف اليدوية، مستخدمًا الورق المُعاد تدويره لإعادة تشكيل شجرة، في إشارة رمزية لاحترام الطبيعة. واعتبر أن المخيم كان تجربة ملهمة، خصوصًا في تفاعله مع الطلبة الذين تحوّل بعضهم من مساعدين إلى مبدعين مشاركين.
3. الفنانة الكورية الجنوبية دا يي مع عملها الفني «من السحاب».
كما لفتت الفنانة الكورية الجنوبية دا يي الأنظار بعملها «من السحاب»، الذي ركّز على الظلال بوصفها حاملًا للذاكرة والزمن، مؤكدة أن الرسم بالنسبة لها تسجيل صادق للإحساس والتجربة الإنسانية، بعيدًا عن التمثيل الحرفي للمشهد. أما الفنان آدي زين من بروناي، فقد قدّم لوحة «جميلة فتاة الأُلو»، محتفيًا بالانسجام بين الإنسان والطبيعة في ثقافة بورنيو.
واختُتم المخيم بافتتاح معرض فني في مدرسة تشونغ هوا الثانوية رقم 4، يستمر حتى 21 ديسمبر، ليكون تتويجًا لتجربة أكدت أن سراواك تمضي بثبات نحو ترسيخ مكانتها مركزًا دوليًا للفنون، حيث يصبح الإبداع لغة مشتركة تتجاوز الحدود.