جاليريشخصيات

عبد الرازق عكاشة يكتب من باريس | سوزان فالادون … قوة الشخصية ومصداقية التعبير

الفنانه الحالمة القوية التي تعبر عن قوة المرأة الفرنسية ورمزيتها

يتواصل معرضعالمي الخاص، الذي تم تقديمه  في عام 2024 بنسختين مقررتين؛ الأولى  في بداية العام الماضي في متحف (مدينةنانت للفنون)، ثم  الثانية في متحف (كاتالونيا )الوطني للفنون في النصف الثاني من عام 2024، لكن في عام ٢٠٢٥ بدأ التفكير  فيرحله جديدة للمعرض في مركز بومبيدو تحت عنوانسوزان فالادون“.عالمي الخاص

تلكالفنانه الحالمة القوية التي تعبر عن قوة المرأة الفرنسية ورمزيتها،  بدأت حياتها  كعارضة أزياء تحت اسم ماريا، ورسامة تحت اسم سوزانفالادون،  تعلمت الرسم من خلال مراقبة وتتبع الفنانين الذين تعمل أمامهم كموديل.

انبهر ادجار ديجا  برسوماته الأولى بخطوطها الصلبة والمرنة،  في ذات الوقت حيث كانت تستمد موضوعاتها من مشاهد الحياة اليومية،النساء من حولها وابنها ومن البورتهات  الذاتيةالتي حافظت علي رسمها طوال حياتها،

وتظهر فالادون الصرامة والجدية المفترضة: في الرسم ، بل قالت “(يجب أن  اكون قاسية مع. نفسي

وأن يكون لدي ضمير، الابداع وأن انظرإلى نفسك في وجهك. فاصدق ما رسمت )…

في عام 1892، بدأت الرسم بالزيت وأنتجت لوحاتها الجادة في البحث بلا هوادة رسمت نفسها وعائلتها: أمها، وابنها، وزوجها، وأختها،وابنة أختها. كانت تجلسهم كموديلات  وبعد ذلك، عندما جاءت الشهرة في عشرينيات القرن العشرين، قامت برسم صور مخصصةلأصدقائها في عالم الفن

تحولات وتمرد علي المتمردين

بعد أن ظهرت سوزان عارية، في لوحات الكبار في العصر رينور وتولوز لوتيرتك وديجا وغيرهم، جاء دورها لرسم صور عارية للرجال  وكانتأول أمرة معاصرة تقرر رسم الرجال كموديل عارٍ بلاخوف أو خجل، وقالت أرى أجسام الرجال بديعة جميلة، لاتقل عن جمال أجسام السيداتطالما الأمر يتعلق بالإبداع والفن بعيدا عن الرغبات المسكونة بكل ماهو سيء وشهواني  فقط .

وهذا الموضوع كان مخصصا لفترة طويلة لرسم الرجال فقط، حيث فرضت رؤية كسرت  بها تقاليد عصرها. هي على الأرجح أول فنانةمعاصرة ترسم رجلاً عارياً من الأمام، مع إظهار أعضائه التناسلية كاملة.

المعرض التجوال والابتكار

خلال التجول في المعرض وجدت أنها تعرض لوحات الفنانين المعاصرين لها وأصدقائها أحيانًا في حوار مع أعمالها ، كسوزان فالادونيسلط هذا المعرض الضوء على اتساع وثراء رحلتها الحقيقة لتنتقل من قرن إلى القرن التاليبين ثنايا الإبداع بجمال ويسر سلاسة فيالرسم والتعبير وقوة الحضور

البدايات ورسم خطوط المستقبل

كانت  الفنانه محظوظة ، وقفت فالادون أمام رسامين مشهورين مثل الأكاديمي (جوستاف فيرثيمر، ) وأمام فناني المدرسة الرمزية؛ جان جاكهينر وبيير بوفيس دي شافان، ومن ثم  أمام الانطباعي أوغوست رينوار، والنحات بول ألبرت بارتولومي، وأمام الرسام الشاب  العبقري  المجنون (هنري دي تولوز لوتريك ) فتحولت من موديل إلى عاشقة. دخلت مع المجنون القزمالذي تلفظه نساء وفتيات الليل في حي بيجال(الطحونه الحمراء) – بعلاقة غرام وعشق، أحبت الإنسان وقلق الفنان انسانية تولوز وليس شكله، أحبت فنه وخطوطه الشجاعةهذه هيالإنسانية التي أحدثكم عنها دائما  حب  العقل الإنسانية وليس عبادة الجسد والأنانية، فكانت تربطها به علاقة غرامية قوية .

كان لوتريك  هو  من أطلق عليها الاسم الأول سوزان، في إشارة دلع إلى (سوزانا التوراتية) حسب التوراة.

أثناء جلسات الرسم  كان تولوز لوتريك العاشق مجنون  الفنانه التي رسمها في الإعلانات الليلية والاسكتشات السريعةرسم صدرها  فيلوحات حالمة ، كان  بالنسبة لهاقناويالإبداع وهيهنومةالعشق والهيامكان يراقب فالادون  في الحركات والجلوس والرسم  وكموديل وهي تسأل وتتعلم وتحاورتستمع وتتعلم التقنيات المختلفة ،للرسم والتلوين من خلال مشاهدة الأساتذة وهم يرسمون. وبناءً علىطلب  الأستاذ بارتولوميو، تشجعت  واستأذنت  تولوز الحبيب وعرضت رسوماتها على ادجار  ديجا  الملهم. فأعجب بموهبته، فقال لها : “أنتواحدة منا

رسامة ضمن كتائب العباقرة

رغم ان  فالادون لم تقف أمام ديغا مطلقًا، من قبل لكنه  حين  احب  أعمالها  قرر ان يفتح له أبواب الاستوديو الخاص به، وعلمها أصولالحفر الغائر على آلته المكبس الخاص به واشترى العديد من رسوماتها لتشجيعها

أهم أعمالها التاريخية

الصيادون ورمي الشبكة، 1914 (زيت على قماش) ضمن مقتنيات مركز بومبيدو، المتحف الوطني للفن الحديث، باريس  شراء من قبلالدولة، 1937؛ وهنا تقدم فالادون عملاً يبدو كلاسيكياً يبدو فيه الانتقال من الفن الأكاديمي إلى عمل معاصر. تصور الجسد العاري  للفنان  أندريه أوتير وهو يلقي شبكة صيد على حافة شاطئ في كورسيكا.

يتم تحويل نفس الإشارة من ثلاث زوايا مختلفة إلى حركة دائرية تسلط الضوء على المنحنيات الرياضية للنموذج. يحتفل هذا العري الذكوريبجمال الجسم بألوان دافئة وحسية، بدون إخفاء جنس الرامي بواسطة الشبكة.

هناك نظرية تقول إن فالادون قامت بتغطيتها بشكل متواضع  بورقة التوت حتى يتمكن من تقديمها في صالون المستقلين في عام 1914 فكان هذا هو آخر عمل لفالادون مخصص للعري الذكوري.

الزهرة السمراء

الزهرة السوداء، 1919 (زيت على قماش)، وتم تصوير  هذه السيدة باسم الزهرة السوداء بكامل طولها وهي تنظر بثبات وفخر إلى المشاهد، ويبدو أنها تخرج من حمام في وسط الطبيعة. بجسدها الرياضي، الذي تم تحديد منحنياته بخط أسود سميك، أشبه بخطوط جورج رووه رسام الكنائس الشهير ، وهنا يمتزج الجسد تقريبًا مع المناظرالطبيعية المظلمة المشبعة بالأشجار التي تحيط به بنظرة أنثوية.

تمثل فالادون المرأة السوداء هنا، دون أية غرابة أو استعلاء. ومن خلال إعادة تصوير إلهة رومانية قديمة كامرأة سوداء، ربما أردت الفنانهتحديث التقاليد التاريخية الفنية وتوسيع تعريف الجمال ضد سذاجه هذا العصر الذين كان الفنانون فيه يتخذون الأجساد البيضاء رمزاللجمال ، وهذه اللوحة واحدة من خمسة أعمال في سلسلة تم  رسمها في عام 1919 وتم تقديمها في صالون الخريف في العام نفسه

باسم فينوس السوداء

باريسعبدالرازق عكاشة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى