حوار مع الشاعر اليوناني والطبيب ديميتريس ب. كرانيوتيس
الشعر والطب. كلاهما يهتم بشكل عميق بالحالة الإنسانية

ديميتريس ب. كرانيوتيس شاعر يوناني مرموق، دكتور في الأدب وطبيب، تجاوزت أعماله حدود اللغة والثقافة. بصفته رئيسًا لمؤسسة CIESART في اليونان وسفيرًا للسلام عبر الشعر، حظيت إسهاماته الأدبية بتقدير عالمي. نشر أحد عشر ديوانًا شعريًا بعدة لغات، وتمت ترجمة أعماله إلى 36 لغة، مما رسخ مكانته في الساحة الأدبية الدولية. في هذا الحوار، يتناول كرانيوتيس تأثير التعليم اليوناني القديم، والعلاقة المثيرة بين الشعر والطب، ودوره كسفير للسلام، معبرًا عن فهم عميق للطبيعة الإنسانية وقوة الكلمات في إحداث التغيير.
حوار مع الشاعر اليوناني والطبيب ديميتريس ب. كرانيوتيس
- دي ستيفانو كييزا
6 مارس 20251) بالنسبة للتعليم المبكر، هل تدرك الإسهام الهائل لليونان القديمة في مجتمعنا الحالي؟
كرانيوتيس: نعم، بالتأكيد! لقد كان للحضارة اليونانية القديمة تأثير عميق على التعليم المبكر، ولا تزال أفكارهم وإسهاماتهم تتردد في نظم التعليم الحديثة. كان اليونانيون روادًا في تطوير الفلسفة، والمنطق، والرياضيات، والبلاغة، وكلها أسهمت في تأسيس التعليم الحديث. قدم الفلاسفة اليونانيون، وخاصة سقراط وأفلاطون وأرسطو، إسهامات كبيرة في نظرية التعليم. لا تزال الفلسفة اليونانية القديمة جزءًا أساسيًا من المناهج التعليمية اليوم، وما زالت أفكارهم حول الأخلاق والمنطق والسياسة توجه التعليم المعاصر.
2) بصفة كونك دكتورًا، هل يمكن العثور على صلة بين الشعر والطب؟
كرانيوتيس: نعم، هناك صلة غنية ومثيرة بين الشعر والطب. كلاهما يهتم بشكل عميق بالحالة الإنسانية. يستكشف الشعر التجارب العاطفية والنفسية والوجودية، بينما يهتم الطب بصحة الإنسان وعلاجه. كما أن هناك جودة علاجية في كل منهما؛ فالطب لا يقتصر على العلاج الجسدي بل يمتد ليشمل الرعاية العاطفية والنفسية، بينما يوفر الشعر نوعًا من التطهير والإحساس بالترابط. يجب على كل من الأطباء والشعراء امتلاك إحساس عميق بالتعاطف لفهم الآخرين بصدق.
3) لقد كتبت 11 كتابًا وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات. أيها الأكثر أهمية بالنسبة لك؟
كرانيوتيس: أعتبر جميع كتبي وترجماتي ذات أهمية متساوية. لقد نشرت 11 ديوانًا شعريًا في 7 لغات، وترجمت أعمالي إلى 36 لغة، مما يعكس أن شعري يتردد صداه لدى القراء من مختلف الثقافات.
4) ما هو دورك الدولي في “CIESART”؟
كرانيوتيس: أنا رئيس مؤسسة CIESART في اليونان ونائب رئيس المجلس الاستشاري العالمي لغرفة الكتاب والفنانين الدولية (CIESART) التي تتخذ من إسبانيا مقرًا لها.
5) ماذا عن أنشطتك في إيطاليا؟
كرانيوتيس: تم تكريمي من قبل عدة مؤسسات إيطالية، حيث أصبحت أكاديميًا في عدة أكاديميات مرموقة. كما نُشر كتابي “Foglie vocali” [أوراق الحروف] في إيطاليا، وحصل على جائزة “لوكيوس أنايوس سينيكا” الدولية للأدب المعاصر في عام 2023.
6) هل تشعر بالقرب من الثقافة الإيطالية؟
كرانيوتيس: نعم، أشعر بقرب كبير من الثقافة الإيطالية، نظرًا للروابط التاريخية والثقافية والجغرافية العميقة بين اليونان وإيطاليا. التراث المتوسطي المشترك، والأدب الكلاسيكي، والفلسفة، والصلات الفنية كلها تسهم في هذا التقارب.
7) ما هو التزامك بالسلام كسفير؟
كرانيوتيس: التزامي بالسلام كسفير ينبع من إيماني بأن الكلمات والفن يمكن أن تُحدث تحولات في القلوب والعقول. أستخدم الشعر كأداة لتعزيز التفاهم والحوار بين الشعوب والثقافات. أشارك في قراءات عامة ونقاشات وتبادل ثقافي يشجع على الخطاب السلمي.
8) أخيرًا: قصيدة عن السلام
هذه قصيدتي بعنوان: “أنشودة إلى بطل السلام”
لقد وُلِدت مرة
من أجل ألف ثورة
ومتَّ مرة
بألف قيامة
أنرتَ المثل الأبدية
في صدور مليئة بالأحلام
ونفختَ كلمات الشعراء
في رياح متناغمة
جرحتكَ جراح بلا وجه
ولطمتَ المظالم
قاتلتَ من أجل الحرية
وانتصرتَ للسلام
السيرة الذاتية لديميتريس ب. كرانيوتيس [اليونان]
وُلِد ديميتريس ب. كرانيوتيس عام 1966 في منطقة لاريسا، وسط اليونان، ونشأ في قرية ستوميو. درس الطب في جامعة أرسطو في ثيسالونيكي وحصل على درجة الماجستير في الطب من جامعة ثيساليا. يعيش في لاريسا ويعمل كطبيب مختص في الطب الباطني. نشر 11 ديوانًا شعريًا تُرجمت إلى 36 لغة، كما أنه رئيس تحرير أنطولوجيا دولية باللغة الإنجليزية تضم 205 شعراء من 65 دولة. حصل على جوائز دولية عديدة، ودُعي للمشاركة في مهرجانات شعرية حول العالم. تم تكريمه بلقب “شاعر الأدب” من قبل منظمة United Poets Laureate International في الولايات المتحدة، كما شغل عدة مناصب أدبية بارزة، منها رئيس جمعية الشعراء العالميين، ورئيس لجنة الكتاب من أجل السلام في PEN اليونان، وسفير لحركة Poetas del Mundo في اليونان.