

يحتفي هذا الكتاب الصادر بالإسبانية، بالفن الشعبي، ذلك الفن الذي تبدعه النساء بشكل رئيسي في مختلف شعوب العالم. ومع ذلك، فقدتم تحديد نطاق جغرافي مقصود يقتصر على العمليات الفنية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فقط. لا شك أن هناك اهتمامًانسويًا واضحًا خلف هذا العمل التوثيقي، حيث يسعى الكتاب إلى التعرف بعمق أكبر على الإبداع الفني النسائي: ماذا تنتج النساء؟ كيفيبدعن؟ وما هي المعاني التي تنبثق من أعمالهن؟
يتميز الفن الشعبي في أمريكا اللاتينية بتنوعه الهائل، فبينما يزدهر في بعض المناطق أكثر من غيرها، لا يوجد بلد في المنطقة يخلو منأشكال هذا الفن. وغالبًا ما يُنفّذ باستخدام تقنيات وأيقونات ذات جذور تقليدية عريقة، بعضها مهدد بالاندثار، إلا أن تعبيرات فنية جديدةتنبثق يوميًا في مختلف أنحاء القارة. من هنا، تبرز أهمية استكشاف العلاقة الوثيقة بين التقليد والحداثة، وإيلاء الاهتمام لكل من الأشكالالفنية الشعبية الراسخة، وتلك التي نشأت حديثًا، مع متابعة التحولات التي تطرأ عليها.
في الوقت نفسه، نشهد في العديد من مناطق أمريكا اللاتينية تطورًا في العلاقة بين التصميم والحِرف اليدوية، وهي علاقة ترتبط بشكلمباشر بالتوازن بين الإرث التقليدي والتطور المعاصر. فعلى سبيل المثال، سواء كان الحديث عن المنسوجات أو الفخار، فإن هناك تفاعلًا – لايخلو من التعقيد – بين المصممين المدربين أكاديميًا والحرفيين التقليديين. إضافة إلى ذلك، تتقاطع هذه العلاقة مع فوارق اجتماعية ووطنيةوجندرية، مما يخلق أحيانًا ديناميكيات غير متكافئة بين الأطراف المختلفة.
يقدم هذا الكتاب مجموعة من النصوص التي تشكل تعددية صوتية أصيلة، تتفاعل في إطار حوار تخيلي يجمع بين أصوات متشابهةومختلفة في آنٍ واحد، مما يمنح القارئ فرصة لاستكشاف ثراء الفن الشعبي النسائي في سياق التعددية الثقافية.
في مقدمة كتاب “التداخل الثقافي والممارسات الجمالية والحرفية: النساء، النسوية والفن الشعبي” تؤكد الكاتبة إيلي بارترًا على أن الفنالشعبي في هذه المنطقة غني ومتعدد الأشكال، حيث لا يوجد بلد يخلو من مظاهره. ورغم أن بعض الحرف التقليدية تواجه خطر الاندثار،فإن تعبيرات جديدة تظهر باستمرار، ما يعكس العلاقة الوثيقة بين التراث والحداثة. كما تسلط المقدمة الضوء على التفاعل المعقد بينالتصميم الحديث والحرف اليدوية التقليدية، خاصة في مجالات مثل النسيج والفخار، حيث تنشأ أحيانًا علاقات غير متكافئة بين المصممينوالحرفيين من مختلف الطبقات الاجتماعية والخلفيات الثقافية والجندرية.
يتناول الكتاب أيضًا جهود المؤتمرات واللقاءات الأكاديمية في دراسة الفن الشعبي النسوي، مثل الندوات التي نظمت في المكسيك والبرازيل،والتي ساهمت في توسيع النقاش حول الحرف التقليدية ودور النساء فيها. وتشير الكاتبة إلى التحديات التي تواجه الباحثات في هذاالمجال، حيث غالبًا ما يعملن في عزلة بسبب قلة المساحات الأكاديمية المخصصة لهذا النوع من الدراسات.
يتميز هذا الكتاب بتعدد أصواته، حيث يجمع بين آراء باحثات وأكاديميات وحرفيات، مما يخلق حوارًا متنوعًا ومتناغمًا. كما يتناولموضوعات مثل الفن الشعبي كمقاومة ثقافية، والعلاقة بين الصوت والموسيقى في الحرف التقليدية، ودور النساء في إنتاج وتوزيع وتسويقهذه الفنون. تقدم المقدمة رؤية شاملة للكتاب بوصفه جهدًا يهدف إلى توثيق وتقدير الفن الشعبي النسوي، وإبراز دوره في تشكيل الهويةالثقافية والاجتماعية في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
📖 للاطلاع على الكتاب بالكامل: