أدب

رفات حلم (قصيدة)

شعر أحمد مصطفى سعيد ، مصر

أحمد مصطفى سعيد

١

ارحلْ

إذ روحُكُ اشتاقتْ الونسَ

وسطَ كلِّ هذا الزِّحامِ الوَهمي

من يصغون لآهاتِكَ

بقلوبٍ صمّاءَ

وعيونٌ ترى دمعَكَ

قطرَ ندى

٢

ارحلْ

وأنتَ فى نهايةِ الطريقِ

وكفُّكَ بين خيبةٍ ورجاء

وهى طارقةٌ بالفرحِ

بابُ الجنَّةِ

حمَلها بُراقُ الاشتياقِ

ولا أحدَ

٣

ارحلْ

وانت ترى خُطاكَ

الصابرةَ على رمضاءِ

الهزائمَ بالأمسِ

وهديَّةُ الأيامِ

تمثالٌ من رملٍ

يدوسُهُ أوَّلُ

أعمى قلبٍ

٤

ارحل ْ

مبتسماً

وأنتَ تودِّعُ العالمَ

فماذا حصدتَ

منه غيرَ الوجعِ

فحقولُ قلبِكَ القروىِّ

لم تطرْحْ غيرَ نوّار

البراءةِ

٥

ارحلْ

ولا تخفْ

هى آخرُ ثوانٍ لكَ

ابْصُقْ على وجهِ العالمِ

واعتذرْ للشيطانِ

ما كان لك ذنبٌ

هى الأرواحُ المدنَّسةُ

بوهمِ الخلدِ الخرافيِّ

والبطونُ التى لم تبشمُ

والفٌتاتُ حلمُ صبيِّ

عيناهُ رفاتُ حلمٍ

٦

ارحلْ

كل ما قابلتَ

سلامُها ابتسامةٌ

واللقاءُ حضنٌ سرمديٌّ

والتحايا قُبَلٌ عدنيَّةٌ

واذا ضربَ الشوقُ لهفةً

كان العتابُ نهداً بربريّاً

وخصرٌ اغريقيٌّ ينثر ُ

الخدرَ حشيشاً صافياً

والساقُ مغاليقٌ

لجنَّةٍ أبديَّةٍ

هي ساعاتٌ والعقلُ غافلٌ

فلا يجتمعُ جدبُ جيبٍ

مع أنثى جنيةٍ

قدُّها من صهدِ نشوةٍ

والساقُ القطيفةُ

ناريةٌ

٧

ارحلْ

ما دامتْ كلُّ القنواتِ التلفازية

تصرخُ وااااه حنظلةً

والعربُ يلبّون

لبيكِ يا عبوديّةَ

صمتٌ

خرسٌ

عرجٌ

موتُ والاجسادِ

حيَّةٌ

شعر أحمد مصطفى سعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى