
الأشجارُ عند بعضِها والوطنُ مِدخَنة
شعر، نُسيبة عطاء الله، الجزائر
أردتُ أن أشتمَّك ككلبة
أن أسعرَ فيكَ كذئبة
أن أقتلِعَ قطعةً مِنكَ وأمضغَها
أن أمتصّك وأختلِجَ بكَ
وأستمِعَ إلى مَجرّاتٍ لم أعرِفها من قبلُ تتكوّن داخلي
(نواميسَ مِندائيّة)
أشعُرُ بأنِّي سأقفِزُ على أطرافيَ الأربعة
وأقودُ السّماءَ على ظَهري نحوَ مكانٍ لا ترانا فيه
فاللهُ دائمًا يقتحِمُ عليَّ فِكرَتي في انتزاعِ صدري، وحشوِهِ في فَمِك
أوووف تُزعجني أسنانُك الحافية
لأنَّ وحشيَّةَ قضمِكَ لم تكُنْ كافيةً أُلقِّنُكَ كإرهابيّةٍ
كيفَ تَطحنُني بلسانِك
وأَثِبُ على جسدِك
لأنبُشَ عن تلكَ الرّائحة التي تُحرِقُني
كخُبْزِ العِيش الطّازَج
يُداهِمُني اللهُ أيضا
عندما أشُقُّ دِماغي لأدُسَّ عَرَقَكَ في جميعِ الأجراس
ولا يترُكني الله وشأني
مع هذا الحابِلِ من الاشتهاء.
لا يتركني هذا النّابلُ من الاشتهاء مع الله
لا يتركني هذا الوابلُ من الدّمِ وشأني
مع نفسي…
ليس بإمكاني التّراجع عن أقسامٍ غليظة
نضجَتْ على أغصانِ الطُّورِ
حُبلى بالزّيتونِ وعسَلِ البَيّارات
عيناكَ شاهِدُ عُروبتِها
ليتني الهيكلُ لأبُقّ بحصَتي
لَكَم.. ولَكَمْ تخاطفَتِ السّاعاتُ لهفتَنا
مودوعةٌ أقراصُ حاجتِنا لأمانٍ مَنهوب
ثمّ على ماذا يبكي دُخانُ زنابقِنا في القِبابْ؟
إذا لم يَعُد في الأرضِ أبقارٌ لا فارِضٌ ولا بِكرٌ عَوان.
بينَ ذلكَ،
أُسمّي حُجَّةَ هذي القُدورِ التي تغلي في أوصالي
دِيّاتٍ مدفونَة
ماذا سأفعلُ بولائمَ لنْ تُطعِم الجوعى؟
لنْ تُحيِيَ الموتى
وأنتَ كلُّ أسبابِ البُكاءِ على الزّمن
..
مِن هذا العِشقِ وذاكَ
فردتُ على اللّوحِ جميعَ أسبابِ بقائِي حَرْبَةً!
داهنتُها، راوغتُها، لقّمتُها أصابِعي
نادمتُها دمي، لاعبتُها بآخرِ غمّازةٍ في القَلب
لكنَّها كَشَّتْني مع تاجِكَ، عرشِكَ، سِجنِكَ، حَربِكَ، بئرِكَ
وكلُّ مِصرَ هبَطْتُها
لَم يتسنَّ لي إلا أنْ أُقطِّعَها حتّى أراكَ عزيزًا على جِراحي
نبيًّا رغمَ ندوبِكَ والعالَم..
تابَعَني بُرعُم مِلْحٍ مِنَ الإصّيص
كانَ يُلوِّحُ مُتضخّما مِن زُجاج الكأس
مثلَ أطيافِ الحزنِ في العرس
إلهي قد بَكيتُ أمامَهُ في كومةِ السّكاكينِ
وأنا نِيّتي أن أَترُكَ أنفِيَ فيها
قُمتْ -مِثلَ كلِّ عيدٍ- بحَواسي أَشدَّ التصاقًا بي
من الله في خشيَتي عِصيانَه/نِسيانَهُ
مع ذلكَ، أريدُ أن أسلَخَكَ بأعنَفِ أجزائي
يُسبّحُ لساني ثمّ يَسهو في الطّريقةِ التي تُحمِّرُ وَجهِيَ
قُدّامَ تاريخِيَ العَريقِ مع النّبذِ
والآباءِ القتلى
قُدَّامَ حياتي المستهلكةَ بعجب، تَجوعُ لبذرتِها الأولى
قبلَ أن يمتصَّها رِجالٌ مُنتهو الصلاحية
ويغادروا إلى الدّنيا
جُدُدَا
ببطاقةِ السِّعرِ التّي تَحرُثُ الإهابَ
استنتجتُ عُمرَ قُبلتِكَ الاستدماريّةِ
فأنا كم ابتلعتُ ضَحاياها وخطّطتُ لِأن يُطبَعَ عجزي
أمامَ سحّاباتِ الظَّهر، في كلّ طَلقٍ
لَمْ تَخِطهُ ماكينَةٌ باسمِ كَ/البلادِ/الجهادِ/المستوطناتِ/الزَّبَدِ/الأصدافِ/ الغُيومِ المُمزَّقة/الزّيتِ/الصَّعْتَرِ/ الأبَدِ/ أربعينَ سنةً/ السّبتِ/العِجلِ/الكهفِ/الألواحِ/الذّهبِ/جبريلَ/الميزانِ/ الرُّؤى/ أحدَ عشرَ كوكبًا/الحدودِ الكامِلة
أَرفَعُ دُعائي ليُفرِغَ اللهُ البُنَّ على مَناطِقي المهجورَة، وأُحَيِّيكَ من جَنّةِ الأَسرى
أُغنِّي لكَ سَريرا كانَ سيُنقِذُ آخِرَ غُرزَةٍ تَجمَعُ التَّوراةِ
أَركَعُ مع الرّاكِعينَ في أخاديدَ تنتمي
إلى قصيدةِ ريتَّا
وبينَ البُندقيّةِ وفاتحةِ الكِتابِ، شعوبٌ وقبائلُ
تَشاكلَتْ في الموتِ
أين اللهُ، أين السّماءُ، أين القُدسُ وأينَ أنت
ليتقلّصَ الظِّلُ
في أجسادِ الوَحيداتِ مِثلي
كُثبانُ هذا الصّباحِ في الحَناجرِ:
سليمانُ، عمرُ، صلاحُ الدّين، قُطُز، جَدّي وجدُّكَ
وآلافُ السّيوفِ التي تُصَلْصِلُ في المقابِر
حُبُّنا المَبرومُ في الكَراسي والأسلاكِ والسّلاسلِ وقذائِفِ حِزبِ اللهِ والدّيكِ الرّومِيِّ على مائدةِ الجامعةِ العربيّةِ
وقهقهاتِ إبليس
والحِمسِ في أولى قوائمِ الطّبخاتِ العالميّةِ
لأحلامِنا الغابيّة
أنا أحبّكَ حتى عندما ابتلعتُ ضَبًّا
مِن قَبيلِ (الكارما) ومُشتقّاتِها
..
كما ينبغي للقلبِ أن يزورَ مآتمَه
حكايةٌ تنتظرُ الخِتامَ
هيَ التي أتَتْكَ بالحُبِّ كُلِّهِ خَالِصَةَ الثّورةِ
تَحمِلُ الصّباحاتِ أعشاشًا في الأغاني
تُوَنِّسُها حقائبُ الكلماتِ
فتُعدِّلُ جِلدَها كيْ لا تتآكلَ مثلَ حُلمِي بالاتّحاد العربي!
قمتُ أؤهّبُ الجُمَلَ التي لن تصدَأَ على وقفَتِنا الأخيرةِ
بينما… قد وقّعوا ليسَ مَجازا
كما قد غادرتَ حقا؟!
لم أجِدْ ذِراعَكَ أسيلُ عليها،
بوهمِكَ، أرضِكَ، السِّيانِ في المَعاني الضّائعة
قد كُنّا يُطرِبُنا الوَردُ على شِفاهِ القهوةِ
دخلنَا في خُطوط الفناجينِ
وابتلعَتْنَا عُيونُ العابِرينَ على بُقَعِ البَياض
ناهيكَ عن فلسطينَ، الرّمزِ، عينانِ، طفلانِ، العذراءُ وابنُها، أنبياءٌ وقدِّيسونَ كُثر، مَحاريبٌ، قُبَّةٌ، الحواجزُ، أقواسٌ بِلا نهايةٍ
أنا وأنتَ
الطّينُ
الغابةُ
روحٌ مغتصَبةٌ
وهيَ تُنازِعُ في ليلةٍ واحِدَةٍ
كلَّ الخِيانات
أردتُ أن أُدَخِّنَكَ حتّى يُصبِحَ للاحتراقِ جَدوى
و”وردةُ” في مكانٍ ما، ليسَ معروفًا إن كانتْ تُغنّي
أو تَنعِي
“بَودّعَك وبوَدّع الدّنيا معَك”
…
هل تشاكسُني نارُكَ؟ هل تُراوِدُني مَوقِدي؟
هل تُؤَلِّبُ عليَّ المَضاجعَ؟
هل تُذكِّرُني ثُمَّ تَنسى؟
هل تُجنِّدُني ثمّ تكسِرُ الأوسِمَة؟
هل تشتاقُني ولا ننتصِر؟
هل سيغفرُ اللهُ لنا؟
هل سنَعبُر إلى الضّفةِ الأُخرى مَعًا؟
هل ستجمعُنا غرفةُ تعذيبٍ، زنزانةٌ، مَشرحةٌ، بُقعةُ ضوء… معًا؟
هل سنُصلّي في الأقصى معًا؟
هرِمَتْ هذهِ المومياءُ
في حِراسَة الباب
اللهُ في شَتّى أفكارِ قتلِكَ عِشقا
والأحزانُ تتدَخّلُ
تحشرُ المَقْدِسَ بينَ تَماسِّنا
مَنِ الّذي أَدخَلَ التِّلْفازَ في ألعابِنا؟
فعلَى مِنَصَّةِ “صوتِ إسرائيلَ” فتاةُ عَربِيّةٌ فِلسطينيّة
تُغَنِّي “بالقلب خلّيني، وعإديك دفيني
يا حبيب الروح، بالروح خبيني”
وشابٌّ يَهُودِي يُلهِبُ المسرحَ بأُغنيَةٍ جزائريّة
“ايه يا الزينة ما درتي فينا أنا وقلبي (خوّسنا) عليك ما لقينا)
ربّما لأجلِ هذا اخترعوا مصطلحَ التّطبيعِ
لكي تَمْحُوَ الأغاني الخيبةَ وتكتُبَ الحُبّ
لِيتسرّبَ كُلُّ رَجُلٍ إلى حبيبتِه
مِن منافِذَ مَغشوشَة
ويَهمِسَ لَها “أُششششت” بدلَ “أَحححح”
رُبّما لهذا بِعتَ قَضِيَّتي للمِزمارِ
وذهبتَ تُظاهِرُ بعيدا في أغانِي “فلوران بانيي”
وفي النّسيانِ، وفي قوانينِ البْراغْما
أريدُ أن أغضبَ فيكَ، آهاااتٍ وأووووفاتٍ
مِنْ فَصيلَةِ “يا يوووم ويا بااا”، عِندما الألم يتجلّى جسدا
وزَفَراتٍ
لن تُتقِنَ الأشواكُ ضَبَابَنا
فعد لو سمحتَ
لننكحَ الحقائقَ معًا
حبيبي أنا اللَيلةَ أرتدي لأجلِكَ
الخَريطَة.