أدبشخصيات

أمُّ الشهيد، شعر، وفاء عبد الرزاق، العراق

فلسطين، قصيدة كل يوم

أمُّ الشهيد

شعر، وفاء عبد الرزاق، العراق
لمن يُذرفُ، هذا اللؤلؤ ُ
الأحمرُ ؟
الاحمرُ  الصامتُ نطقًا بلونِ عباءَتِها
الجرحُ  الغائرُ في الروحِ صرختْ ناياتُهُ
 العطشى للصوتِ
الصوتُ المبحوحُ بنوبَتِهِ القلبية الصامتُ
الأخرسُ الصارخُ في ريحِ اللحظةِ.
قبل ان يُدفنَ حليبُكَ الشهمُ،  أنبتَ على علَمٍ فوق النعشِ حكاياتٍ ليليةٍ واهازيجَ
(دللول دللول دللول الولد ي ابني دللول)
لم ينكسرْ قلبُ الجوعِ لكن هامةَ السهرِ مرفوعةٌ.
هززتُ مهدَكَ بالآهِ الشهمةِ حدَّ النزفِ الأخضرِ
والعمْيُ يراقبون كيف ينفطرُ الصبرُ ويعودُ منه اليهِ خجلانًا
لمْ ، لم ، حتى شابت نياطُ القلبِ ولمْ تشكُ
كي يلثغَ كالطفلِ
المدلَّلِ
 اخوكَ الوطنُ أرضعتُهُ قبلَكْ
هدْهدتُ سريرَه قبلَكَ
 علمتُهُ كيفَ يكون الانقى الأحسنَ، الأرفعَ ،الأبقى
تخاصمنا مع الجبارينَ في الحارةِ
وسجّلتُ في البطاقةِ التوأمَ.
اترى جلالة َالجرحِ تحملُ نعشَكَ؟
وكم  رصاصةٌ تهلِّلُ تدلِّلُ ذُبحَ الشرفُ بالنزفِ؟
الشرفُ المذبوحُ لا يحزنْ
الشرفُ ماضلَّ طريقَهُ يومًا
يا الله،،،
قد زُفتْ جناجلُه للقبرِ
وخرخشت دفوفُ
الاطفالِ لأجلِ ابنيَ المفطومَ من الدنيا ولأجل ابنٍ لم يُفطمْ
خمسةٌ وعشرون عيدًا
في النعشِ
فاستقبلْ ياقبرُ أعيادَنا
وكن الأرحبْ
سأنزعُ الثديينَ واضعُهما الشاهدةَ أيها الأرحب
سينُزُ حليبُهما مع الامطارِ
ويسقي ورودًا حولك
ستلتحم سماءٌ بسماءين
وتولدُ أجفانٌ للسنبلِ
السنبلُ لا يبكي ياولدي
وإن أبكوه قسرًا
ينحني قمحًا.
فالمشهدُ اكبرُ من الشعرِ
ومن الكلامِ الأسودِ حزنًا
سينبتُ مع المطر الحرملُ
يعوِّذُ القبرَ  وينتظرُ المصباحَ القادمَ
الريَّانَ بشهدِ الضوءِ
ليُمسِّدَ غُرَّتَهُ ب “يا حي يا قيِّوم”
  قيُّومُكَ هو الأوحد.
نمْ ، نمْ ياولدي
فالأشرفُ يُولدُ مرتينِ
مرَّةً من رحمِ الحُرَّةِ
وأخرى من رحمِ ترابِ الموقفِ.

الشاعرة والاديبة سفير النوايا الحسنة وفاء عبد الرزاق

وفاء عبد الرزاق: شاعرة الطين والنور

في قلب المشهد الأدبي العربي والعالمي، تبرز وفاء عبد الرزاق كشاعرة، وقاصة، وروائية عراقية اتخذت من لندن منفىً ومنبرًا، ومن الحرف خيمةً تستظل بها روحها المشبعة بالحنين إلى الطين الأول. لم تكن الكتابة عندها مجرّد فعل أدبي، بل رسالة سلام، ومقاومة بالجمال، وانتصار للكلمة الحرة في زمن الغبار والرماد.

رشّحت ثلاث مرات لجائزة نوبل للآداب، كان آخرها في عام 2025، حين تقدّمت خمس جامعات عالمية لترشيحها، اعترافًا بتجربتها الغنية وفرادتها الأسلوبية. وقد جاء هذا التتويج بعد مسيرة زاخرة، كان من أبرز محطاتها قصيدتها الأشهر “بيت الطين”، التي أعلن عنها اتحاد كتاب مصر في ندوة أدبية رفيعة بأنها من معلقات العصر الحديث، مانحًا إياها مكانةً أسطورية ضمن تراثنا الشعري المتجدّد.

ولأنها تؤمن بالفعل لا بالقول، اختارت أن تكون متطوعة لدى الأمم المتحدة، وسفيرةً للنوايا الحسنة في المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بالأرجنتين، حاملةً صوت الإنسانية في حقول الأدب والدبلوماسية الثقافية.

أسست وترأست المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام – لندن، والتي تحمل طابعًا دبلوماسيًا دوليًا، ويدور في فلكها مشروع ثقافي طموح يُعنى بالكلمة بوصفها أداةً للسلام. ومن خلالها، أطلقت مجلة “رؤى السلام” التي ترأس تحريرها، كمنصة للحوار بين الثقافات، والفكر، والهوية.

وتمتد إشرافاتها الثقافية إلى المجلات الدولية المتخصصة، حيث تشرف على:

  • مجلة “قطوف الهند” – نيودلهي

  • هيئة التحكيم لمجلة “التلميذ” – وزارة التعليم العالي، جامو وكشمير

  • مستشارة في مجلة “هلال الهند” المحكمة

  • مستشارة في مجلة “صوت شرق الهند” العلمية – جامعة غوهاتي، ولاية آسام

  • مستشارة في مجلة “دراسات عربية” – جامعة جواهر لال نهرو

  • مستشارة في مجلة “الحكمة (ذو المجاز)” – المغرب

نشرت وفاء عبد الرزاق 64 كتابًا مطبوعًا، توزعت بين الشعر، والرواية، والقصة، والنقد، والفكر، وكان لها حضور أكاديمي لافت، إذ نوقشت 169 أطروحة دكتوراه وماجستير ودكتوراه دولة حول أعمالها في أنحاء العالم.

كما دخلت أعمالها البرامج الأكاديمية في كبرى الجامعات العالمية، منها:

  • جامعة السوربون

  • جامعة إفري

  • جامعة سانكانتا – باريس

  • جامعات في الهند، ألمانيا، إيران، الصين، والعراق

وقد بلغ عدد الجامعات التي تناولت أعمالها 62 جامعة حول العالم، فيما تُرجمت نصوصها إلى 11 لغة عالمية، ويجري حاليًا ترجمة أعمالها بالكامل إلى اللغتين الصينية والهندية، توسيعًا لدائرة تأثيرها العالمي. وقد نال منجزها العديد من الجوائز الأدبية العربية والدولية، وكُتب عنها 35 كتابًا نقديًا، لتغدو أحد أبرز الأصوات النسائية التي حفرت حضورها في الذاكرة الثقافية العربية والعالمية بعمق وصدق، وبشعر لا يخشى أن يطأ الجرح، ولا يتردد في أن ينثر الضوء.

وفاء عبد الرزاق ليست فقط اسمًا في سجل الأدب، بل شهادة حية على أن الإبداع، حين يسكنه الإيمان بالإنسان، يستطيع أن يُحدث الأثر، وأن يصنع السلام من كلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى