مسرح قازان الشعري يقدِّم “الليالي المصرية” المستوحاة من كلاسيكيات الأدب العربي الخالدة
كتب أشعارها أشرف أبو اليزيد وترجمها إلدار آخادوف

قازان، روسيا – 21 مايو 2025
“على ضفة قازانكا الساحرة، تكشف الحياة عن روحها في لحظات نادرة، وعندها تدرك أن كل الألم، وكل الشكوك، لم تكن سوى ظلٍّ على الطريق نحو هذا النور.”
استضاف مسرح “ديالوج” الشعري في قازان عرضًا أدبيًا ومسرحيًا فريدًا بعنوان “الليالي المصرية“، وذلك يوم 20 مايو في تمام الساعة الرابعة عصرًا، في متحف مكسيم غوركي وفيدور شاليابين.
استُلهم هذا المشهد الشعري الخاص من العمل الأسطوري “ألف ليلة وليلة“، ومن العمل الأدبي العربي الحديث “ستون رسالة حب إليها“ للشاعر المصري البارز أشرف أبو اليزيد (الدالي)، بترجمة الشاعر إلدار أخادوف إلى اللغة الروسية.
في مزيج أنيق بين الموضوعات العربية الكلاسيكية والمشاعر الشعرية المعاصرة، قدّم عرض “الليالي المصرية” أمسية من الرومانسية والغموض والافتتان الثقافي. وقد شارك في العرض شخصيات بارزة من الأدب والمسرح الروسي، من بينهم إلدار أخادوف، الذي تُجَسِّد ترجماته العمق الحسي والفلسفي للشعر العربي لجمهور المتحدثين بالروسية.
يُعد العرض توليفة شاعرية تجمع بين الشعر الشرقي، الفلسفة، الموسيقى، والمسرح. وفي قلبه، قصائد أشرف دالي، مترجمة بإبداع إلى الروسية، ومُدمَجة ببراعة في سرد “ألف ليلة وليلة”.
وقد حوّل الإخراج الفني القصة المألوفة لشهرزاد إلى مشهدٍ تأمليّ عميق حول الحكمة النسوية، والحب، وقوة الكلمة.
تُلقي قصائد أشرف دالي بوقعها كأنها تعويذات — موجزة، حسية، وغنية بالصور البلاغية. وتتحوّل قراءتها إلى طقس شبه شعائري، لا مجرد إلقاء شعري. وتبرز بشكل خاص رسائل الحب، حيث تبدو كل مقطوعة كأنها حكاية رمزية صغيرة.
- أدّت يوليا غورْيانوفا دور شهرزاد، وهي شخصية معقدة تتطلب الحكمة، الحنان، والدهاء السياسي، وقد تميّز أداؤها بتوازن رائع بين الرقة والثقة.
• جسّد رافائيل خافيزوف دور شهريار، ليس كطاغية فحسب، بل كرجل تمزقه قسوة القلب والتوق إلى الصدق.
• مثّلت فيرا تشيرنيشوفا، أولغا بودرينا، ونيللي كماليفا دور الأخوات، حيث جاءت حواراتهنّ عن الحكمة النسائية كدروسٍ حنونة، تخلو من الوعظ المباشر. وتجسّد كل واحدة منهنّ جانبًا من جوانب الأنوثة.
“الليالي المصرية“ عرضٌ شعريّ تأمليّ، تصبح فيه القصيدة سلاحًا ضد الظلام. إنها ليست مجرد حكاية عن الخلاص، بل شهادة على قدرة الفن على تليين أقسى القلوب.
وقد علّقت الشاعرة أولجا ليفادنيا، التي ألهمت هذا العمل، قائلة:
“يترك العرض في النفس إحساسًا بأننا لم نَشهد مجرد عرض مسرحي، بل طقسًا شعريًا قديمًا — كل كلمة فيه تعويذة، وكل قصيدة مفتاحٌ للخلاص. سعى الحدث إلى تعزيز الحوار الثقافي بين روسيا والعالم العربي، من خلال تسليط الضوء على قوة الشعر والحب العابرة للزمن والجغرافيا. لقد شهد الجمهور رحلة مسرحية امتدت عبر قرون — من حكايات شهرزاد إلى اعترافات الحبّ الشعرية في عصرنا الحديث.
الدخول كان مجانيًا، وقد وُجّهت الدعوة إلى جميع عشاق الأدب، الباحثين، الطلاب، والجمهور العام.