
في يوم النصر الروسي، الموافق 9 مايو، بعث فاديم تيريخين، الرئيس المشارك لاتحاد الكتّاب والشعراء الروس، برسالة تهنئة، بمناسبة تكريم الشاعر والكاتب والمسرحي والشخصية العامة الصينية البارزة كاو شُوي بوسام “مُبدع البريكس” (الرقم 57) من قبل لجنة منتدى الاقتصاد والمالية الروسي بمنظمة البريكس، تقديرًا “لخدمته غير الأنانية للشعر، ومساهمته الشخصية الكبيرة في الأدب العالمي، وكذلك لدوره في تعزيز الصداقة بين الشعوب”.
وقد صدر الوسام عن رئيس لجنة المنتدى المالي الروسي دي لي خان تشين، وسيتم تسليمه رسميًا نيابة عنه من قبل فاديم تيريخين في 27 مايو. ووفقًا للإعلام الروسي، يُمنح هذا الوسام سنويًا لسياسيين وفنانين وشعراء قدموا مساهمات بارزة في الحضارة الإنسانية على مستوى العالم.
يعمل كاو شُوي في السنوات الأخيرة على تعزيز التبادل الأدبي بين الصين وروسيا، ومن ثم تم إصدار مختاراته المترجمة من شعر فاديم تيريخين بعنوان “الطائر الذهبي في الشمس”، عن دار نشر الأدب والفنون “بيي يويه”، في شهر مايو، وسيُقام حفل إطلاق المجموعة في دبي يوم 27 مايو.يضم كتاب “الطائر الذهبي في الشمس” 200 قصيدة مختارة للشاعر الروسي الكبير فاديم تيريخين، الذي يسعى من خلال شعره إلى سبر المعاني الأبدية الكامنة في ظواهر الحياة اليومية. وتُعد قصائده استمرارًا للتراث الغنائي الروسي العظيم الذي أسسه بوشكين، حيث تتخذ شكل حكم وتأملات من العصر الذهبي للأدب الروسي، وأيضًا رموزًا مركبة من العصر الفضي للأدب الروسي. وفي زمن العولمة، يظهر شعر تيريخين تسامحًا حضاريًا تجاه الشرق والغرب؛ فهو يُعجب بحضارة روما القديمة ويمجّد مجد الحضارة الصينية القديمة، مُدرجًا رموزها في شعره.
وبدأ تيريخين دراسته في علم الصواريخ، مما أهّله لأن يقف على امتداد القارة الأوراسية ويتأمل نجوم السماء الأبدية، ونسج برؤاه الفريدة من التجربة البشرية كشفًا حديثًا عن الحضارة.
وقد أشاد العديد من كبار الشعراء في الصين والعالم بهذا العمل الشعري؛ حيث قال جيدي ماجيا، الشاعر الصيني البارز، ومدير لجنة الشعر باتحاد الكتّاب الصينيين، ومنسق حركة الشعر العالمي:
“من دواعي السرور بلا شك أن تدخل قصائد فاديم تيريخين إلى العالم الصيني بهذا الشكل المتكامل. شعره يتجنب البلاغة الزائدة، ويبقى دائمًا في سياق الحياة، ويُقدِّم الألم، الأحلام، المونولوجات، التنهدات، والاعترافات بلا تزيين، مشكّلًا بذلك أسلوبًا تأمليًا في شعره.”
أما الشاعر الكولومبي الشهير فرناندو ريندون، المنسق العام لحركة الشعر العالمي، ورئيس مهرجان مدريد الدولي للشعر، فقد قال:
“فاديم تيريخين تقاسم صوته النبوي مع العالم، صوتًا مفعمًا بالتعاطف والقلق تجاه مصير الإنسانية. نغمة التحدي التي نجدها في شعر ماياكوفسكي حاضرة بقوة في قصائده، لتعيدنا إلى زمن الجائحة، محرّرةً تأملًا شعريًا متواصلًا، ومُغرقةً القارئ في صورة الأرض المُهددة بالموت. يحاول الشاعر أن يجد طريقًا للهروب من أوهام الوجود والموت من خلال حوارٍ مع الله، والإنسان، وذاته.”
من جانبه، قال الكاتب الروسي الكبير فاليري غانيتشيف، الرئيس الأسبق لاتحاد الكتّاب الروس:
“وُلد فاديم تيريخين، الشاعر الذي عاش في أرضٍ ارتبطت باسم العظيم بوشكين، في مكانٍ يحمل رسالة عظيمة؛ إذ إنه موقع دير أوبتينا المقدّس، وموطن المارشال المنتصر جوكوف. تعكس أعماله بدقة أثمن ما في الأرض. فهي لا تصوّر وطنه العظيم فحسب، بل وتؤرّخ للعصر الذي عاش فيه. يرث شعره التقاليد الرفيعة للأدب الروسي، ويتميّز بأسلوب فريد وأفكار فلسفية عميقة.”
وقد تُرجمت العديد من قصائد كاو شُوي إلى أكثر من 30 لغة، ونال جوائز أدبية دولية متعددة. ومن أبرز إنجازاته في الترجمة فوزه بـ”جائزة الفارس الذهبي” في الدورة 12 من المنتدى الدولي للأدب السلافي في روسيا، عن ترجمته لقصيدة “الزمن الشفاف”، وهو الاسم الروسي الأصلي لـ”الطائر الذهبي في الشمس”، والتي تُعد العمل الشعري الأبرز لفاديم تيريخين.
تُمنح جائزة الفارس الذهبي منذ عام 2010 في روسيا لأعمال إبداعية في مختلف الفنون مثل السينما والموسيقى والمسرح والأدب، وتُعرف في روسيا بـ”جائزة بوليتزر الروسية”.
وقد فاز بها كبار النقاد والأدباء الروس مثل إيغور زولوتوفسكي، فلاديمير كروبين، وديمتري ميزغولين، بينما حصل كاو شُوي على جائزة الترجمة ضمن فئة الأدب.
وقد تُرجمت المجموعة من الروسية إلى الإنجليزية ثم من الإنجليزية إلى الصينية على يد كاو شُوي، وصَدرت عن دار بيي يويه للنشر.
فاديم تيريخين هو شاعر روسي، رئيس مشارك لاتحاد الكتّاب الروس، ونائب رئيس الأكاديمية الدولية للأدب الروسي في موسكو. يشغل أيضًا مناصب أدبية وأكاديمية في عدة منظمات، منها “العالم بلا جدران”، وهو مستشار حكومي من الدرجة الثانية في منطقة كالوغا. وُلد عام 1963 في قرية بيسوشينسكي بمقاطعة تولا. تخرّج في مدرسة كازان العسكرية العليا لتخصصات الصواريخ، كما درس في معهد مكسيم غوركي الأدبي بموسكو. عمل في قاعدة “بايكونور” الفضائية، ثم انتقل للعمل الأدبي والثقافي. حصل على عدة جوائز أدبية، من بينها جائزة تاراس شيفتشينكو، وجائزة الفارس الذهبي، وجائزة ستانتسيف، وجائزة الثقافة الإمبراطورية، وجائزة مارينا تسفيتايفا، وغيرها.
ملحمة أوراسيا هي العمل الأبرز لكاو شُوي، وقد نُشرت عام 2018، وفازت بجائزة الشعر الطويل في دورتها السابعة في الصين، وتُرجم هذا العمل إلى الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، وجارٍ العمل على ترجمته إلى الروسية والعربية.
ويقول كاو شُوي إن الأدب الصيني لا يمتلك تقليدًا ملحميًا، كما أن العالم في عصر العولمة يفتقر إلى ملحمة إنسانية موحّدة. لذلك، حاول في هذا العمل أن يصوغ ملحمة بشرية توحّد تاريخ الحضارات السبع الكبرى من بابل إلى الصين. ويطمح من خلال السرد والتأمل، والاعتماد على البنية الشعرية الحرة، إلى خلق ملحمة حديثة تمثل البشرية بأسرها.
وقد كتب الناقد هُوُو جونمينغ مقدّمة ديوانه الشعري الآخر “الرحيل إلى أرض بعيدة بلا مسافات”، الذي يأخذ القارئ إلى “موطن إنساني” يجمع بين التاريخ والجغرافيا.
كاو شُوي (بالصينية: 曹谁، بالبينين: Cáo Shuǐ)، ويُعرف أيضًا باسم شون كاو، وُلد في 5 يونيو 1982، وهو شاعر وروائي وسيناريست ومترجم صيني، يُعد من أبرز وجوه الأدب الصيني المعاصر.
يترأس حركة “الشعر العظيم”، وحركة “فيلم الشعر”، وحركة “دراما السرد”. في “بيانه عن الشعر العظيم”، يدعو إلى دمج الثقافة المقدّسة والعلمانية، والشرقية والغربية، والقديمة والحديثة في الأدب الصيني.
استقال من عمله الصحفي عام 2008 وسافر إلى التبت وشينجيانغ، حيث يعتبرهما مركز العالم. ومن أبرز أعماله رواية ثلاثية “سر السماء”، و”ملحمة أوراسيا”، ومسلسل “الطاووس الملك”.
وقد أصدر أكثر من 40 كتابًا تشمل دواوين، روايات، مقالات، حكايات خرافية، ترجمات، وأعمال درامية وتلفزيونية. تُرجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة، منها العربية، وشارك في مهرجانات أدبية عالمية مثل مهرجان ميديلين، مهرجان هافانا، كريتيّا في الهند، ومهرجان تشينغهاي الصيني.
يشغل مناصب مهمة، مثل رئيس تحرير مجلة “الشعر العظيم”، ونائب رئيس تحرير مجلة “الشعر العالمي”، والمنسق الآسيوي لحركة الشعر العالمي، وممثل الصين في اتحاد كتّاب البريكس، وأمين عام مهرجان بواو الشعري، ورئيس مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، ورئيس مهرجان بكين لفيلم الشعر. ويقيم حاليًا في بكين.
فاديم تيريخين أشاد بشعر كاو شُوي قائلًا:
“كاو شُوي صديقي، شاعر وشخصية عامة! إنه ليس مشهورًا في الصين فقط، بل في جميع أنحاء العالم! كرّس نفسه للأدب، وسخّر له كل طاقته من أجل نموه وازدهاره. يمكن قراءة أعماله في إطار الأدب العالمي، إذ يسعى لاكتشاف القواسم المشتركة بين ثقافات الشعوب. كاو شُوي ينتمي إلى مجموعة الشعراء “الذين بلا حدود” الذين أطلقوا حركة الشعر العالمي، مروّجين لحقيقة أن الشعر سينقذ العالم. لذا تُرجمت مجموعته الشعرية “ملحمة القارة الأوراسية” إلى عدة لغات، وأعتقد أن القراء في العالم كله سيجدون فيها ما يثير اهتمامهم. من يتمعّن في شعر كاو شُوي، سيجد الجمال والرقي، وإجابات لأسئلة كثيرة تُحرّك الفكر!”