
من مهرجان المسرح المصري بطوخ، برعاية د. محمد الفيومي، وبرئاسة الفنان سامح أبو العلا، وإدارة الفنان سامح هاشم على مسرح الشباب بطوخ، بإشراف من الحاج علي ياسين رئيس مجلس إدارة النادي، وتعاون كتيبة العمل المدهشة في دورته الثالثة دورة الفنان “أحمد زكي”.
الحفل الأخير لفرقة “ألف باء” المسرحية، “انتصارات فردية واخفاقات جماعية”. في مهرجان المسرح المصري بطوخ، عرض أوشك أن يكون جيدًا جدًا، ولكن كما يقول العوام: “الطبخة تبوظ على بشلن ملح”.
النص جيد، والحوار الذي هو من تأليف أنس النيلي، حاء مكتمل، والفكرة، بالرغم من أنها ليست جديدة ومستهلكة، إلا أن التناول المميز جعلها جيدة جدًا. وساعد على هذا التميز تقديم بعض الشخصيات بحس ساخر ولو طفيف.
ليأتي إخفاق آخر يشوه جزء منها، وهو ضبط اللغة في العمل الذي قدم بالفصحي، وقوع غالب الممثلين في أخطاء لغوية كثيرة أضر العمل. ومع أن الفكرة كانت من الممكن أن تقدم في قالب شرقي بعيدًا عن القالب الغربي الذي لم أرى ضرورة منه بعد الاستماع إلى أغاني المسرحية التي كتبت بالعامية المصرية، وكتبها مصطفى الهندي بحرفية وتميز.
ولكن كما يقول المثل: “الحلو ما بيكملش”، وذلك لسببين: أولًا، أحدثت هوة كبيرة بينها وبين عمل بالفصحى، يشبه الأعمال المترجمة. والثاني، إن قبلت ما كتب باعتباره مقصود ويمر بقصد أو لتقريب وتقليل مسافة الإبتعاد عن المتلقى، ولكن حتى هذا أضر التوزيع الذي لم يتناسب مع الكلمات ولا اختيار الموسيقي.
وقدمت يصوت جميل، ولكن لم يزيدنا إلا حزنًا على الجيد الذي ضاع بقلة خبرة أو استسهال أو تكاسل.
طول المشهد الثاني أضر العمل، لأنه طال أكثر من المناسب، بالرغم من أنه كان يقبل التقسيم على مشهدين. أما باقي المشاهد فكانت مساحتها الوقتية مناسبة جدًا.
كلمة المخرج: “سترى النفس البشرية حين تُكسر، حين تخذل، وحين تصير الذكرى مصدرًا للألم لا للحنين. عندما تجد روحًا تائهة في زمن ينصفها، وواقعًا لا تحتمله، وحبًا لم يكتب له أن يكتمل.”
رغم أنها عبارة فلسفية تميل إلى الحكمة، بصوت تجرع مرارة الألم، ليسطر هذه العبارات إلا أن من قدمها قبل فتح الستار أخفق في الضبط، فازعجنا كثيرًا.
“في في قلب الضلمة حتة نجمة بيضا”. ليس كل الأمر سيئ، فبعض الأداء الفردي جاء مبهرًا ومكتملاً إلى حد كبير.
أداء عبد المجيد أحمد في دور “فرنك العجوز” جاء مبهرًا، وأيضًا أداء الأبناء “سام” الذي قدمه محمود المسنطاوي، وكارسين الذي قدمه محمد وليد، وعبد الله عصام الذي قدم دور “ديجو” يليه مصطفى المصري في دور “فرانك الشاب”، وفرح متولي في دور “صوفيا”، والمعالج الذي قدمه محمود المحلاوي.
الديكور الذي أسسه عمر الفولي جاء مناسبًا ومقبولًا، تسبيح أحمد مع الملابس هي الأخرى مناسبة وجيدة.
ليكون المجموع فى النهاية مقبول أو على الحد الاقصي جيد، لكنه من الصعب أن ينافس فى ظل وجود أعمال أكثر نضج واكتمال وحرفية ومكتملة العناصر.