
يصل عدد مايو 2025 من مجلة CAJ الدولية في وقت يشهد فيه المشهد الأدبي والصحافي العالمي تحولات متسارعة ومتجددة. هذا الإصدار يجدد تأكيد المهام الجوهرية للناشرين؛ مؤتمر الصحفيين الأفارقة (CAJ): وهي تعزيز الحوار العابر للقارات، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وتسليط الضوء على الأصوات القوية القادمة من أفريقيا والجنوب العالمي.
قصتنا الرئيسية تسلط الضوء على تغطية حصرية لمنتدى الأدب الإفروآسيوي الأول، وهو حدث أدبي بارز جرى على ضفاف نهر النيل في القاهرة، مصر. استضافه متحف دارنا بمناسبة اليوم العالمي للكتاب (23 أبريل)، وأشرف عليه الكاتب والصحفي المصري المعروف أشرف أبو اليزيد. جمع المنتدى كوكبة من الأدباء من الهند، المغرب، مصر، والبحرين، بمشاركات شعرية ونقدية من صربيا وإندونيسيا. لم يكن هذا المنتدى الأول مجرد تبادل للأفكار، بل كان بمثابة بيان تضامني أدبي يدعو للترجمة والتعاون وبناء تراث ثقافي مشترك. ويمثل انطلاق مسيرة واعدة نحو شراكة ثقافية إفروآسيوية فاعلة.
وفي باب السينما، تأخذنا فاطمة الزهراء حسن في مقال نقدي لافت حول عائلة مخملباف، العائلة الإيرانية الأسطورية في عالم السينما. من محسن مخملباف وزوجته وابنه إلى ابنتيه الرائدتين سميرة وهناء، أعادت هذه العائلة تعريف اللغة السياسية للسينما. أفلامهم تواجه الاستبداد، وتسلّط الضوء على معاناة الفئات المهمشة – وخاصة النساء – وتحمل شعلة التحدي الفني في وجه الرقابة والمنفى. إنها قصة عن الرؤية، الصمود، وقوة الصورة التي لا تموت.
وفي روح الكتابة الأدبية المقاومة، نُقدّم باقة شعرية مؤثرة بعنوان “جنة الأطفال المنسيين“ من الشاعر الإيطالي الغزير الإنتاج إيفان بوتسوني. معروف بدمجه الفلسفة بالأدب والتفكير النقدي، يحمل هذا العمل توقيعه الأسلوبي من عمق فكري وشحنة وجدانية. قصائده هنا تمثل شهادة شخصية ونواحٍ إنساني مشترك، يُحاكي الأرواح المنسية والمستقبل المهمل.
ومن ضفاف بحر قزوين، ننتقل إلى صوت أدبي مميز من أذربيجان، هو إلدار أخادوف، في مقال بعنوان “باكو – زورباغان“. بأسلوب شاعري ومشبع بجمال الحنين، يرثي أخادوف وطنه، ناسجًا من الذكريات والهوية والاشتياق نسيجًا أدبيًا يهزّ كل من أحب أرضًا عن بعد. كتابته شهادة على الترابط الأبدي بين الجغرافيا والروح.
وفي تونس، يغطي خالد سليمان انطلاق مهرجان سيكاجاز في الكاف، ويكتب: “في توقيت رمزي يتزامن مع اليوم العالمي للجاز (30 أبريل)، تنطلق النسخة العاشرة من مهرجان سيكاجاز في مدينة الكاف، مجددًا تأكيده على انفتاحه على العالم، واتصاله بالحراك الثقافي الدولي، والتزامه بقيم التنوع والإبداع.”
أما في تنزانيا، فنطالع تحليلاً حول رفع الحظر عن الواردات الزراعية كوسيلة لحفظ الاستقرار والعلاقات الإقليمية، بينما نتوقف في جنوب أفريقيا عند دورها الاستراتيجي في ربط الجنوب العالمي بالكتل الدولية الكبرى في الجغرافيا السياسية. ومن لواندا – أنغولا، يكتب مانويل كامالاتا عن تزايد اتهامات الشرطة الوطنية في أنغولا باحتجاز الصحفيين أثناء أدائهم لواجبهم المهني. ومن غرب أفريقيا، يكتب مراسل المجلة ديلا أهيور عن الشاب الليبيري المدافع عن المناخ إيزيكيل نيانفور، الذي يوجه رسالة قوية إلى قادة العالم حول العدالة البيئية.
تدعو مجلةورئيس تحريرها مايكل آديبوبوي CAJ القراء – من صحفيين، وكتّاب، وفنانين، ومفكرين – إلى التفاعل مع هذا الإصدار، ليس فقط كمستهلكين للمحتوى، بل كـشركاء فاعلين في حركة متنامية من أجل الحوار، والكرامة، والحرية الإبداعية.